داود أوغلو يبدأ خطوات الإطاحة بـ«أردوغان‎».. تحالفات متوازنة وتصعيد للحملة

الأحد، 07 يونيو 2020 08:00 م
داود أوغلو يبدأ خطوات الإطاحة بـ«أردوغان‎».. تحالفات متوازنة وتصعيد للحملة
أحمد داود أوغلو

صعد رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو، رئيس حزب المستقبل المؤسس حديثاً، من حملته للإطاحة بالنظام الديكتاتوري للرئيس رجب طيّب أردوغان، الذي بات يُوجّه له انتقادات حادّة، وذلك استعداداً لأيّ انتخابات برلمانية أو رئاسية مبكرة، حيث يواصل تنفيذ امتدادات سياسية جديدة لحزبه، وانتهى من تشكيلات الحزب في 53 مدينة خلال فترة وجيزة.

يستعد "أوغلو"، المُنشق عن حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم، وأحد أقوى حلفاء أردوغان السابقين، عبر حزبه للتنسيق مع كافة أحزاب المعارضة التركية وعقد تحالفات متوازنة معها من أجل مستقبل البلاد وسلام الأمة، وفقاً لما أكده خلال لقائه أمس السبت مع نائبه أيهان سفر أوستون، ورئيس وأعضاء الحزب في محافظة صقاريا للحزب.
 
وأضاف أنّ "تركيا لا يمكنها تحمّل السياسة التي تخلق جدراناً بين الأحزاب السياسية، كما أن مستقبل البلد وسلام الأمة ليس من اختصاص حزب واحد" مُشيراً لوجود أزمة إدارة في بلاده.
 
كما أكد داود أوغلو على حاجة تركيا إلى رؤية سياسية جديدة، تعجز السلطة السياسية الحالية أن تنجح في إنتاجها كما لا تستطيع إدارة الأزمات اليومية، في إشارة واضحة إلى وجوب رحيل النظام الحاكم.
 
وكشف أنّ حزبه يعتزم في 15 يونيو تقديم رؤية جديدة للعمل من أجل تركيا، حيث سيقوم بمشاركة برنامج ورؤية اقتصادية جديدة مع المواطنين الأتراك.
 
وحول ما يتردّد عن احتمال إجراء انتخابات مبكرة، قال داود أوغلو "إن الصورة واضحة للغاية بالنسبة لنا. نحن مصممون على الدخول في الانتخابات بقوتنا الخاصة، في أي وقت وتحت أي ظرف من الظروف. لذلك، نحن عازمون على استكمال عقد مؤتمراتنا في أغسطس".
 
وانتقد رئيس الوزراء التركي السابق التخبط الحكومي في إدارة أزمة كورونا في البلاد، مُشيراً للارتباك والتناقض بين قرارات وزير الصحة والرئيس التركي في تطبيق حظر تجوّل جديد نهاية الأسبوع، وقال إنّ ذلك غير مقبول ويجب الحرص على صحة الناس والاعتماد على قرارات المجلس العلمي.
 
وكانت مؤسسة "كوندا" كبرى شركات استطلاع الرأي والدراسات في تركيا، أكدت أمس في دراسة لها أنّ الدعم الشعبي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وصل لأدنى مستوياته لما يقل عن 30 في المائة في فبراير الماضي، وذلك قبل شهر من تسجيل البلاد لأولى حالات الإصابة بفيروس كورونا، حيث بدأت السلطات تنفيذ تدابير الوقاية من الوباء بشكل متأخر، وهو ما أثر أيضاً على فُقدان الحزب الإسلامي لمزيد من الأصوات.
 
وذكر رئيس "كوندا"، بكر أغيردير، أنّ الحزبان الجديدان على الساحة السياسية في البلاد يمثلان أزمة كبيرة بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
 
وقال إنّ النظام الرئاسي الذي تمّ تقديمه وشرحه للمواطنين على أنّه العصا السحرية، إلا أنه بعد تطبيقه تبين أنه لم ينجح في حلّ أيّ من الأزمات التي تواجهها البلاد.
 
وأكد المحلل السياسي والاستراتيجي التركي أن حزب العدالة والتنمية يحتاج إلى نجاحات جديدة من أجل ضمان بقائه، وقال "يتم تطبيق سياسة التوتر.
 
هناك محاولات لتجريم الأحزاب السياسية، وهذا ليس خطراً موجها لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي فقط، وإنما موجه لأحزاب الشعب الجمهوري والحزب الصالح وحزب السعادة في الكثير من الأحيان. بدلاً من تحقيق النجاحات، يتم خلق سياسات التوتر. العقلية العامة قائمة على وجود أعداء داخليين وخارجيين".
 
وأضاف "سياسة الاستقطاب لن تضيف أي جديد إلى التحالف الحاكم في البلاد"، لافتاً إلى أن أحزاب المستقبل والديمقراطية والتنمية "ديفا" اللذين أسسهما أحمد داود أوغلو ووزير الاقتصاد الأسبق علي باباجان يمثلان أزمة كبيرة بالنسبة لحزب العدالة والتنمية.
 
وقال أغيدير "من المؤكد أنّ الحزبين سيتاح لهما مع حلول نهاية العام المشاركة في أي انتخابات. وأرى أنه لا صحة لادعاءات أن كلا منهما لن يحصل على أكثر من 5%".
 
وأكد أن السبب وراء الموقف الصلب لحزب العدالة والتنمية تجاه هذه الأحزاب الجديدة، المنشقة من رحمه، يرجع إلى أن الأصوات التي سيحصل عليها حزب المستقبل ستكون من قاعدة حزب العدالة والتنمية الانتخابية، أما حزب الديمقراطية والتقدم فالأصوات التي سيحصل عليها ستكون من المعارضة، مشدداً أن الحزبين سيؤثران على الحزب الحاكم.
 
وأوضح أن المواطنين بدأوا ينفضون من حول حزب أردوغان، إلا أنهم لا يجدون حزباً جديداً مناسباً لفكرهم للالتفاف حوله.
وتوقع الدكتور سليم جيفيك، المحلل السياسي في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، أن الدعم الذي تمّ تحويله إلى كل من باباجان وداود أوغلو، وحتى لو كان صغيراً، فإنّه يمكن أن يهز الوضع السياسي في تركيا.
 
وأجمعت كافة استطلاعات الرأي التي تمّ إجراؤها خلال شهر مايو في تركيا حول احتمالية تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، على تلاشي أصوات حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية لصالح أحزاب المعارضة بما فيها الأحزاب الجديدة.
 
وأظهرت آخر استطلاعات الرأي في تركيا فيما يتعلق باحتمالية حدوث انتخابات نيابية مبكرة في الوقت الحالي، أن أصوات حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية تتلاشى، بينما تزداد بالمقابل أصوات حزب الشعب الجمهوري، والأحزاب الجديدة التي أسسها كل من داود أوغلو وعلي باباجان حلفاء أردوغان السابقين.
 
وفي أعقاب تراجع الدعم للحزب الحاكم في استطلاعات الرأي الأخيرة، يُخطط حزب العدالة والتنمية الإسلامي التركي الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان للدفع مع حلفائه القوميين بإجراءات من شأنها أن تؤثر على طريقة خوض المجموعات السياسية للانتخابات، ويمكن أن تقف حجر عثرة أمام مشاركة أحزاب المعارضة الجديدة في أي انتخابات مبكرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة