عن مبادرة القاهرة لحل أزمة ليبيا.. ما الفرق بين البي بي سي والجزيرة؟

الأحد، 07 يونيو 2020 12:30 م
عن مبادرة القاهرة لحل أزمة ليبيا.. ما الفرق بين البي بي سي والجزيرة؟
الجزيرة وبي بي سي

عنوان وتفاصيل واحدة تحدد تغظية الأحداث وتلوينها وفق سياسات قطر وتركيا الداعمتين للإرهاب، حيث أرسلت الدولتان عبر أجهزتها بيانا لوسائل الإعلام الدعومة من الدوحة وأنقرة لمهاجمة إعلان القاهرة المتضمن لمبادرة "ليبية – ليبية" لحل الأزمة بين كافة الأطراف الإقليمية والدولية والقوى العظمى، والدفاع عن انخراط تركيا عسكريًا في الداخل الليبي ونقلها لعدد كبير من المرتزقة السوريين إلى داخل البلاد.
 
Capture1
 
 
ببيانات ومانشيات موحدة فضحت إملاء العناوين على المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية لوسائل إعلام قطر وتركيا الداعمين لما تسمى حكومة الوفاق الليبية، بقيادة فايز السراج، لكن يبدو أن موقع «بي بي سي» وقع أيضا في «فخ» نشر البيانات الموحدة المرسلة إلى تدعو إلى تسعير الحرب في ليبيا وإراقة المزيد من الدماء.
 
Capture
 
وأثار تشابه العناوين بين الجزيرة وبي بي سي، جدلاً واسعاً على موقع التواصل الاجتماعي، حيث أرجع البعض أنها تحث على الفوضى والعنف وتُحرّض على الفتن ومغايرة للواقع في ليبيا، ورأى آخرون أنها تدعم استمرار التدخل التركي في ليبيا والحل العسكري الذي يرى مراقبون أنه في ذلك الوقت يفشل كافة الجهود الساعية إلى إنشاء دولة مدنية ديمقراطية يحكمها جميع الأطراف في ليبيا. 
 
وعزت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، انسحابها من عدد من المواقع القريبة من العاصمة على أنه جاء نتيجة لتراجع تكتيكي واستجابة للدعوات الدولية لخفض التوتر والتفرغ لمواجهة فيروس كورنا واستئناف المفاوضات السلمية.
 
وأوضح اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم قوات الجيش الوطني الليبي، في مؤتمر صحفي من بنغازي (شرق) ليبيا، أنه "بناء على دعوات دولية ومن الأمم المتحدة بضرورة وقف إطلاق النار واستئناف اجتماعات 5+5، طلب منا الرجوع مسافة 60 كم من حول العاصمة، ضماناً لعدم قصف أي أهداف داخلها وإبعاد المعركة عنها".
 
وأضاف: "لضمان نجاح الخطوة طلبنا من الدول الصديقة ضمانا للاتفاق يلزم الطرف الآخر والغزاة الأتراك بالتقيد وعدم الاعتداء على قواتنا، إلا أننا نفاجأ بالطائرات التركية والمدفعية الثقيلة تستهدفنا".
 
ومضى قائلا: "استمر الهجوم بقوة وتراجعنا إلى مشارف ترهونة مع استمرار غارات الطيران المسير، وبعد تقدير الموقف قررنا عدم تعريض ترهونة لهجمات الطيران، وصدرت الأوامر بالتراجع إلى منطقة آمنة".
 
مبادرة القاهرة
وتأتي المبادرة المصرية بعقد لقاء عاجل مع القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، والمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، في توقيت حساس للغاية.
 
وكانت ليبيا في مفترق طرق بعد التقاط إشارات تشير إلى أطماع عدد من الدول الأجنبية التي تسعى لترسيخ تواجدها عسكريا في ليبيا، ما يهدد بإشعال فتيل الأزمة بشكل كامل في البلاد بعد انخراط تركيا لدعم حكومة الوفاق.
 
ونسف إعلان القاهرة كافة ذرائع تركيا للتدخل العسكري، حيث إن الأخيرة تذرعت بأن تدخلها يأتي دعما لحكومة الوفاق وللعملية السياسية، وبإعلان الجيش الليبي قبوله بالحل السياسي وتقديمه لكافة الضمانات اللازمة لضمان تفعيل المباحثات العسكرية يبقى أمام النظام التركي خيار واحد وهو الخروج من ليبيا أو الدخول فى صراع مع أطراف دولية كبرى لديها مصالح فى ليبيا يهدد التواجد التركي.
 
وجاء إعلان القاهرة برسالة واضحة ومحددة تؤكد أن الدولة المصرية ودول الجوار الليبي مجتمعة لن تقبل بأى محاولات للعبث بأمن واستقرار ووحدة ليبيا، وخشية هذه الدول من محاولات ضرب النسيج الاجتماعى الليبى خاصة في المنطقة الغربية التي يعبث فيها الأتراك.
 
وأدركت الدول الأوروبية الفاعلة في المشهد السياسى الليبى خطورة التدخل العسكرى التركى وتاُثيره على أمن واستقرار البلاد ومدى تهديد هذا التدخل لمصالحها، لذا تحركت بشكل سريع ودعمت المبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية والتي تم وضعها بواسطة الليبيين أنفسهم.
 
وتسعى تركيا إلى الاستفادة بشكل كبير من خزينة الدولة الليبية بالدعوة لاستئناف عمل الحقول والموانئ النفطية وهو ما تتحفظ عليه القبائل الليبية التى تخشى من ذهاب موارد ليبيا النفطية إلى المرتزقة السوريين، وهو ما يدفع الدول الأوروبية لممارسة ضغوطات على أنقرة لاخراج المرتزقة لاستئناف إمدادات النفط لتلك الدول.

نزع فتيل الأزمة
تحركت مصر بشكل سريع ومحسوب ودقيق لنزع فتيل الأزمة في الجارة الليبية، حيث إن القاهرة أحد أبرز دول الجوار الليبى دعما للشعب الليبى وأحد أكثر الدول التى ستتأثر من أى محاولات للانخراط العسكرى من قبل أطراف إقليمية قد يؤجج الصراع فى البلاد، وهو ما دفعها لتأييد المبادرة الليبية الليبية التى وضعت أسس وثوابت محددة لحل الأزمة.
 
وتخشى مصر من تكرار السيناريو السوري فى ليبيا، حيث انخرطت أطراف عسكرية خارجية سواء إقليمية ودولية ما أدى إلى تدمير الدولة السورية واستنزافها بشكل كامل، حتى أيقنت الأطراف السورية كافة من أن الحل السياسى هو الحل الوحيد للأزمة التى تعانى منها البلاد، والتحرك الفطن الذى قامت به الدولة المصرية سيحد بشكل كبير من أى محاولات خارجية للتدخل العسكرى فى ليبيا.
 
وتتناسى الأطراف الدولية الدور الكبير للقبائل الليبية والمكونات الاجتماعية التى ترفض التدخلات الخارجية والقادرة على تحرير البلاد عبر أبناء القبائل الرافضين لأى محاولات لتموضع قوى عسكرية خارجية فى التراب الليبى.
 
وشكل إعلان القاهرة نسفًا كافة الحجج والذرائع المدفوعة فى ليبيا من أطراف مؤدلجة مدعومة خارجيا والتى تسعى لتأجيج الصراع بين أبناء الشرق والغرب الليبى ويمهد إعلان القاهرة الطريق بشكل كامل لتفعيل العملية السياسية بتحقيق التوازن بين الطرفين المتخاصمين وهو ما يثبت مدى جدية ومحورية المبادرة الليبية الليبية التى تدعمها القاهرة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة