بعد أن وصف "الحضرة" بـ"البدعة".. هل يمتلك ياسر برهامي شجاعة الاعتذار لـ"الصوفيين"؟

الأربعاء، 10 يونيو 2020 05:00 م
بعد أن وصف "الحضرة" بـ"البدعة".. هل يمتلك ياسر برهامي شجاعة الاعتذار لـ"الصوفيين"؟
ياسر برهامى
عنتر عبداللطيف

عاد الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية ليثير الجدل مجددا بعد أن وصف الحضرة الصوفية بـ"البدعة" وليست من الذكر المشروع ما أثار غضب قيادات الطرق الصوفية الذين طالبوه بالتوقف عن بث الفتاوى التى تثير الفتنة فى المجتمع.

من حق "ياسر برهامى" أن يفتى بما يشاء وفقا لمعتقده خاصة أن السلفيين لا يصفون "الحضرة الصوفية " بالبدعة فقط بل قد يذهب  بعض غلاتهم إلى تكفير الصوفيين أنفسهم ،والطعن فى عقيدتهم وهناك فتاوى تؤكد ذلك منها  فتوى زعيم التيار السلفي بالجزائر الدكتور محمد علي فركوس التى أخرج فيها عدة تيارات من دائرة أهل السنة والجماعة حيث قال أن " طلاقُ مُصطلَحِ أهل السنَّة ـ بالمعنى الخاصِّ ـ فإنما يُرادُ به ما يُقابِل أهلَ البِدَع والأهواء؛ فلا يدخل في مفهومِ أهلِ السنَّة إلَّا مَنْ يُثبِتُ الأصولَ المعروفة عند أهل الحديث والسنَّة، دون أصحاب المقالات المُحدَثة مِنْ أهل الأهواء والبِدَع”".

201803210420232023
 

 محمد علي فركوس

 

متابعا:"لا يحوي مذهبُ أهلِ السنَّة ـ في ذاته ولا في نطاقه وطيَّاتِه ـ مظاهِرَ الابتداعِ ولا صُوَرَ الانحلال والتمييع لدِينِ الله الحنيف" وفق قوله.

عندما نطالب الدكتور ياسر برهامى بالاعتذار عما قاله بحق الصوفيين فإنه لن يفعل بالطبع، لقناعته بأن ما قاله هوالصواب الذى لا يحتمل الخطأ، لكننا نطالبه بالاعتذار لكون الظرف غير مناسب لتصريحات وصدامات تثير الفتنة فى ظل جائحة كورونا المنتشرة ليس فى مصر فقط بل فى العالم أجمع فماذا لا يخرج ليعتذر للصوفيين ليس لخطأ فتواه هذا يحتاج لمراجعات منه شخصيا لما يردده من فتاوى لكن لكون الظرف غير مواتى لمثل ما يقوله بحقهم.

صمت الدكتور ياسر برهامى فى ظل انتشار فيروس كورونا وتهديده حياة الآلاف ولم يقدم هو ولا جمعيته وانصاره يد العون لمرضى كورونا وخرج علينا بتصريحه المثير للفتنة.

عندما فتشنا فى تاريخ ياسر برهامى وهل سبق وفعلها من قبل وخرج ليعتذر عما بدر منه سواء فى حجق أفراد أو جماعات صدمنا بحث جوجل برد مثير فالرجل لم يعتذر طوال حياته إلا عن حضور ندوات أو القاء وجاءت نتيجة البحث كالتالى:

"يعتذر الدكتور ياسر برهامي عن دروس اليوم الأحد لسفره خارج البلاد ويستأنف دروس مسجد التقوى غدا أو بعد غد إن شاء الله"،" ياسر برهامى يعتذر عن الملتقى الفكرى الأول بجامعة المنيا"،"برهامي" يعتذر عن عدم حضور ندوة للتحذير من الشيعة بكفر الشيخ"!.

 
برهامى
 
 
وكان طارق ياسين الرفاعى شيخ عموم الطريقة الرفاعية، وجه انتقادات حادة لياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية بسبب الفتوى الأخيرة التى وصف خلالها الحضرة الصوفية بـ"البدعة"، مطالبا بالتوقف عن بث الفتاوى التى تثير الفتنة فى المجتمع.

وقال الرفاعى لا يوجد شئ فى الحضرة سوى ذكر الله والتسبيح بحمده والصلاة على الرسول الكريم والدعاء لله فهل هذا بدعة عند برهامى؟، مشيرًا إلى أن الصحابة فعلوا نفس الشئ.

وأكد الرفاعى أن الغرض من هذه الفتاوى هو نشر الفتنة فى المجتمع، مضيفًا:"نحن فى وقت نحتاج فيه إلى التكاتف المجتمعى فى مواجهة الوباء والدعاء الله أن يرفع هذه الغمة وليس الوقت الآن هو وقت إثارة النعرات الخبيثة والحديث عن أن هذا مبتدع أو هذا كافر".

طارق ياسين الرفاعى
طارق ياسين الرفاعى

 

ووجه طارق ياسين الرفاعى رسالة إلى ياسر برهامى قال فيها:"توقف عن إصدار فتاوى لا تقدم شئ للمجتمع سوى الفتنة".

وورد سؤال إلى برهامى عبر موقع "صوت السلف" جاء فيه: ما رأي حضرتك في الحضرة التي تفعلها الطرق الصوفية؟ وهل ذلك يسمَّى ذكرًا؟

وأجاب برهامى قائلا : "الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فهذه الحضرات بدعة، وليست ذكرًا مشروعًا”

فيما الدكتور علاء عزمى الأمين العام للاتحاد العالمى للطرق الصوفية أن هذه الفتاوى منبعها الجهل، وشدد على أن برهامى لا يعرف من الأساس ما هى الحضرة ولا ما يجرى فيها.

وأكد عزمى أن الحضرة هى عبارة عن تجمع يتم فيه قراءة القرآن والصلاة على النبى والدعاء والتسبيح مضيفا :"الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يفعلون ذلك فاين البدعة فى هذا ؟"، مشيرا إلى أن مصر فى هذا التوقيت تحتاج إلى الترابط بين جميع الفئات وليس التبديع والتكفير وأضاف:"برهامى والسلفيين طلاب دنيا ويريدون أن يكفروا غيرهم حتى يبدو للعالم أنهم فقط من يفهمون فى الدين".

يذكر أن "الحضرة" مصطلح إسلامي صوفي يطلق على مجالس الذكر الجماعية والتي يؤديها المسلمون المنتمون للطرق الصوفية السنية بشكل خاص، ويكون على رأسها شيخ عارف بالطريقة ينبه على كل ما من شأنه أن يشوش إمكان الوصول إلى ما يطلق عليه الصوفية "لحظة الصفاء." سميت بذلك لأنها سبب لحضور القلب مع الله، وهي ركن هام في طريق الصوفية وفق الصوفية.

 

2019_8_7_11_39_0_401

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق