تفاصيل افتتاح متحف «الحفريات» بالفيوم
الخميس، 14 يناير 2016 03:52 م
افتتح وزير البيئة، الدكتور خالد فهمي، ووزير التنمية المحلية الدكتور أحمد زكي بدر، ومحافظ الفيوم المستشار وائل محمد نبيه مكرم، والسفير الإيطالي بالقاهرة ماوريسيو ماتزاري، اليوم الخميس، أول متحف من نوعه في الشرق الأوسط للحفريات وتغير المناخ بمنطقة وادي الحيتان بمحمية وادي الريان بمحافظة الفيوم، بحضور الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى أنيتا نيرودي، ومدير برنامج الأمم المتحدة بمصر إجناسيو إرتازا، وعدد من القيادات بالمحافظة والجهات المعنية.
وقال وزير البيئة، الدكتور خالد فهمي، خلال الافتتاح، إن الوزارة ستطرح قريبا على مجلس النواب أسلوبًا جديدًا لإدارة المحميات من خلال مجالس تنفيذية يمثل فيها أبناء المناطق المحيطة لتفعيل الدور المجتمعي إلى جانب أعضاء من المجلس والمهتمين بهدف الحفاظ عليها واستثمارها لتحقيق موارد مالية تغطي احتياجاتها وتتيح فرصا جديدة للعمل وتصبح مصدرًا لموارد الدولة.
وأضاف أن المناخ السياسي ملائم حاليًا لتحقيق انطلاقة في هذا المجال لإبراز التراث الطبيعي والعالمي الذي تزخر به مصر.. مشيدًا بالتعاون الإيطالي الذي ساهم في تنمية عدد من المحميات بالفيوم وسيوة ووادي الجمال بالبحر الأحمر وسانت كاترين، مؤكدًا أنه سيتم خلال أيام توقيع اتفاقية مع الجانب الإيطالي للحفاظ على المحميات الطبيعية والتخلص الآمن من المخلفات بتمويل قدره أربعة ملايين يورو، كما أكد أن خطة الوزارة تستهدف الاستفادة من عناصر الجذب السياحي المتعددة التي تتمتع بها مصر ومنها السياحة البيئية وسياحة مشاهدة الطيور وسياحة السفاري.
وأشار وزير البيئة إلى أن هذا المتحف هو الأول من نوعه من حيث مقتنياته النادرة فهو يحتوي على حفريات يرجع عمرها لملايين السنين، كما يمتاز بتصميمه المعماري المتماشي مع طبيعة وادي الحيتان والذي قام به أول فريق علمي مصري متخصص في الحفريات من الخبراء الشباب بوزارة البيئة، موضحًا أن الهدف من إنشاء المتحف هو إظهار كنوز وثروات مصر الطبيعية والترويج للسياحة البيئية والكشف عن تغير المناخ من خلال الحفريات التي تم اكتشافها في منخفض الفيوم خاصة وادي الحيتان، ورؤية تغير أشكال الحياة على مدار ملايين السنين تبعًا لتغير المناخ على كوكب الأرض منذ نشأته وصولًا لعصرنا الحديث الذي يشهد الكثير من قضايا تغير المناخ.
وأوضح أن متحف الحفريات وتغير المناخ يعد انتقالا من مفهوم حماية الطبيعة إلى صونها من خلال الاستفادة من تجارب البلدان الأخرى في ذلك المجال بالفيوم، وأن إدارة المحميات لا يمكن أن تتم بالتعليمات الروتينية فقط ولذلك تم تحرير المحميات حتى تمارس عملها على الوجه الأكمل وتحقق عائدًا اقتصاديًا قوميًا.
يعرض المتحف حوت "الباسيلو سورس أيزيس" وهو أضخم حوت متحجر، كما يعرض مجموعة فريدة من الحفريات الفقريات ذات القيمة العلمية، ويُظهر وللمرة الأولى الأطراف الخلفية "الأرجل" لحوت "الباسيلو سورس أيزيس" والتى تعود أهميتها إلى إعطاء الدليل القاطع على تطور الحيتان وإنتقالها من كائنات أرضية تعيش على اليابسة إلى كائنات بحرية تعيش فى مياه البحار والمحيطات، كما تمثل تلك الأطراف أيقونة وادى الحيتان وهى السبب الرئيسى لإعلان الموقع كأحد مواقع التراث العالمى لإحتوائه على همزة الوصل بين الحيتان البدائية والحالية.
من جانبه، قال الدكتور أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية إن مصر تمثل كنزا مهما للتراث الطبيعي والعالمي بما لديها من شواهد وحفريات تؤرخ للتراث الإنساني وأكد أن التنمية الحقيقية تتمثل في الحفاظ علي مثل هذه الآثار واستثمارها.
وقال السفير الإيطالي بمصر إن بلاده وفرت ما قيمته 11 مليون دولار لإنشاء هذا المتحف من منطلق حرصها علي دعم العلاقات الثقافية ومختلف مجالات التعاون مع مصر.
وأشار المستشار وائل محمد نبيه مكرم محافظ الفيوم أن المتحف يمثل نموذجا للتعاون الحقيقى بين أجهزة الدولة بالمحافظة وزارة البيئة والبرنامج البيئى للتعاون المصرى الإيطالى (مشروع دعم المحميات الطبيعية بمصر) وبرنامج الأمم المتحدة الأنمائى ومنظمات المجتمع المدنى بالفيوم التي تتمتع بالعديد من المقومات السياحية والأثرية وكنوز الحفريات الفقارية الفريدة من نوعها التى تجذب العلماء والمهتمين بعلم الحفريات للتعمق فى أسرار الماضى، كما تجذب الزائرين الراغبين فى التمتع برؤية هذه التحف الفنية الرائعة.
وأوضح أن منطقة وادي الحيتان تمثل متحفًا جيولوجيًا مفتوحًا وفريد من نوعه على مساحته البالغه 400 كيلو متر مربع، وتعد محمية وادي الريان التي يقع ضمنها وادي الحيتان منطقة تراث طبيعي هامة للمعرفة الإنسانية لاحتوائها على مئات الحفريات لحيوانات بحرية منقرضة، وأن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" كانت أعلنت منطقة وادي الحيتان كمنطقة تراث عالمي عام 2005، كما اختارتها كأفضل مناطق التراث العالمي للهياكل العظمية للحيتان وبقايا الحفريات.
وأكد محافظ الفيوم أن الكنوز الأثرية والمحميات الطبيعية ساهمت في زيادة أعداد الزائرين للمحافظة من 150 ألف زائر عام 2010 إلى أكثر من 300 ألف زائر خلال عام 2015، كما تم إختيار الفيوم عاصمة للسياحة البيئية الريفية من 2015 وحتى 2020، مطالبا وزير البيئة استغلال منطقة وادي الريان لتكون منطقة جذب سياحي عالمي ومحور جديد للتنمية على أرض المحافظة.