قصة تمثال ديليسبس في بورسعيد.. المعركة مشتعلة "هل يعود إلى قاعدته أم لا؟"

الجمعة، 26 يونيو 2020 09:18 م
قصة تمثال ديليسبس في بورسعيد.. المعركة مشتعلة "هل يعود إلى قاعدته أم لا؟"
حمدي عبد الرحيم

كان ديليسبس هو مدير مشروع إنشاء قناة السويس، التي حفرها المصريون بسواعدهم قبل قرن ونصف القرن، وقدموا عشرات الآلاف من الشهداء أثناء الحفر وفي عمليات الدفاع عن القناة ، وكانت حكومة الخديوي إسماعيل التي شهد عهدها افتتاح القناة في العام 1869 قد رأت تكريم ديليسبس بإقامة تمثال له عند مدخل القناة الشمالي في بورسعيد ، وظل التمثال كما هو حتى عام 1956وهو العام الذي شهد استرداد مصر للقناة عندما أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، وهو الأمر الذي تسبب في العدوان الثلاثي "فرنسا وبريطانيا وإسرائيل" على مصر.
 
 
1
 
 
فور انسحاب قوات العدوان الثلاثي  من مصر، شاهد أهالي بورسعيد العلمين البريطاني والفرنسي يغطيان التمثال في إشارة إلى سيطرة الاحتلال، وهو الأمر الذي أغضب الأهالي  فقاموا بإزاحة التمثال من قاعدته ، باعتباره رمزا للاحتلال البغيض . 
 
ومن يومها تقف قاعدة التمثال البالغ ارتفاعها 10 أمتار دون صاحبها على الممشى الساحلي ببورسعيد.
 
أما التمثال ذاته فهو موجود في  مخازن الترسانة البحرية.
 
تمضي السنوات وقصة التمثال لا تصل لنهاية حاسمة ، فبين الحين والآخر تعلو أصوات تطالب بإعادة نصب التمثال على قاعدته بوصفه معلمًا من معالم القناة التاريخية ، ولكن تلك الاصوات المنادية تقابلها أصوات رافضة وبقوة لإعادة التمثال ، وقد وصل الأمر إلى صدور بيان رسمي من المركز الإعلامي لمجلس الوزراء في نوفمبر من العام الماضي جاء فيه :" نفى المركز الإعلامي لمجلس الوزراء ما تردد بشأن نقل تمثال «ديليسبس» من محافظة بورسعيد إلى متحف قناة السويس بالإسماعيلية.
 
وأوضح المركز الإعلامي، في تقرير (توضيح الحقائق) ، أنه تواصل مع محافظة بورسعيد، التي نفت صحة تلك الأنباء، مُؤكدةً أنه لا صحة لنقل تمثال «ديليسبس» إلى متحف قناة السويس بالإسماعيلية.
 
 
12
 
 
وأشارت الوزارة إلى أن التمثال مازال موجوداً في مكانه بترسانة بور فؤاد، وأنه لم يُنقل خارج نطاق المحافظة، مُشيرةً إلى أن تمثال «فرديناند ديليسبس» معلماً هاماً من معالم المحافظة وجزءا من تاريخ المدينة وثقافتها.
 
ولفتت المحافظة إلى أنه تم إصدار قرار من رئيس مجلس الوزراء رقم 446 لسنة 2019 الخاص بتسجيل تمثال المهندس الفرنسي «فرديناند ديليسبس»، ضمن الآثار الإسلامية والقبطية، بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، وموافقة مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار، منوهة بسعيها خلال الفترة المقبلة لاستغلال كل مقوماتها وإمكاناتها ".
 
هذا النفي القاطع كان يجب أن يقطع قول كل خطيب ولكن حدث العكس ، فثمة شيء ما يجري على أرض قاعدة التمثال فقال فريق : سنعيد التمثال وقال آخر : لن يتم نصب التمثال ثانية وسنشكو إلى رئيس الجمهورية .
 
كتب المهندس المعماري حسن منصور على صفحته بالفيس بوك :" تمثال ديليسبس يشغل ذهن و خطط وزراء الاثار فى مصر من أيام الوزير الدماطى حتى الوزير الحالى و كيفية ترميم التمثال وإعادته إلى قاعدته و كذلك يشغل أفكار ورؤية محافظى بورسعيد فكل 3 اشهر نرى تصريح حول كيفية التعامل مع تمثال ديلسبس و رغبات بعض الاهالى فى إعادته و يتزامن هذا مع تصريحات فى الصحف عن رؤية بعض رجال الاعمال من بورسعيد عن تنشيط الاقتصاد باعادة تمثال ديلسبس، الحقيقة كلام غريب جدا و حالة من الاستخذاء الاستعمارى غير مبررة و مستمرة.
 
أما إثارة موضوع مثل هذا تحت حجة انه قد مر الزمن و لا معنى لاختفاء ديلسيبس فهذا حديث الخسة والدناءة والاستهتار بأرواح شهداء المصريين الذين حفروا القناة بالسخرة وشهداء المصريين فى بورسعيد ومدن القناة فى مواجهة العدوان الثلاثى. 
 
 
ثم يسخر الكاتب أشرف الصباغ من الفكرة كلها فيكتب على صفحته بالفيس بوك :" طب فيها إيه لو رجعنا تمثال دليسيبس لمكانه في بورسعيد، والفرنسيين عملوا تمثال لسليمان الحلبي في مرسيليا؟! وممكن نعمل تمثال لكليبر نفسه في القاهرة عند برج الجزيرة، وهم يعملوا تمثال لجمال عبد الناصر عند برج إيفل... نعمل تمثال لنابليون بونابرت على كوبري قصر النيل، وهم يعملوا، قدام الأليزيه، تمثال لأطفال وشباب الجزائر اللي اتقتلوا على أيدي الفرنسيين.... ينفع، ولا أنا ببالغ شوية؟!".
 
 
11
 
 
أما ابن بورسعيد الكاتب سيد كراوية فقد كتب :" هل دا كلام مفيد بأى شكل ؟ .. فى موضوع اعادة تمثال ديليسبس للقاعدة فى مدخل القناة حيث سيعم بعدها الرخاء، وتتحول بورسعيد لأول مدينة سياحية فى العالم ، وتصبح منارة حضارية باعادة التاريخ الى مساره الصحيح ، وسوف يعود الاطفال الى لعبتهم المفضلة التى حرمتهم منها سنوات التصدى للاستعمار السوداء والبائسة ، لعبة اللعب بالدولارات ، وصنع صواريخ ورقية منها ، وحدف بعضهم بعضا بالدولارات ، وبعد ان تستعيد بورسعيد رونقها باعادة التمثال هناك فقط واقعة للتاريخ : فى النصف الاول من العقد الاول من القرن الجديد ٢١ ، فوجئنا بأخبار تنتشر حول كلام لمحافظ بورسعيد اياميها حول مطالبة مثقفى بورسعيد باعادة التمثال ، فاجتمع بعضنا لبحث الأمر والسؤال عن من هم ؟ وكان الاجتماع فى كلية التربية ومعنا بعض اساتذتها ، وشكلنا لجنة ووفدا ، ونقل الينا بكلام واضح وصريح : مفيش عودة للتمثال.
 
وما تزال المعركة مشتعلة منتظرة كلامًا نهائيًا من الدولة .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق