الأزهر: نتعرض لحملة شرسة وسنظل الحصن الحصين للأمة
الخميس، 14 يناير 2016 03:28 م
أكد الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء برئاسة فضيلة الأمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ، أن الأزهر سيظل كما كان العهد به على مر التاريخ "الحصن الحصين" لتراث الأمة وهويتها الحضارية في مواجهة مختلف التحديات مهما كانت شراسة هذه التحديات ومهما كانت الجهات التي تقف وراءهم، وأن الأزهر سيكون لهم بالمرصاد، منتقدا هذه الحملة الشرسة – غير المسبوقة - التي يواجهها الأزهر الشريف ،بمؤسساته العلمية ،وجامعته ، ومعاهده الدينية.
وأوضح بيان لهيئة كبار العلماء بالأزهر، اليوم الخميس، أن الأزهر الشريف، في ظاهرة غير مسبوقة، يتعرض في السنوات الأخيرة إلى حملة شرسة، تجاوزت تحميله ظلمًا مسؤولية بروز ظاهرة العنف العشوائي التي تروع الآمنين وتستخدم القوة لفرض الآراء، إلى تجريج ثوابت الإسلام، والطعن في التراث الفكري والحضاري الذي جعل من أمتنا العالم الأول على ظهر هذه الأرض لأكثر من عشرة قرون، والذي استلهمته أوربا في بناء نهضتها الحديثة.
وأشار إلى أنه، تحالفت في هذه الحرب الشرسة على الإسلام وتراثه الفكري والحضاري تياراتٌ فكرية – علمانية وماركسية – وفضائيات وصحف ومجلات، اتخذت من الهجوم على الأزهر الشريف نقطة إنطلاقها، لا لشيء، إلا لأن هذا المعهد العريق قد اتخذ من حراسة الشريعة وعلومها، والعربية وآدابها، وهما جماع هوية الأمة، رسالته المقدسة، التي رابط علماؤه على ثغورها منذ ما يزيد على ألف عام.
ولفت البيان إلى أن هذه الحملة الظالمة تزامنت مع بروز ظاهرة «الإسلامو فوبيا» في الغرب حتى لكأنهما جناحان لنزعة كراهية الإسلام، وتزييف صورته، وتشويه تراثه، الذي كان الأزهر -ولايزال - حارسه الأمين على امتداد تاريخ هذا المعهد العريق.
وأضاف أن هذه الحملة الظالمة تجاوزت كل ألوان النقد، إلى الطعن الفج في ثوابت التراث، ومذاهب أهل السُّنَّة والجماعة، المجسدة لهوية الأمة وتميزها الحضاري، بالدعوة إلى إحراق هذا التراث وإهانة الأئمة والأعلام العدول الذين أسهموا في إبداعه وفي حمله جيلًا بعد جيل.
كما أشار الأزهر فى بيانه إلى شواهد الحملة الظالمة ضده ومنها فضائيات تصف كتب التراث الإسلامي -التي قامت على خدمة الكتاب والسُّنَّة- بأنها «كتب النفايات البشرية التي مثلت لعنة حلَّت على الأمة، والتي يجب حرقها ودفنها.. فكل التراث مبني على النفاق والكذب والتدليس»!! كما تصف هذه الفضائيات ثمرات قرون صدر الإسلام -القرون الثلاثة الأولى- بلعنة الإرهاب والقتل والدموية والترويع، والكارثة الكبرى التي حلت بحياتنا.
كما تصف الدين – الذي هو وحي وتنزيل إلهي ووضع إلهي ثابت- بأنه منتج بشـري، لا يصح أن يكون علمًا.. وتصف علوم الحديث النبوي بالتافهة.. وتحكم بأن كل التخلف والعته والسفه في المجتمعات الإسلامية منذ ألف سنة سببه الفكر الإسلامي والمذاهب الفقهية الأربعة، وأئمة هذه المذاهب الذين تقول عليهم هذه الفضائيات «إنهم أئمة الشيطان، الذين يتعلم منهم الشيطان»!!.