الألعاب الإلكترونية في نظر الأزهر الشريف: الحلال منها ما تجنب الخطر

الأحد، 07 يونيو 2020 09:00 ص
الألعاب الإلكترونية في نظر الأزهر الشريف: الحلال منها ما تجنب الخطر
بابجي

في الآونة الأخيرة، دخل مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، معركة جديدة، من بين معارك كثيرة يخوضها؛ لحماية الناشئة وتحصينهم من كل أفكار أو مواد قد تختطفهم.
 
ووصل الأمر إلى إصدار المركز تحذيرات للآباء بشأن متابعة أبنائهم خاصة عند لعبهم الألعاب الإلكترونية، حيث اقتحم مركز الأزهر العالمى هذا المجال، وأكد في بيانات متكررة أن شريعة الإسلام لم تتوقف للحظة عن دعم كلِّ خيرٍ نافع، والتَّحذير من كل شرٍّ ضارٍّ فى مُختَلف الأزمنة والأمكنة، وتميزت بالواقعيّة، وراعت جميع أحوال الناس واحتياجاتهم وحقوقهم فى شمولٍ بديعٍ، وعالميّة لا نظير لها فى الشّرائع.
 
وقال المركز مؤخراً إن الإسلام أباح اللعب والترويح إذا اعتُبرت المصالح، واجتُنبت المضار؛ مُراعاةً لنفوس النّاس وطبائعهم التى تملُّ العادة، وترغب دائمًا فى تجديد النّشاط النَّفسىّ والذهنىّ والجسدىّ، مضيفاً أنه ومع هذه الإباحة والفُسحة، لا ينبغى أن نغفل ما وضعه الشّرعُ الشّريف من ضوابط لممارسة الألعاب، يُحافظ المرء من خلالها على دينه، ونفسه، وعلاقاته الأسرية والاجتماعية، وماله، ووقته، وسلامته، وسلامة غيره.
 
وحدد المركز عدد من الضَّوابط وهى: 
 
1) أن يكون اللعب نافعًا، تعود فائدته على النفس أو الذهن أو البدن.
 
2) ألا يشغل عن واجب شرعي، كأداء الصلاة أو بر الوالدين، أو يؤدى إلى إهدار الأوقات والعمر.
 
3) ألَّا يشغل عن واجب حياتى كطلب العلم النافع، والسعى فى تحصيل الرزق، وتلبية حقوق الوالدين والزوجة والأولاد العاطفية والمالية وتقوية الروابط معهم.
 
4) ألَّا يُؤدى اللعب إلى خلافات وشقاقات ومُنازعات.
 
5) أن يخلو من الاختلاط المُحرَّم، وكشف العورات التى حقّها السِّتر.
 
6) أن يخلو من إيذاء الإنسان؛ لأنه مخلوق مُكرَّم فلا تجوز إهانته بضرب وجههٍ -مثلًا- أوإلحاق الأذى به.
 
7) أن يخلو من إيذاء الحيوان؛ فقد أمرنا الإسلام بالإحسان إليه، وحرَّم تعذيبه وإيذاءه بدعوى اللعب والتَّرويح.
 
8) ألَّا يشتمل اللعب على مُقامرة.

واشار إلى أن ما سبق فى الألعاب عمومًا؛ واقعيّةً وإلكترونيّةً، ويُزاد عليها أن كانت الألعاب إلكترونية الآتى:
 
1- ألّا تشتمل الألعاب الإلكترونية على مُخالفات عقدية كاحتوائها على أفكار إلحادية أو شعارات أديانٍ أخرى، أو شعائر ومُعتقدات تخالف عقيدة الإسلام الصّحيحة، أو يكون بها إهانة مقدساتٍ إسلامية عن طريق جعل الهدايا على التقليل من شأنها أو تدميرها داخل اللعبة.
 
2- ألَّا تشتمل على إباحية؛ من صور عارية، وممارسات شاذة.
 
3- ألا تشتمل على فُحشِ قولٍ وسِبَاب، وأصوات مُحرَّمة.
 
4 - ألا تُنَمِّى الميل إلى العنف لدى اللاعب، أو تحثه على الكراهية، أو ازدراء الأديان، أو إيذاء إنسان أو حيوان، أو تُسوِّل له جرائم، أو مُحرمات كشرب الخمر ولعب القمار وفعل الفواحش.
 
5- ألا تؤذى اللاعب بدنيًّا كالألعاب التى تستوجب تركيزًا كبيرًا يُؤدى إلى ضعف البصر، أو إيذاء الأعصاب.
 

رسائل للآباء
 
مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية قال إن إباحة أي لعبة أو تحريمها مُتعلق بمراعاة هذه الضَّوابط؛ فإن رُوعيت جميعًا صار اللعب مُباحًا، وإن أُهدِرت أو أُهدِر أحدها صار فى هذا اللعب من الحرام والإثم بقدر ما فيه من الشَّر وما أُهدِر من الضَّوابط.
 
وأهاب المركز بالآباء والأمهات أن يحرصوا على تنشئة أولادهم تنشئةً واعيةً سويّةً وسطيّةً، وألّا ينشغلوا بشيء عن إحسان تربيتهم وتعليمهم، وأن يَقُوهُم مخاطر كثيرٍ من هذه الألعاب؛ فقد قال ﷺ: 
 
«كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ فى أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ فى بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهى مَسْئُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، والخَادِمُ فى مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ..» [أخرجه البخاري].
 
وكان قد كرر مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية تحذيره من لعبة "بابچي" بعد تحديث جديد يحتوى على ركوع اللاعب لصنم،حيث سبق لمركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية أن حذَّر من بعض الألعاب الإلكترونية التى تخطف عقول الشَّباب، فتشغلهم عن مهامهم الأساسية من تحصيل العلم النّافع أو العمل، وتحبسهم فى عوالم افتراضيّة بعيدًا عن الواقع، وتُنمّى لديهم سُلوكيّات العُنف، وتحضُّهم على الكراهية وإيذاء النفس أو الغير.
 
وكان من بين هذه الألعاب لعبة بابچى الإلكترونية بعد تكرر حوادث الكراهية والعنف والقتل والانتحار بسببها -وبسبب غيرها من الألعاب المشابهة لها- فى وقت سابق.
 
وقال المركز: لم يتوقف خطرها عند ما سبق ذكره فحسب، وإنّما تجاوزه إلى التأثير بشكل مباشر على عقيدة أبنائنا؛ ليزداد خطر هذه اللعبة فى الآونة الأخيرة بعد إصدار تحديث لها يحتوى على سجود اللاعب وركوعه لصنم فيها؛ بهدف الحصول على امتيازات داخل اللعبة.
 
وتابع: لا شك هو أمر شديد الخطر، عظيم التأثير فى نفوس شبابنا والنشء من أبنائنا الذين يمثِّلون غالبية جُمهور هذه اللعبة؛ فلجوء طفل أو شاب إلى غير الله سبحانه لسؤال منفعةٍ أو دفع مَضرَّةٍ ولو فى واقع إلكترونى افتراضى ترفيهي؛ أمر يشوش عقيدته فى الله خالقه سُبحانه، ويُهوِّن فى نفسه عبادة غيره ولو كان حَجَرًا لا يضر ولا ينفع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة