الرد على شبهات الصادق الغرياني.. الإخوان أباحوا قتل الأسرى والجرحى لوجه أردوغان

الجمعة، 19 يونيو 2020 01:08 م
الرد على شبهات الصادق الغرياني.. الإخوان أباحوا قتل الأسرى والجرحى لوجه أردوغان
محمد الشرقاوي

 
 
ورد في القرآن الكريم قول الله تعالى: "ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا) سورة الإنسان: 8، كأحد ضوابط الشريعة الإسلامية في المعاملة الحسنة لأسرى الحرب. 
 
لكن كعادة الجماعات المتطرفة اجتزاء النصوص بما يخدم وجهتها أو عدم الاعتداد بها، بدعوى أن السياق غير السياق، لتصل لحد المغالاة والتنطع في أحكام الشريعة الواضحة والصريحة. 
 
معاملة أسرى الحرب، الدين الإسلامي واضحاً في تلك المسألة، فحمل الأدلة وساقها في سياقات زمنية مختلفة لتكون صالحة لكل العصور، باعتباره الدين المكمل للأديان السماوية، لكن وكما ابتلي الإسلام بالخوارج والمتطرفين، ابتلي بجماعة الإخوان المسلمين. 
 
الجماعة التي ترفع شعار "الإسلام هو الحل" لم تجد حرجاً في تحريف سياقات الأحاديث النبوية، وتقديم أطروحات مختلفة للقضايا المحسومة في الشريعة؛ لشرعنة إرهابها، وهو ما تثبته الأيام يلو تلو الآخر. 
 
وفي قضية معاملة الأسرى، رفضت الشريعة الإسلامية قتلهم، وهو ما نص عليه القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة المعتمدة، غير أن مفتي ليبيا المعزول، الصادق الغرياني، أباح قتل أسرى الجيش الوطني الليبي وتعذيبهم، ومعاملتهم كالتتار والمغول. 
 
وتتعارض الفتوى مع حديث شريف، رواه الإمام الطبراني، عن أبي عزيز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال: استوصوا بالأسارى خيراً"، ناهيك عن وجوب إطعامه وحرمة تجويعه، وفق ما ورد في سورة "الإنسان"، وهو مالم يلتفت له دعاة الدين، علاوة على أن الصحابة كانوا يقدمون إطعام الأسرى على أنفسهم.
 
مفتي ليبيا المعزل "مشرعن" إرهاب الإخوان في ليبيا والأتراك أيضاً، لم يصل إلى ذهنه قول الإمام محمد ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية"، والذي جاء فيه: "قال ابن عباس: كان أسراهم يومئذ مشركين، ويشهد لهذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه يوم بدر أن يكرموا الأسارى، فكانوا يقدمونهم على أنفسهم عند الغداء".
 
وروي الإمام الطبري: (كان أبو عزيز بن عمير بن هاشم أخو مصعب بن عمير لأبيه وأمه في الأسارى، قال فقال أبو عزيز: مر بي أخي مصعب بن عمير ورجل من الأنصار يأسرني، فقال: "شد يديك به.. فإن أمه ذات متاع لعلها أن تفتديه منك.. قال: وكنت في رهط من الأنصار حين أقبلوا بي من "بدر" فكانوا إذا قدموا غذاءهم وعشاءهم خصوني بالخبز وأكلوا التمر"، وكان الخبر عند العرب أحسن من التمر"؛ لوصية رسول الله( صلى الله عليه وسلم) إياهم بنا ما تقع في يد رجل منهم كسرة من الخبز إلا نفحني بها، قال: فأستحي، فأردها على أحدهم، فيردها عليّ ما يمسها ) (تاريخ الطبري: 2/39).
 
وأوغل المفتي المقيم في تركيا، فتي فتواه: "لا يجوز تطبيق شرع الله في أسرى الجيش، عليهم فيما يتعلق بالتعامل مع الأسرى وأنه يجب تطبيق أحكام أخرى عليهم"، معللاً ذلك باختلاف السياقات الشرعية للأدلة، وبذلك يطعن في صحاح الآيات والأحاديث.
 
فتاوى الغرياني ضد قوات الجيش الليبي بجواز قتلهم وتفجيرهم وتنفيذ عمليات انغماسية فيهم، مع تزايد وتيرة التدخل التركي في ليبيا، بما يخدم مخططات الجماعة الإخوانية في المنطقة، رغم كونهم من فئة المسلمين، وهو ما لا يعترف به الغرياني. 
 
المفتي العجوز، قدم تفسيراً مختلفاً للآية الكريمة: "وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)"، قال إنه تم نصح قوات الجيش الليبي مرة واثنيتن، وبالتالي وجب قتالهم.
 
ويقصد الغرياني بالنصح، ما طالب به هو وجماعته قوات الجيش بتسليم أسلحتهم وأمتعتهم، لميليشيات إرهابية، تحوي في صفوفها دواعش وقاعديين ومرتزقة سوريين إضافة لجنود أتراك، يقاتلون في جيش الدولة، وهو ما تسميه الشريعة الإسلامية "احتلال وبغي" غير أن جماعة الإخوان تسميه نصرة للشريعة. 
 
تغافل الغرياني أيضاً، عن ضابط "كساء الأسير"، وهو من الضوابط الهامة، فقد ورد في صحيح البخاري، باب بعنوان (باب الكسوة للأسارى)، ورد فيه: "حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا بن عيينة عن عمرو سمع جابر بن عبد الله( رضي الله عنهما) قال: لما كان يوم بدر أُتي بأسارى وأُتي بالعباس ولم يكن عليه ثوب فنظر النبي (صلى الله عليه وسلم) له قميصًا، فوجدوا قميص عبد الله بن أبيّ يقْدُر عليه فكساه النبي إياه فلذلك نزع النبي قميصه الذي ألبسه).
 
وتتعارض دعوات سوء معاملة الجنود التي دعا لها الغرياني، من تعذيب وقتل للأسرى، مع ما ورد في النظائر للإمام السيوطي، عن انه لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرى يهود بني قريظة موقوفين في العراء في ظهيرة يوم قائظ –شديد الحرارة- قال مخاطباً المسلمين المكلفين بحراستهم (لا تجمعوا عليهم حرّ هذا اليوم وحرّ السلاح، قَيّلوهم حتى يبردوا)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين عرض عليه أن ينزع ثنيتي سهيل بن عمرو حتى يندلع لسانه: "لا يا عمر، لا أمثّل به فيمثّل الله بي وإن كنت نبيا"ً.
 
المتتبع للأمر، يرى أن مفتي الجماعة منذ هروبه إلى تركيا، استخدم الدين للتحريض على الاقتتال وسفك دماء الليبيين، في وقت تنعم فيه عائلته بالإقامة في بريطانيا، حيث يتأثر بعض الليبيين بفتاويه وتحديدا محور الميليشيات الإرهابية، بما يعطيهم إذن شرعي لنشر الفساد والدم في الأرض.
 
ومن أغرب الفتاوى التي خلفت جدلاً واسعا، تلك التي استهدف فيها قوات الجيش الليبي في حربها لتحرير البلاد من التنظيمات الإرهابية، حيث أفتى بهدر دم قائد وجنود الجيش الليبي، والخروج للقتال ضدهم، وعدم جواز الصلاة خلف من يدعو لنصرتهم، وأجاز دفع أموال الزكاة للجماعات المسلحة لشراء المقاتلين والسلاح.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق