أول اشتباك دموي منذ 45 عاماً.. قصة الصراع بين الصين والهند

الجمعة، 19 يونيو 2020 06:00 ص
 أول اشتباك دموي منذ 45 عاماً.. قصة الصراع بين الصين والهند
الجيش الهندي ونظيره لصيني

فخلال الاستعمار البريطاني، كانت الهند مصدر تجار الأفيون الأجانب الذين أجبروا على دخول الأسواق الصينية، مما آثار الحرب بين المملكة المتحدة وامبراطورية تشينج التي انتهت بخسارة الصين. ومنذ الاستقلال، تم اختبار علاقات الهند مع أكبر جاراتها من خلال قضايا مثل التبت وباكستان والحدود المشتركة لجبال الهيمالايا، وفقا لشبكة "سى إن إن" الأمريكية.
 

ويبدو أن هذه العلاقة المعقدة دخلت منعطفا جديدا بعد مقتل عشرين جندياً هندياً على الأقل في اشتباكات اندلعت مع القوات الصينية في منطقة متنازع عليها في جبال الهمالايا، الاثنين الماضى.

ماذا حدث على الحدود؟

صور الاقمار الصناعية

صور الأقمار الصناعية

وأوردت التقارير التى نقلتها "بى بى سى" البريطانية، أن الجنود على الجانبين استخدموا العصي والهراوات وقضبان الخيزران المزودة بالمسامير في الاشتباكات التي بدأت في وقت متأخر من ليلة الاثنين في منطقة لاداك. ورغم أن الحادث قيل إنه لم يشهد أي إطلاق للنار، قال الجيش الهندي إن الجانبين تكبدا خسائر، وأكدت الصين وقوع الاشتباكات ولكنها لم تدل بأي معلومات أخرى.

وألمح التصريح الهندي إلى أن العسكريين الذين جرحوا "تعرضوا إلى درجات حرارة دون الصفر المئوي في المنطقة عالية الارتفاع". وقال موقع "بى بى سى" إن هذا هو أول اشتباك دموي يقع بين الجانبين في المنطقة المتنازع عليها منذ 45 عاما.

وقالت الهند إن الصين "حاولت تغيير الوضع القائم من جانب واحد"، أما بكين فقد اتهمت القوات الهندية "بمهاجمة العسكريين الصينيين". وأجرى المسئولون العسكريون من الجانبين لاحقا مفاوضات في مسعى لنزع فتيل الأزمة.

كيف بدأ الخلاف؟

مظاهرات ضد مقتل الجنود
مظاهرات ضد مقتل الجنود

وقع الاشتباك في منطقة صخرية وعرة تقع في وادي جالوان ذي الموقع الاستراتيجي حيث يفصل إقليم التبت الصيني عن منطقة لاداك الهندية.

قال مصدر في الجيش الهندي لشبكة CNN إن الخلاف بدأ على خيمة صينية شيدت ليلة الأحد. وبحسب المصدر، مزقتها القوات الهندية.

ويقول الإعلام الهندي، إن الجنود على الجانبين اشتبكوا بالأيدي وإن البعض منهم ماتوا جراء الضرب المبرح. وقالت إحدى الصحف الهندية إن بعض الجنود سقطوا في أحد الأنهار أو رموا فيه.

وقال الجيش الهندي أول الأمر، إن ضابطا برتبة عقيد وجنديين قتلوا في الاشتباك، ولكنه أعلن لاحقا مقتل "17 عسكريا هنديا أثناء تأدية واجبهم"، مما رفع حصيلة القتلى إلى 20.

هل هناك توترات سابقة؟

كان وادي جالوان موقعا للعديد من الحوادث بين دوريات صينية وهندية؛ ومنذ أبريل نشر الجانبان دبابات ومدفعية وصواريخ وقوات عسكرية في محيط الوادي، وفقا لبى بى سى.

ودعمت القوات على الأرض بطائرات مروحية هجومية ومقاتلات جوية.

وفي مطلع شهر مايو ، تصاعدت التوترات بعد أن تحدثت وسائل إعلام هندية عن أن القوات الصينية حفرت مواضع ونصبت خيما ونقلت معدات عسكرية ثقيلة لمسافة عدة كيلومترات داخل المنطقة التي تعتبرها الهند جزءا من أراضيها.

وجاءت هذه الخطوة بعد قيام الهند بمد طريق يمتد لبضع مئات من الكيلومترات للوصول إلى قاعدة جوية تقع على مكان مرتفع أعيد تفعيلها في عام 2008.

وحصلت CNN على صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة Planet Labs، Inc في 16 يونيو ، والتي تُظهر مجموعتين من المباني والشاحنات في منطقة وادي جالوان حيث وقع العنف.

من غير الواضح لمن تنتمي المباني والشاحنات. وقد عرضت CNN هذه المعلومات على خبراء إقليميين وعسكريين لم يتمكنوا من التحقق من الدولة المسئولة عنها. ومع ذلك، فإن قربها من خط السيطرة الفعلية يسلط الضوء على مدى تقلب الوضع.

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة