المصريون يتداولون البيتكوين.. ولا يعلمون مخاطر العملات المشفرة

الإثنين، 08 يونيو 2020 09:00 ص
المصريون يتداولون البيتكوين.. ولا يعلمون مخاطر العملات المشفرة
عملة البيتكوين
محمد الشرقاوي

في مايو الماضي، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بمنشورات تتحدث عن تداول "عملة البيتكوين"، درجة دفعت بالبعض إلى تدشين هاشتاجات: "أنا أتداول البيتكوين".
 
كثير من المصريين لم يعرفوا شيئاً عن "البيتكوين" قبل ذلك التاريخ، وخلال مايو تبارى المصريون فيما بينهم للإعلان عن طرق التداول وآلياتها، وتدشين جروبات على فيسبوك، لجمع أكبر عدد من راغبي الكسب السريع.
 
وتعد البيتكوين ثورة في عالم العملات المشفرة، لكن السمة الرئيسية فيها جميعاً أنه يتم التنقيب عنها من خلال أجهزة الكمبيوتر، حتى تم الإعلان عن عملة Pi التي تصاعد الحديث عنها مؤخراً باعتبارها أول عملة يتم التنقيب عنها من خلال الهواتف الذكية، دون الحاجة إلى طاقات حوسبية كبيرة. 
 
ويعود تاريخ عملة "Pi" إلى 2019، حين استطاع 3 من خريجي جامعة ستانفورد عام 2019 تأسيس أول عملة مشفرة يمكن التنقيب عنها من خلال الهواتف الذكية، مع إمكانية استخدامها أيضاً من خلال أجهزة الكمبيوتر واللاب توب.
 
وتم الترويج لهذه العملة باعتبارها عملة غير مستهلكة للطاقة، كما أن جميع المنقبين عنها يمكنهم الحصول على مكافآت على عكس عملة بيتكوين، حيث تقوم عملة "Pi" على تقنية البلوك تشين، التي تعتبر سجلّاً موزعاً بين المستخدمين حول العالم، يستطيع أي منهم تحميله عبر الإنترنت والمشاركة في تبادل هذه العملة وفقاً لشروط منصة البلوك تشين الخاصة بها، التي تقوم على مبدأ رئيسي هو مبدأ التعدين.
 
ولا يستطيع أغلب متداولي البيتكوين أو pi التفريق بينهم، حيث يستغل الكثير من التقنيين حاجة المتداولين للكسب السريع، وبالتالي يدخلون لهم مزيد من العملات دون بذل أي مجهود. 
 
لفهم الأمر، يختلف التعدين في عملة Pi عن عملة بيتكوين من حيث المبدأ؛ فبينما تعتمد بيتكوين على مبدأ Proof of work أو إثبات العمل للتأكد من صحة المعاملات، تعتمد عملة  Pi على مبدأ الإجماع أو Stellar Consensus Protocol.
 
مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، قدم عرضاً بحثياً: "مخاطر الاستثمار في العملات المشفرة"، جاء فيها أن عدد العملات المشفرة حول العالم حتى مارس 2020 أكثر من 5 آلاف و520 عملة وفقاً لموقع coinmarketcap، غالبيتها العظمى عملات ليس لها أي قيمة سواء في الواقع أو على الإنترنت، باستثناء بعض العملات الشهيرة مثل "بيتكوين" التي تخطى سعر صرفها حاجز 20 ألف دولار في نهاية عام 2017.
 
الفرق بين تداول البيتكوين وعملة Pi
 
يقول إنه في حال الرغبة في إنجاز معاملة بيتكوين عبر نظام البلوك تشين، يتم تقسيم المعاملات إلى عدة بلوكات blocks، كل بلوك يحمل مجموعة من المعاملات في حدود 1 ميجا من البيانات، ثم يبدأ المنقبون من خلال طاقتهم الحوسبية القيام بعملية التعدين، التي يتم فيها البحث عن "الهاش Hash" الصحيح الذي يمثل مفتاح تأكيد هذه المعاملة. ومن يصل إلى الهاش أولاً هو من يستحق المكافأة، وتكون أجزاءً من عملة بيتكوين، وباقي الأجهزة المشاركة في عملية التعدين لا تحصل على شيء.
 
أما في حالة عملة Pi فالمبدأ مختلف تماماً؛ حيث تكون وظيفة المنقبين هنا ليست البحث عن الهاش الصحيح اللازم لإتمام المعاملة، بل وصول جميع المنقبين إلى القيمة الحسابية الصحيحة التي يتوقف عليها صحة هذه المعاملة؛ فالعمل هنا مرتبط بالجماعية لا بالسرعة أو الفردية كما في حالة عملة بيتكوين، ومن ثم يصبح جميع المنقبين فائزين بمكافآت من عملة Pi.
 
مخاطر تداول العملات المشفرة
 
يقول الدكتور إيهاب خليفة، المتخصص في عالم الاتصالات التقنية، قال إن عملة Pi –مثلها مثل أي عملة افتراضية أخرى– غير ثابتة أو محددة القيمة، تخضع لعوامل العرض والطلب، التي قد تكون عوامل مضللة لدفع المستخدمين إلى الإقبال على هذه العملة، ثم الانسحاب بعد ذلك لجني الأرباح وترك صغار المستثمرين يتحمَّلون الخسارة المؤكدة.
 
ويرى الباحث، أن أن التقلب في سعر صرف هذا النوع من العملات يتسم بمخاطر عالية وعدم استقرار كامل؛ لذلك فأفضل تعامل معه هو المضاربة وليس الاستثمار؛ أي الشراء السريع والبيع السريع أيضاً لجني الأرباح، دون الاحتفاظ بها لوقت طويل؛ فهي ليست أصلاً ولا مخزناً للقيمة، كما أن احتمالية النصب فيها من شركات الطرف الثالثة عالية جداً.
 
وتابع أن اعتماد هذه العملات على نظام سلسلة الكتلة، يطرح إشكاليتين رئيسيتين: الأولى تتعلق بالشفافية، نظراً إلى أن الجهة المركزية التي تقوم على النظام ليس لها أي موقف قانوني أو شرعي، بل هم مجموعة من المستخدمين العاديين الذين يتم ترقيتهم واختيارهم للحفاظ على استقرار النظام.
 
والثانية تتعلق باستمرار توزيع الأرباح على جميع الأفراد، فمعنى ذلك أن العملة ستكون متوافرة وبسهولة، وأي شخص يمكن الحصول على الأرباح منها، ومع زيادة العرض من العملة تقل قيمتها الفعلية، نظراً إلى سهولة الحصول عليها.
 
المؤكد أن العملات المشفرة بصورة عامة تعتبر مصدراً من مصادر الخطر؛ لأنها خارج سيطرة الدولة ومؤسساتها الرسمية، وهو ما يعطي بعض المتطرفين والإرهابيين وجماعات الجريمة المنظمة فرصة استخدام هذا النوع من العملات؛ ولذلك فحملات رفض هذا النوع من العملات لا تزال مستمرة، ولعل آخرها الحملة التي تم إطلاقها ضد عملة فيسبوك المشفرة المعروفة باسم "ليبرا" التي رفضتها جميع الدول تقريباً، حتى الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أن هذه العملة ضمت في مجلسها عدداً كبيراً من الشركات الدولية التي تعد من مصادر نفوذ العملة وقبول شرائها، إلا أن هذه الشركات هي الأخرى انسحب منها أيضاً.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق