«بوابات التعقيم» سبوبة كورونا الجديدة.. وأطباء صدر يحذرون

الأحد، 14 يونيو 2020 07:00 م
«بوابات التعقيم» سبوبة كورونا الجديدة.. وأطباء صدر يحذرون
فيروس كورونا
أحمد سامي

تعمل الحكومة منذ أيام على تركيب بوابات التعقيم الذاتي على كافة مداخل لجان الثانوية العامة من أجل حماية الطلاب من انتشار فيروس كورونا المستجد والعمل على تعقيم اللجان بشكل دوري، وفى الوقت الذي يكثر الحديث عن ضرورة استخدام البوابات وتركيبها، والذي يتجاوز سعر البوابة الواحدة ما يقرب من 25 ألف جنيه، نجد إعلان صادم لمنظمة الصحة العالمية يكشف أن البوابات عديمة الفائدة والأهمية بل على العكس أن المواد الكيميائية المستخدمة بداخلها من كلور وثاني أكسيد الهيدروجين تصيب البعض بالحساسية فى الجلد والعيون.
 
ولكن جاء الإعلان بعد أن تحولت البوابات إلى سبوبة كما الحال فى الكمامات والمطهرات، وانتشرت العديد من الشركات على مواقع التواصل الاجتماعي للإعلان عن بيع بوابات التعقيم بأشكال وأحجام مختلفة وأسعار أقل، والبعض يعلن عن توفير بوابات ذات مواد كيميائية صحية وآمنة على البشرة والعين من خلال تعقيم ذاتي ويمكن تركيبها بالشركات مداخل العمارات والمستشفيات والمولات التجارية.
 
الدكتور طه عبد الحميد أستاذ أمراض الصدر والحساسية، قال إن الكلور أو الكحول اللذين قد يتم استخدامهما فى الرش يؤديان إلى الإصابة بحساسية الصدر، مؤكداً أنه فى حال استنشاق سوائل التعقيم يؤدى ذلك إلى تهيج الشعب الهوائية، ما قد ينذر بالإصابة بالأمراض الصدرية ولابد من عدم الإكثار من التعرض لهذه المواد االمطهرة لما قد تسببه من الإصابة بالأمراض  الصدرية والجلدية.
 
وأضاف أستاذ الحساسية، لـ صوت الأمة، أن سوائل التعقيم تحتوى على مواد كيميائية نفاذة، تتسبب فى تهيج الأغشية المخاطية، ما قد يؤدى إلى الإصابة بحساسية الصدر جراء استنشاق تلك المواد عند المرور من هذه البوابات، إلى جانب الإصابة بالالتهاب الرئوى، حيث تحتوى الرئة على أهداب يقتصر دورها على إفراز مواد تسهم فى مقاومة الأجسام الغريبة التى تدخل إلى الجهاز التنفسى، وفى حالة استنشاق تلك المواد النفاذة باستمرار، قد يؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي، وكذلك الإصابة بالأزمات الربوية نتيجة التعرض المتكرر لغاز الكلورين الموجود في الكلور، موضحا أنها لابد أن نستعد بعد كورونا لعلاج المواطنين من الأمراض الرئوية والجلدية نظرا للإصراف في استخدام المطهرات ولابد من اللجوء للماء والصابون كمطهر أمن لصحة الإنسان.
 
من جانبه، قال الدكتور ياسر مصطفي، أخصائي الأمراض الصدرية، أن الكثير من المنشآت بدأت تستخدم هذه البوابات، ويستغرق الشخص عادة بين 15 إلى 20 دقيقة في عملية التعقيم من خلال رش مواد معقمة بعضها ضا على صحة الإنسان وتسبب في تهيج الأغشية المخاطية للأنف وكذلك تودي لأمراض الحساسية الصدرية، مشيرا إلى وجود أنواع مختلفة من بوابات التعقيم، فمنها ما يمكن اعتباره مجرد تعقيم الملابس أو الجسم، ظاهريا ومنها ما هو مزود بكواشف لدرجات الحرارة، وكاميرات، ونظام إنذار.
 
وأضاف أخصائي أمراض الصدر، أن الكلور والكحول يسببان حساسية فى الجلد وفى حالة تكرار الإصابة ربما يتحول الأمر إلى أمراض خطيرة يصعب علاجها، وأن هناك بعض المواد التى تستخدم فى الرش تؤدى إلى أضرار بالغة إضافة إلى تغير لون الشعر حال ملامستها له مباشرة وبالتالي لابد من الابتعاد عن هذه المطهرات خاصة أن بعضها قد لا يؤثر على الفيروس ولا يساعد على قتله، وأن التباعد والالتزام بالإجراءات الوقائية هو الحل الأمثل للمكافحة الفيروس.
 
في غضون ذلك، تقدم  خالد مشهور، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة لوقف بيع البوابات المطهرة باعتبارها سبوبة للشركات لاستغلال أزمة كورونا وحرص الناس على التعقيم المستمر موضحا وفقا لما أعلنته الجهات الصحية فإن أضرار البوابات أكثر من نفعها وانها لن تفيد في التعامل مع الفيروس، فهي  سبوبة استغلها البعض لتحقيق مكاسب مالية كبيرة، حتى أنها لم يقتصر تصنيعها على الشركات المتخصصة بل أصبحت متوفرة لدى الحدادين بدون أية مواصفات فنية متبعة في التصنيع.
 
وأضاف مشهور،  أنه طالب بالعمل على استبدال البوابات بكواشف لقياس درجات الحرارة وكذلك استخدام المطهرات كالكحول الذي ثبت مفعوله في محاربة الفيروس وقلة الأضرار الناتجة منه، وعدم الترويج البوابات المعقمة لوقف نزيف الأموال على أمور تضر دون أن تنفع.
 
يشار إلى أن الهيئة العامة للغذاء والدواء أكدت أن «بوابات التعقيم» باستخدام المطهرات الكيميائية والأشعة فوق البنفسجية التي توضع على مداخل الأماكن العامة كالمجمعات التجارية والمطارات وغيرها، لم يتوفر القدر الكافي من المعلومات حول فعاليتها في الحد من انتشار العدوى من فيروس كورونا المستجد (COVID-19) ومأمونيتها للاستخدام على هذا النطاق نظراً لحداثة التجربة.
 
وأكدت الهيئة أن «منظمة الصحة العالمية»، كشفت عن  بعض المحاذير التي تصحب استخدام «بوابات التعقيم» ويطرح تساؤلات حول قدرتها على منع انتشار العدوى بهذا الفيروس، وتحتوي هذه البوابات على أجهزة تقيس درجة حرارة الشخص الذي يعبر من خلالها بحيث تعطي تنبيها في حال ارتفاع درجة حرارته عن المستوى الطبيعي، كما تقوم بتسليط أشعة فوق بنفسجية أو رش رذاذ يحتوي مادة كيميائية مطهرة على الشخص من كافة الاتجاهات لفترة محددة.
 
كما أنه من الممكن أن يؤدي استخدام الممرات ذات خاصية التطهير بدفع الهواء والأشعة فوق البنفسجية إلى زيادة انتشار الفيروس غير المقصود إلى باقي أجزاء الجسم الحساسة للعدوى مثل العين والأنف والفم، وأشارت «الهيئة»، أن هذه البوابات تعطي شعوراً زائفاً بالأمان ما قد يؤدي إلى التهاون والتخلي عن القواعد الأساسية للحماية من (COVID-19)، حيث أن رش المطهر ليس له تأثير على الفيروس الموجود داخل الجسم وبالتالي فإن المرور عبر البوابات لا يمنع احتمالية نقل الشخص المصاب للعدوى إلى غيره.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق