في ذكرى 30 يونيو السابعة: توحيد الرايات.. وإيقاظ العملاق

الأحد، 28 يونيو 2020 12:00 ص
في ذكرى 30 يونيو السابعة: توحيد الرايات.. وإيقاظ العملاق
ثورة 30 يونيو
كتب.. السعيد حامد

- القاهرة تطيل أذرع قواتها المسلحة لحماية أمن المصريين القومي

- تطوير القوات يوقظ عملاق المنطقة ويزيح غبار عام الإخوان الأسود

- الجيش المصري يسبق تركيا وإسرائيل في تصنيف الأقوى بالمنطقة

- التطوير هزم عقبات ارتفاع أسعار السلاح في العالم وأوضاع البلاد الاقتصادية

- القوات ترفع شعار: في البحر جاهز.. في الجو صاحي.. في البر ثابت
 
 
عداء جماعة الإخوان، للقوات المسلحة المصرية ليس وليد اللحظة، فمنذ سيطرة المصريين فعليا لأول مرة على جيشهم في خمسينيات القرن العشرين، ويناصر أعضاء الجماعة العداء والخصام لكل ما هو عسكري أو إن شئت كل مصري، لا يحمل في قلبه أو يده، سوى راية الوطن، لذا فإن ما حدث في 30 يونيو 2013، لا يتعدى كونه اختبار جديد، تنجح فيه القوات المسلحة، ويثبت به المصريون وحدتهم تحت راية هذا الوطن.
 
إن أكثر ما استفادته الدولة المصرية من ثورة 30 يونيو، إدراكها أن قوة وكفاءة قدرات الجيش القتالية خارج حدوده، ملاذ الوطن الأمن والفعال، لحماية حقوقه ومكتسباته، وحفظ أمنه وأمن جيرانه، لتبدأ آلة التطوير على عجل، لنفض غبار الجماعة، وغبار سنوات السكون، وبعد 7 سنوات، تثبت الأحداث الجارية، إن خطة تطوير أذرع القوات الطويلة كانت صائبة وفي قلب الهدف، فثمة أطماع إقليمية، ليس في مقدرات وموارد المصريين وحسب، بل ومكانتها ودورها وثقلها في المنطقة، تحاول اختبار قوة المصريين وجيشهم.
 
مثل رحيل الإخوان، صدمة كبيرة للتنظيم الدولي للجماعة، وعديد من البلدان الأخرى التي ترتبط بعلاقات وثيقة بالتنظيمات المسلحة المنتشرة في الوطن العربي، وشكل اتحاد غالبية المصريين في وجه مكتب إرشاد الجماعة، صخرة تحطمت عليها كل محاولات إشعال الأوضاع الداخلية ودفع المصريين إلى الاقتتال، ما أجبر الدول المعادية للقاهرة، على وضع خطط عدائية بديلة وجديدة، يكون فيها «الحرب بالوكالة» السلاح الفعال والأكثر إزعاجا.
 
في المقابل، وضعت القاهرة خطة طموحة ذكية واقعية لتطوير وتحديث القوات المسلحة وأذرعها الطويلة، يعتمد على تنويع مصادر التسليح، ونقل التكنولوجيا المتطورة للأفرع الرئيسية من قوات بحرية وجوية ودفاع جوي، إضافة إلى دعم القدرات القتالية والفنية للقوات بأحدث تقنية ونظم تسليح، وفق استراتيجية لبناء قوة عسكرية حديثة.
 
ومنح أخر تصنيف لموقع «جلوبال فاير بور» الأمريكي، المهتم بالشأن العسكري في عام 2020، الجيش المصري، المرتبة الأولى بين أقوى 15 جيشا في الشرق الأوسط، والمرتبة رقم 9 بين أقوى 138 جيشا حول العالم، بعد التقدم الهائل في تسليح وجاهزية الجيش المصري القتالية، في وقت جاء فيه الجيش التركي في المركز الثاني بالمنطقة، و الـ 11 عالميا، بينما جاء الجيش الإسرائيلي في المرتبة الخامسة بين جيوش الشرق الأوسط، والمرتبة 18 عالميا.
 
يقول خبراء عسكريون، إن تطوير القوات شمل كل الأفرع الرئيسية، إذ جرى دعمها بأحدث الأنظمة الدفاعية والمقاتلات الجوية، والغواصات وحاملات المروحيات، والدبابات، كذلك فإن التطوير شمل أنظمة اللوجستيات والدعم الإداري والحرب الإلكترونية، وأنظمة الاستطلاع وما حققته من طفرة كبيرة، مشيرين إلى وعي وقدرة القيادة السياسية على تقدير حجم المخاطر والتهديدات التي تواجها مصر.
 
ويشير الخبراء، إلى أن حقول الغاز والثروات الطبيعية المكتشفة في منطقة شرق البحر المتوسط، أشعلت حربا اقتصادية شرسة، بين أطراف إقليمية تريد سرقة ثروات المصريين، وبين القاهرة التي تحركت في صمت لحماية تلك المصالح، عبر تحديث حجم الأسلحة المطلوب دعمها للقوات، لتتناسب مع حجم المهام المطلوب تنفيذها، وسط توفر إرادة قوية لتنفيذ عملية التطوير، رغم ارتفاع أسعار الأسلحة في العالم، وفي وقت تمر به الدولة من الداخل بأزمة اقتصادية، مؤكدين أن خطة تطوير القوات المسلحة أصابت الدول المعادية بالتوتر والفزع، وأربكت خططهم وحساباتهم.
 
ولا يعتمد تصنيف موقع «جلوبال فاير بور» الأمريكي، الخاص بقوة الجيوش عالميا، على عدد الجنود والعتاد العسكري، الذي تمتلكه وحسب، وإنما يشمل نحو 50 نقطة، مثل القوة البشرية للدولة، وقوتها الاقتصادية، التي تمكنها من تحمل التكاليف الباهظة للحرب في حال اندلاعها، ما يشير إلى أن خطة التطوير راعت في المقابل أوضاع وقدرات البلاد الاقتصادية.
 
اعتمد تسليح القوات المصرية خلال الحروب التي خضتها في السابق على المعدات والأسلحة السوفيتية، لكن بعد ثورة 30 يونيو، وتعمد إدارة الرئيس الأمريكي حينها باراك أوباما، الضغط على مصر بمنع بعض من المساعدات العسكرية، تشمل تطوير وتحديث مقاتلات «إف-16» الأمريكية وتصنيع دبابات «أبرامز» الأمريكية أيضا محليا في مصر، عمدت القاهرة على تنويع مصادر الأسلحة واتجهت لدول عديدة، وأسواق عالمية أخرى.
 
وشهدت القوات الجوية صفقات كبرى، مثل الحصول من روسيا، على مقاتلات «ميج-29» النسخة الحديثة، ومروحيات «كا-52» المشهورة بالتمساح، ومروحيات «مي-24» الهجومية، بالإضافة إلى طائرات «إيل-76» العملاقة، ومقاتلات «سوخوي-35»، ومن فرنسا مقاتلات «رافال» الفرنسية، المنافسة لمقاتلات «إف-35» الأمريكية، بينما جرى الاتفاق مع إيطاليا على إمداد القاهرة بـ24 مقاتلة يوروفايتر تايفون متعددة المهام، و24 طائرة إيرماكي إم-346 للقتال الخفيف والتدريب المتقدم، بالإضافة إلى قمر صناعي للاستطلاع والتصوير الراداري.
 
ويرى الخبراء العسكريون، أن تطوير القوات الجوية بعث برسالة للعالم ولدول الإقليم، مفادها أن القاهرة جاهزة لأي انفلات أمني سواء في محيطها الداخلي أو الإقليمي، مشيرين إلى ليبيا التي تشكل أحد الحدائق الخلفية لمصر، وفي ظل أزمتها المستمرة دون أي بارقة أمل لحلها سلميا، فإن تداعياتها تمثل تحد جديد لقدرات الجيش المصري، وبالتالي جرى خطة تطوير أذرع القوت الطويلة، بسلاسة ودقة وحرفية، راعت أيضا في المقابل التحديات المستقبلية، وخارطة التحالفات الإقليمية المحتملة.
 
ووفقا لموقع جلوبال الأمريكي، يمتلك الجيش المصري، 1054 طائرة حربية متنوعة، بينها 215 مقاتلة، و88 طائرة هجومية، و59 طائرة نقل عسكري، إضافة إلى طائرات التدريب وطائرات المهام الخاصة والمروحيات التي يصل عددها إلى 294 مروحية بينها 81 مروحية هجومية. وذكر تقرير معهد ستوكهولم الدولي لدراسات السلام(SIPRI)، عن مبيعات الأسلحة التي تعاقدت عليها مصر، إن القوات الجوية المصرية وقعت على «صفقات قوية».
 
القوت البحرية هى الأخرى شهدت عمليات تطوير وتحديث كبيرة، إذ تمكنت مصر من الحصول على غواصات «تايب» الألمانية ذات القدرات الفريدة، في صفقة شهدت اعتراضا واسعا من قبل دول إقليمية، كما جرى إمداد القوات المصرية بالفرقاطة «فريم» ولنشات الصورايخ طراز «سليمان عزنت» ولنش صواريخ «أحمد فاضل» من طراز «مولينيا»، وحاملات المروحيات الأولى في تاريخ مصر، وهي «هل» من طراز «ميسترال» وعدد من الفرقاطات من طراز جويند 2055 من فرنسا.
 
«القاطرة الاقتصادية وعجلة تنمية الدولة التي تسير بخطى ثابتة لابد لها من قوة عسكرية قوية تحميها».. هكذا علق خبراء عسكريون، عن صفقات الأسلحة التي ساهمت في رفع القدرات القتالية للقوات البحرية ومكنتها العمل في أي مسرح عملياتي أو المياه العميقة، مؤكدين أن القوات البحرية على أهبة الاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية في أقل وقت، وسط التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية في الوقت الراهن، لافتين إلى أن القوات تحمي مصادر الثروات القومية بأعالى البحار، مثل حقول الغاز والبترول.
 
وجاء الدفاع الجوي إحدى أهم أذرع مصر الطويلة، ضمن خطة تطوير القوات المسلحة، إذ حصلت القاهرة من روسيا على منظومات الدفاع الجوي إس-300»، و«بوك إم2» و«تور  إم2» وغيرها من الأنظمة الروسية الحديثة، بالإضافة إلى الحديث عن حصولها على منظومات «باستيون» الساحلية، وفقا لما ذكرته وكالة روسيا اليوم الحكومية، والاتفاق مع إيطاليا على إمداد القوات المسلحة بقمر صناعي للاستطلاع والتصوير الراداري، وذكرت تقارير ألمانية أن مصر حصلت على نظام الدفاع الجوي الألماني متوسط المدى IRIS-T SLM المركزي، القادر على التعامل مع مختلف التهديدات الجوية، شاملة الصواريخ الجوالة والطائرات بدون طيار والمروحيات والمقاتلات. يصل مداه إلى 35-40 كلم والارتفاع 20 كم.
 
كما جرى الاتفاق على حصول الدفاع الجوي، على رادار الإنذار المبكر البريطاني Commaner SL، وهو رادار ثلاثي الأبعاد يقوم بمهام المسح الجوي وقادر على كشف التهديدات الجوية المستقبلية كالطائرات بدون طيار UAV، والصواريخ الجوالةCruise Missiles والذخائر الجوية بعيدة المدى المُطلقة من خارج نطاق الدفاع الجوي Long Range Stand-off Weapons وخاصة على الارتفاعات المنحفضة.
 
وعلى ما يبدو فإن ثورة 30 يونيو، قد أيقظت عملاق منطقة الشرق الأوسط، وباتت القوات المسلحة قادرة ليس فقط الدفاع عن مكتسبات ومقدرات المصريين، بل وحماية أمن البلاد القومي خارج الحدود، وردع من لا يرتدع سوى بالقوة الغاشمة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق