أطباء يؤكدون: أشعة الصدر والمقطعية وتحليل الدم يحددون الإصابة بكورونا بنسبة 80%

السبت، 06 يونيو 2020 09:00 م
أطباء يؤكدون: أشعة الصدر والمقطعية وتحليل الدم يحددون الإصابة بكورونا بنسبة 80%
تحليل فيروس كورونا
إيمان محجوب

مع تزايد اعداد المصابين بفيروس كورونا في مصر، بدأ الأقبال من المواطنين على إجراء تحاليل الدم والاشعة المقطعية، لتشخيص الحالة، وعدم الانتظار لظهور نتيجة المسحة الطبية التي تحدد بشكل قاطع هل الحالة مصابة بالفيروس من عدمه، وهو ما دفعنا للبحث عن جدوى هذه التحاليل.
 
وكانت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، قد أكدت اعتماد نتائج الفحص الإكلينيكى، وأشعة الصدر، والتحاليل المعملية، وصورة الدم كوسائل لتشخيص الحالات المشتبه فى إصابتها بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، على أن تبدأ الحالة فى تلقى العلاج فورًا طبقًا للبروتوكول العلاجى المتبع حسب الحالة الصحية لكل مصاب، لحين ظهور نتيجة مسحة PCR، وذلك حفاظًا على حياة المواطنين.
 
الدكتور مصطفى غنيمة رئيس قطاع الطب العلاجى بوزارة الصحة، أكد أن صورة الدم الكاملة والأشعة المقطعية على الصدر تعطي مؤشرا عن طبيعة الإصابة بنسبة تصل إلى 80%، لكنها ليست كافية لتشخيص المرض بنسبة 100%، لافتاً إلى أنها ضرورية للتشخيص السريع للحالة للبدء في استخدام البروتوكول العلاجى، لحين ظهور نتيجة مسحة الـpcr التي تحدد بشكل قاطع الإصابة من عدمها.
 
وقال الدكتور محسن طه عبدالرازق، رئيس الإدارة المركزية لشئون الطب العلاجي، أن الاشعة علي الرئتين مع التحاليل مع ظهور بعض الأعراض الخاصة بكورونا، تكون كفيلة ببداية استخدام البروتوكول العلاجى والعزل المنزلى للحالة المشتبه في اصابتها، وعدم الانتظار لظهور نتيجة المسحة، خاصة أن سرعة اتباع الاجراءات الاحترازية تمنع تفشي الفيروس بين افراد الاسرة والمخالطين للحالة المشتبه بإصابتها.
 
ولجأت «صوت الأمة» إلى مجموعة من أطباء التحليل لسؤالهم عن جدوى إجراء هذه التحاليل، وقال الدكتور أحمد سمير عبد الحميد مدرس مساعد الباثولوجيا الإكلينيكية بجامعة القاهرة، أن هذه التحاليل لا ترتبط بتشخيص المرض، بل لمتابعة المرضى من أجل ربط هذه التحاليل بتطور الحالة الصحية للمصابين، وهي تحاليل صورة الدم الكاملة للتأكد من نسبة زيادة عدد كرات الدم البيضاء، وزيادة عدد الخلايا المتعادلة، فضلاً عن وظائف الكبد والكلى، ففي الحالات الشديدة في البالغين المصابين بكورونا لوحظ تأثر وظائف الكبد بشكل واضح، وارتفع مستوى إنزيمات الكبد وكذلك نسبة الصفراء، وكذلك ارتفاع مستوى الكرياتينين، وهو ما يدل على تأثر وظائف الكلى في الحالات الشديدة.
 
وأشار عبد الحميد إلى أن التحاليل ايضاً تتناول إنزيم نازعة هيدروجين اللاكتات «LDH:» ، وهو إنزيم يدخل في عملية إنتاج الطاقة في كل خلايا الجسم تقريباً، ويرتفع مستواه في الحالات التي يحدث فيها تلف للأنسجة، مثل أمراض الدم والكبد، حيث يرتفع مستوى هذا الإنزيم في الحالات الشديدة المصابة بكوفيد-19، مؤكداً على ضرورة أن تجرى هذه التحاليل والفحوصات تحت مظلة المنظومة الصحية، وأن يتم قراءة نتائجها بواسطة الاطباء لتجميع الصورة الكاملة للحالة، موجهاً نصيحة للجميع، بعدم الذهاب إلى المعامل وإجراء هذه التحاليل الا بعد الشعور بعرض من أعراض كورونا.

هل تصلح الأشعة المقطعية لتشخيص الإصابة بفيروس كورونا؟
 
ثار جدل بين بعض الخبراء مؤخرا حول طرق تشخيص مرضى كوفيد-19، فحين يرى البعض أن اختبار Pcr هو الخيار المثالي، يؤكد البعض الآخر أن الأشعة المقطعية على الرئتين يمكن أن تكون أكثر دقة في تشخيص الإصابة بعدوى فيروس كورونا، ونشر موقع رMedical News Today  آراء لطبيبين متخصصين عرضا وجهات نظرهما المتعارضة حول استخدام الأشعة المقطعية للرئتين في تشخيص مرضى كورونا، حيث يؤيد البروفيسور جوزيف فريمان، طبيب طوارئ يعمل في منطقة نيو أورليانز بلوس أنجلوس، استخدام الأشعة المقطعية للرئتين لتشخيص ما إذا كان المريض مصابا بعدوى كوفيد-19، وعلى الجانب الآخر يعارض البروفيسور مارك هامر، أستاذ بقسم الأشعة في بريغهام ومستشفى النساء بكلية الطب بجامعة هارفارد .
 
ويقول البروفيسور فريمان أن الكلية الأمريكية للأشعة ACR والمركز الأريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC أوصيا بعدم الاستخدام للأشعة المقطعية لتشخيص كوفيد-19 بشكل روتيني، على الرغم من أن الهيئات الصحية في الصين، التي تسيطر على انتشار فيروس كورونا بسرعة وفعالية، تتفق مع توجهات المنظمات الطبية المهنية عالميًا على أن الأشعة المقطعية على الرئتين تلعب «دورًا حيويًا في الكشف المبكر والملاحظة وتقييم المرض»، فضلاً عن تأكيدات الخبراء الصينيين بأن استخدام التصوير بالأشعة المقطعية يضمن تحقيق تشخيص سريع يساعد على سرعة اتخاذ القرار بالحجر الصحي والالتزام باتباع تدابير الصحة العامة الخاصة بمصابي كورونا.
 
ويرى البروفيسور هامر أن العديد من الدراسات البحثية من الصين كانت آراؤها متضاربة بشأن الأشعة المقطعية على الرئتين، وتوصلت بعضها إلى نتائج مضللة غير واضحة، كما تتعارض نتائج المقالات وبعض الدراسات مع منشورات أخرى، منها على سبيل المثال ورقة بحثية أعدها باحثون في المستشفى المركزي للقوات اليابانية في طوكيو ، حيث تم فحص 104 مصابين بكوفيد-19 من ركاب ، واكتشف الباحثون أن ما يقرب من نصف الأشخاص، الذين لا يعانون من الأعراض، وخمس المرضى، الذين يعانون من الأعراض، لم تظهر الأشعة المقطعية للرئتين أنهم مصابون بالعدوى.
 
وتشير كثير من البحوث إلى أن الأشعة المقطعية تنتج معدلا سلبيا كاذبا مرتفعا بشكل غير مقبول، وبالتالي من المرجح أنها ربما تفشل في تشخيص نسبة كبيرة من المصابين بكوفيد-19 بالفعل (حتى 50%).
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق