المصرى المشارك في أبحاث "لقاح أكسفورد": التجارب الأولية على الحيوانات أثبتت أن اللقاح أعطى مناعة 100%

السبت، 20 يونيو 2020 06:30 م
المصرى المشارك في أبحاث "لقاح أكسفورد": التجارب الأولية على الحيوانات أثبتت أن اللقاح أعطى مناعة 100%
الدكتور ياسر الشربيني
إبراهيم الديب

الدكتور ياسر الشربيني: درسنا تركيب الجين الخاص بكورونا.. وجامعة أكسفورد تختبره على 5 الاف شخص للتأكد من مدى استجابة الجهاز المناعي 
 
حالة من التفاؤل سادت الأوساط العلمية، بعد إعلان جامعة أكسفورد البريطانية عن لقاح لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، والانتهاء منه في سبتمبر المقبل، وزاد التفاؤل في مصر بعد إعلان الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس للشئون الصحية الحصول على اللقاح بمجرد طرحه، ومما ضاعف التفاؤل مشاركة عالم مصري ضمن الفريق البحثى للجامعة، هو الدكتور ياسر الشربيني، الذى كشف لـ"صوت الأمة" أسباب التفاؤل بهذا اللقاح وكيفية عمله.
 
الدكتور ياسر الشربيني، المحاضر واستشاري تصنيع أدوية العلاج الجيني في لندن، والحاصل على درجة الدكتوراه  في العلاج الجيني والخلايا الجذعية من جامعة أكسفورد، ونائب رئيس جامعة النهضة، قال إن أسباب تفاؤل الكثيرون بلقاح فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" من جامعة أكسفورد، المزمع انتاجه في الفترة المقبلة عقب ثبوت فعاليته، يرجع إلى التقنية  المتطورة جدا والمستخدمة في انتاج هذا اللقاح اذ تعتبر بريطانيا رائدة في هذا المجال.
 
وقال الشربينى لـ"صوت الأمة": "باختصار عمل فريق جامعة اكسفورد لمدة 12 أسبوعاً بدءً من شهر يناير على دراسة تركيب الجين الخاص بالفيروس، بالتزامن مع التجارب كما هو متبع بدءً من الفئران وصولاً إلى القرود، حيث تمت تجربة اللقاح على 6 قرود في أول شهر فبراير من العام الجاري، بالتعاون مع معهد في أمريكا، ووجدوا أن اللقاح أعطى مناعة 100% لهذه الحيوانات، وفي شهر مارس اعلنت منظمة الصحة العالمية أن الفيروس يعد وباءً عالمياً، مما جعلهم يسرعون من عملهم، وبدأوا في آخر إبريل المنصرم وتم نشر دراسة الأمان الخاصة بالتطعيم علي الحيوانات والقرود وأعطى نتائج بنسبة ١٠٪، دون وجود أية اعراض في الجهاز التنفسي للقرود التي تم تطعيمها، وتم نشر هذا البحث في أول شهر مايو من العام الجاري، ثم تمت الموافقة من الحكومة البريطانية أن تتم التجارب السريرية على الإنسان لمدة شهرين، وأول شخص تم تطعيمه كان بتاريخ ٢٣ ابريل، أما حاليا، فهم يعملون على محورين أهمها قياس الأمان لهذا اللقاح للإنسان"، مشيرا إلى أن التأكد من أن اللقاح آمن أمر شبه مفروغ منه.
 
وأكد الشربينى أن جامعة أكسفورد تعد حاليًا من أكبر جامعة في دراسة التجارب السريرية في العالم، حيث بدأت في دراسة اللقاح على 1100 شخص متطوع حتى تصل إلى 5000 شخص في المرحلة الأولى؛ لمعرفة مدى استجابة الجهاز المناعي لهذا اللقاح، ومن المقرر أن تكون النتائج النهائية للمرحلتين الأولى والثانية للقاح في نهاية يوليو أو أغسطس المقبلين، أما الثالثة في نهاية شهر أغسطس، لافتا أن هذا اللقاح من المقرر أن يحمي الأشخاص العاديين بنسبة تتراوح من 50 – 80%، إلا أن الأمر سيكون أولوية لمرضى الأمراض المزمنة.
 
وسرد الدكتور ياسر الشربيني تاريخ التطور التكنولوجي في مجال اللقاحات والأمصال، الذي يعود إلى أواخر القرن الـ 17 إلى إدوارد جينر الذي سُمي معهد جامعة اكسفورد على اسمه، وقال أنه مع تطور التكنولوجيا في هذا المجال أصبحت الدراسات على اللقاحات مستمرة وفي تطور مستمر لمدة 100 عام تقريبًا وصولًا إلى أشهر اللقاحات ألا وهو لقاح شلل الأطفال عام 1955.
 
وتحدث الشربينى عن آلية صناعة اللقاح، قائلًا: "نحن لا نعطي جسم مضاد للفيروس، ولكننا ندرس الجين نفسه، مع فصل مادة البروتين الأساسية المسببة للعدوى ويتم دمجها مع فيروس ثم بدء حقن الفيروس الناقل للمادة الوراثية في الجسم البشري".
 
وحول كيفية عمل لقاح أكسفورد؟ قال الدكتور ياسر الشربيني: "إن اللقاح يؤمن عدوى الفيروس الناقل للمادة الوراثية لجميع الخلايا الطلائية في الجسم، ومن ثم يدخل المادة الوراثية المتواجدة في الفيروس داخل الخلية وبالتالي يوفر استجابة عالية جدًا؛ نظرًا لأن البروتين ناتج عن الخلية من الداخل وليس من الخارج"، لافتاً إلى "أن هذه التكنولوجيا عالية للغاية وأقوى من الأجسام المضادة، حتى إن العلاج بالبلازما للمصابين بفيروس كورونا حاليًا يحتاج للحقن بالبلازما أكثر من مرة، وهو غير متوافر بشكل كافي وهو علاج انتقائي، وكذلك له وقت خاص لحقن المريض أي أن لابد أن يتم الحصول على البلازما من المتعافي فور إعلان شفاءه وعدم الانتظار".
 
وحول سرعة إيجاد لقاح لكوفيد-19 في الوقت الذي لم تجد فيه بعض الأمراض علاجها على الرغم من ظهورها منذ عدة سنوات، أرجع الدكتور ياسر الشربيني ذلك إلى أن معهد جينير بأكسفورد بدأ مبكرا تطبيق تقنية العلاج الجيني لإيجاد لقاح لفيروس الكورونا فور ظهوره الثاني في عام ٢٠١٣، مشيراً إلى أن إمكانية تواجد مثل هذه التكنولوجيا في مصر تتوقف على  مدى إتاحة البنية التحتية للبحث العلمي تمكن للباحث أن يحول المشروع البحثي إلى مشروع  منتج يتم تصنيعه يعد مسار طويل للغاية، كما أنه يحتاج تكلفة تتعدى المليارات؛ لأن العملية معقدة، لكن يمكن في مصر أن يتم التصنيع الجزئي لسلاسل الامداد، أو على الأقل تكملة بحث علمي في دولة أخرى، خاصة وأن المنطقة المحيطة بمصر فارغة تمامًا من مراكز التكنولوجيا الحيوية، فمن بين ما يقارب 903 شركة متمركزة في أمريكا وبعض دول أوروبا والهند لا يوجد مركز في المنطقة المحيطة بمصر ومصر ذاتها. 
 
وتابع الشربيني: على مدار التاريخ البشري والإنسان دائم البحث والتطوير في تكنولوجيا العلاجات المختلف، إلا أنْ القرن العشرين شهد طفرة تفوق ما وصل اليه الإنسان منذ ظهر علي وجه الارض، وعلى مدار القرن العشرين تطورت العلاجات بدأ من ظهور المضادات الحيوية كالبنسلين و المركبات الكيميائية كالاسبرين مرورًا بالأجسام المضادة والعلاج المناعي والعلاج الإشعاعي، وكل هذه العلاجات والحاجة الشديدة اليها أدت الي نشوء إمبراطوريات صناعية ضخمة لتصنيع هذه الأساليب العلاجية. 
 
واستكمل: هذه الكيانات الضخمة اصبحوا من الركائز الأساسية ليس فقط في اقتصادات الدول (حيث ان قيمتها السوقية تعدت مليارات الدولارات) بل أيضا في اساسيات أمن هذه الدول في أوقات الأزمات ولعل أزمة الكورونا خير دليل علي ذلك.
 
ومع نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين ظهرت ثورة جديدة في تقنية العلاج والتي اصطلح علي تسميتها بالعلاج الجيني، ومع بدأ ظهور نتائج مبشرة للعلاج الجيني بدأت الدول الكبري في تجهيز البنية التحتية لتصنيع هذا النوع من الدواء وبدات شركات الأدوية الكبري في نقل مصانعها التي تصنع العلاجات التقليدية الي دول مثل الصين والهند لتتفرغ الي هذة التكنولوجيا المتطورة، واليوم نجد مصر والمنطقة كلها في انتظار من يصنع لها هذه التكنولوجيا المتطورة علما بأن مصر لا ينقصها لا الكفاءات البشرية ولا الإمكانات المادية للدخول في هذا المجال والاستفادة من ابنائها في الخارج البارعين في هذا المجال. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق