وثائق سرية تكشف تدخلات أردوغان عام 2013 في مصر لمنع سقوط الإخواني محمد مرسي

الجمعة، 12 يونيو 2020 09:19 م
وثائق سرية تكشف تدخلات أردوغان عام 2013 في مصر لمنع سقوط الإخواني محمد مرسي
طلال رسلان

تتزامن الذكرى السابعة لسقوط حكم الإخوان في مصر بثورة شعبية أطاحت بالإخواني محمد مرسي من كرسي الرئاسة، مع التحركات التركية لاستهداف مصر سواء بإيواء قيادات جماعة الإخوان الهاربين خارج البلاد أو قنوات الجماعة التي لم تتوان في مهاجمة النظام المصري.
 
قبل ذلك بـ7 سنوات، وفي حلقة جديدة من حلقات مؤامرة تركيا على مصر منذ وجود الإخوان في الحكم، كشفت وثائق سرية محاولات أردوغان في عام 2013 لتمكين مرسي من كرسي الرئاسة للاستمرار في تنفيذ المشروع الإخواني بالبلاد، على خلفية ثورة شعبية للمطالبة بتنحيه من الحكم وإجراء انتخابات مبكرة.
 
الوثائق التي نشرها موقع "نورديك مونيتور" السويدي كشفت أن أردوغان أجرى محادثات هاتفية، وكان وقتها رئيسا للحكومة التركية، خطط خلالها بإرسل مساعدات تدعم مكتب الإرشاد لتقوية موقف مرسي قبل الانتخابات.
 
وثائق أردوغان 1
وثائق أردوغان 2
 
مكالمة أردوغان المسربة
 
في 22 أبريل 2013، أجرى أردوغان مكالمة هاتفية مسجلة، حصل الموقع السويدي على نسخة منها، مع رجل الأعمال المعروف بعلاقاته المشبوهة مصطفى لطيف توباش، والذي كان مقربا من عائلة أردوغان.
 
وفقا لما ورد في المكالمات المسجلة، حكى توباش عن لقائه مع رجل الأعمال ياسين القاضي الذي تربطه علاقة بعدد من المنظمات الدولية الإرهابية وكان مدرجا على قوائم الإرهاب لدى أمريكا والأمم المتحدة بعدما تولى تمويل تنظيم القاعدة ودعم داعش، وجرى نص المكالة حول أن توباش أشار إلى أنه سيعود اليوم وجلب ماء زمزم ثم تحولت المكالمة لأردوغان الذي رد التحية للقاضي، وبعدها تحول الحديث بين توباش وأردوغان إلى مصر ودعم الإخواني محمد مرسي بعد حالة الاستياء من حكمه الذي ازداد استبداداً ضد قوى الشعب الغاضبة، ومنها حركة تمرد".
 
ونقل توباش عن القاضي رأيه إلى أردوغان بأن "الشاطر وليس مرسي هو من يدير الحكم فعلاً"، مشيراً إلى القيادي بتنظيم الإخوان الإرهابي خيرت الشاطر، الذي لم يستطع الترشح للرئاسة، وقال إن هناك بعض المشكلات في قيادة الإخوان، داعياً إياهم بحل الخلافات في إشارة إلى قلق أردوغان من النزاع الداخلي بين مرسي والشاطر.

مشروع القمامة

خلال المكالمة قال أردوغان إنه وجه تعليمات لمرسي ومكتب إرشاد الجماعة في منطقة المقطم إلى استمالة المصريين بالمبادرات والسلع الغذائية، وجزء من المحادثة كان مخصص للتحركات في العاصمة المصرية التي كانت تعاني مشكلة القمامة وقتها، ووعد أردوغان بإرسال 150 شاحنة تركيّة لتزيل أكوام القمامة، ومن ثم يخرج مرسي ليقول أمام الشعب إنهم يقومون بأعمال لخدمة البلاد، فيقلل الضغط على جماعة الإخوان.
 
وفي انتهاك واضح للقوانين المصرية التي تمنع التدخل الأجنبي في شئون البلاد الداخلية، قام أردوغان بالإشارة إلى مرسي للقيام بخطط تدعم موقف جماعة الإخوان أمام الشعب مرة أخرى تجهيزا إذا ما أطاحت الثورة بحكمه وتم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

الأوضاع في تركيا 
 
وقتها في تركيا كانت الأمور ليست على ما يرام بالنسبة لحلفاء أردوغان، حيث صدر أوامر اعتقال في أواخر ديسمبر من العام 2013 ضد القاضي وتوباش ونجل أردوغان بلال وصهره بيرات البيرق لأنهم من المشتبه بهم الرئيسيين في تحقيق بشأن الجريمة المنظمة.
 
لكن أردوغان لم يقف ساكنا حيال حلفائه، حيث كشفت تقارير إعلامية تركية وقتها بتدخل مباشر من أردوغان ومنع تنفيذ أوامر الاعتقال، وأصدر أوامر إلى الشرطة بعدم تنفيذ أوامر المدعي العام. وبعد إقالة المدعين العامين وقادة الشرطة الذين شاركوا في التحقيق، تمكن أردوغان من تبييض جرائم زملائه وأفراد عائلته.
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق