أطفال عناصر داعش التونسيين.. مأساة 146 يتيم في مخيمات سورية ومناطق ليبية

الخميس، 25 يونيو 2020 09:21 م
أطفال عناصر داعش التونسيين.. مأساة 146 يتيم في مخيمات سورية ومناطق ليبية

مبايعة "تيار أنصار الشريعة في تونس أبوبكر البغدادي أميرا لتنظيم داعش الإرهابى قبل مقتل الأخير أرجعه خبراء إلى أن تيار أنصار الشريعة يمكن اعتباره جزءا من مشروع ما يسميه "داعش" دولة العراق والشام، وهو ما يفسر وجود الكثير من التونسيين ضمن صفوف التنظيم الإرهابى.
 
"أكثر من 146 طفل من أبناء مسلحي تنظيم داعش التونسيين، موجودين في مخيمات سورية ومناطق ليبية".. هذا ماكشفه مرصد الحقوق والحريات في تونس، بإجلاء هؤلاء الأطفال وأغلبهم أيتام من جهة الأب والأم، أو يعيشون مع أمهات يواجهن تهم مبايعة داعش والتورط في جرائم إرهاب.
 
وكان استلام تونس في يناير الماضي لعدد من هؤلاء الأطفال القادمين من ليبيا، قد صاحبها ردود فعل متباينة، أبرزها غضب عائلات أفراد الأمن والعسكريين الذين قتلوا في عمليات إرهابية، والذين أكدوا أن هذه الخطوة تعد "استفزاز لمشاعرهم".
 
"مروان جدة" المدير التنفيذي لـمرصد الحقوق والحريات في تونس، قال أن الظروف الصحية والمعيشية لهؤلاء الأطفال بـ"المأساوية"، مشيرا إلى أنها زادت تدهورا بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد وف سكاى نيوز. 
 
وفق تقرير المرصد فإنه يوجد في مخيمات على الحدود التركية السورية التي تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، 110 أطفال لا تتجاوز أعمارهم الـ13 عاما، فيما يقبع 36 آخرون في سجن بليبيا وفق المرصد.
 
وتكشف المنظمة الحقوقية تعالى صرخات استغاثة أهالي أيتام الدواعش التونسيين الراغبين في استعادتهم، مؤكدين أنه لا ذنب لهؤلاء الأطفال فيما اقترفه آباؤهم، مشيريين إلى أن بعض هؤلاء الأطفال ولدوا داخل السجون والمخيمات.
 
سيدة تدعى "فتحية" من ولاية بنزرت شمالي تونس، قالت أنها تسعى لاستعادة حفيديها اللذين يبلغان من العمر 4 و6 سنوات، من المخيمات السورية، بعد أن توفيت ابنتها التي التحقت بتنظيم داعش قبل سنوات.
 
وتقول الجدة إن "لا ذنب" للأحفاد فيما اقترفته ابنتها، معربة عن أملها في أن يحظوا بـ"حياة عادية".
 
فيما يقول الناشط الحقوق مصطفى عبد الكبير، إن مدن ليبية تضم العشرات من الأطفال الذين يقبعون في السجون مع أمهاتهم، زوجات مسلحي التنظيم الإرهابي.
 
وأضاف أن تونس حاولت استعادة بعض فاقدي الأب والأم، مثل فداء وصهيب وبراء وتميم، تحت إشراف اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى آخرين سلمهم الهلال الأحمر الليبي للسلطات التونسية في بداية السنة الجارية.
 
وبحسب الأخصائية النفسية بوزارة المرأة والطفولة، خديجة محسين، تم إيواء هؤلاء الأطفال في مركز الإحاطة النفسية المخصص للأطفال المهددين.
 
ورأت محسين أن هؤلاء الأطفال كانوا على "درجة مقبولة من التكيف الاجتماعي، والقدرة على الاندماج، رغم أن البعض منهم عاش وضعيات صعبة".
 
وتلفت " محيسن" إلى أهمية أن تكون الإحاطة النفسية لأيتام مسلحي التنظيمات الإرهابية، في سن مبكرة، مضيفة: "كلما تأخر إجلاؤهم وتأهيلهم زاد خطر تبني الأطفال للفكر المتطرف، وتأثرهم بالبيئة الحاضنة للإرهاب.
 
وأشارت إلى أن هناك "جراح في نفسية أولئك الأطفال لا تنسى ولا تندمل"، مشددة على أنه على المجتمع "الابتعاد عن وصمهم بأبناء الدواعش، لما له من أثر سلبي على مسارهم، والاكتفاء بمصطلح أطفال عاشوا نزاعات مسلحة".

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق