سيناء.. الرقم المهم في معادلة توطيد الإخوان لأركان حكمهم في مصر

السبت، 27 يونيو 2020 06:01 م
سيناء.. الرقم المهم في معادلة توطيد الإخوان لأركان حكمهم في مصر
سيناء
هشام السروجي

صفقة بين الجماعة وإسرائيل لتوطين الفلسطينيين بأرض السلام 

أمريكا تدعم الصفقة وتعتمد الإخوان حليف استراتيجي لها لتقسيم المنطقة 
 
سيناء.. رقم مهم في معادلة جماعة الإخوان "الإرهابية" لتوطيد أركان حكمهم بعد أن تولى أحد أعضائها حكم مصر، ويرجع ذلك إلى الأهمية الجغرافية والسياسية التي تميزت بها سيناء، كونها البوابة الشرقية لمصر، وجسر الأمن القومي في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وجوارها مع الأراضي المحتلة، وعشرات نقاط التميز الأخرى.
ولأهمية سيناء فإن الجماعة ركزت عليها كثيراً في كل مخططاتها وسياستها، وهو ما جعلنا نضع هذا السيناريو التخيلى للوضع في سيناء إذا ما استمر حكم الإخوان حتى اليوم.
 
زرع الإخوان بذورهم في هذه الجغرافية شديدة الخصوصية، ودعموا التنظيمات المتطرفة، لتكون أحد أدواتها التي تستخدمها وقت الحاجة، ودعموها بكل أنواع الدعم، التي وصلت إلى غض الطرف عن إعلانها إمارة إسلامية، في أولى خطوات فصلها جغرافيًا عن مصر ضمن ما يعرف بصفقة القرن، ليستوطن فيها الفلسطينيون بديلًا عن الأراضي المحتلة، وهو السيناريو الذي طرحته حكومة الاحتلال الإسرائيلي وتبنته الولايات المتحدة الأمريكية، ككارت اعتماد لجماعة الإخوان حليفًا استراتيجيا مهما في المنطقة.
 
منذ الشهور الأولى من تولي الجماعة مقاليد الحكم، كانت العلاقة بينها وبين التنظيمات التي سيطرت على سيناء وأعلنتها ضمن ولايات الخلافة المزعومة، واضحة للجميع، والتي بدأت بالتواصل بينهما لإطلاق سراح العمال الصينين العاملين في مصنع الأسمنت جنوب العريش، ومن بعدها التفاوض على إطلاق سراح 7 جنود مختطفين لدى التنظيم، وهو الأمر الذي تولى مسؤولية التواصل فيه، القيادي صفوت حجازي قبل أن يحصل على المقابل.
 
الأمر لم يقف عند التواصل عبر وسيط، لكن تردد سيارات رئاسة الجمهورية على مدينتي رفح والشيخ زويد، حامله قيادات من السلفية الجهادية وأمراء إرهاب متقاعدين أعيد تشغيلهم بمعرفة مكتب الإرشاد، للاجتماع مع المسؤولين في التنظيمات الإرهابية التي اتخذت من سيناء مقرا لها، أصبح أمر مألوفًا، بعد أن كان يتم على استحياء، حيث كانت المرة الأولى بقدوم شخصية من القيادات التاريخية في الجماعة الإسلامية، قيل انه الشيخ كرم زهدي رئيس مجلس الشورى الجامعة الإسلامية السابق، لكنه نفي هذا الأمر، وتولت هذه الشخصية دور ضابط الاتصال بين الرئاسة وخاطفي الجنود الـ7 حتى تم الإفراج عنهم.
 
لو كان الإخوان مستمرين في الحكم حتى اليوم لدعمت الجماعة فكرة الإمارة الإسلامية منذ أن كانت حلماً يداعب خيال المتطرفين في سيناء، وتراه بعض القوى الإقليمية المعادية، خطوة أولى في مشروع الشرق الأوسط الجديد، ويخدم طموحات حكومة الاحتلال في تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها، بعد أن أجتمع خيرت الشاطر، والذى كان يلقب داخل الجماعة بالخليفة المنتظر، بعدد من أمراء الجماعات في سيناء، وأبدى موافقته على تمهيد الأرض لقبول فكرة الحكم الشرعي بديلًا عن حكم القوانين الوضعية –كما يصفوه- بازاحة القضاء العرفي ومنع تطبيق القانون المصري على الأرض، وفرض أمر واقع جديد هو "المحاكم الشرعية"، وطرح الشاطر فكرة أن تكون أحدى الجماعات السلفية الغير محسوبة على تيار معين، هي الواجهة للمشروع، وقدم التمويل اللازم لتأسيس أول محكمة شرعية عند بوابة مدينة الشيخ زويد بجوار منزل الشيخ حمدين أبو فيصل.
 
سيناء تحت الحكم الإخوانى كانت ستشهد اتساع سلطة المحاكم لتصبح صورة طبق الأصل من الحسبة التي أطلقها تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، كأداة تصفية وقمع وإذلال للمواطنين، وفرض سيطرة على المجتمع، ولانتقلت السلطة فيها إلى مجلس شورى جماعة أنصار بيت المقدس، التي أوصت بفصل سيناء عن ديار الكفر –يقصدوا مصر- ولكانت ذات حكم ذاتي يرتضى الشرعية الإسلامية حكما بين مواطنيه، وفي الحقيقة هي شرعية مستنبطة من ادبيات الجماعة تخدم أهدافها ومخططاتها.
 
لو استمر الإخوان لصدر قرار رئاسي بمنح الجنسية المصرية للمهاجرين من مناطق النزاعات المسلحة، لتتحول سيناء إلى وطن بديل للاخوان القادمين من سوريا وقطاع غزة، حتى يتم افتتاح مكتب حركة حماس الرئيسي فيها، بعد ان تعرض مكتبها في غزة إلى عملية تفجير لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها، بتضع علامات استفهام حول أن كانت عملية انتقامية من أحد الفصائل الموجودة في القطاع، آم كانت ستار يبرر انتقال الحركة من القطاع الي سيناء ضمن صفقة خبيثة تضمن مشروع الوطن البديل وصفقة القرن، خاصة وأن حكومة الاحتلال خففت إجراءات المعابر بالتزامن مع نزوح قيادات حماس المقيمين في غزة الي سيناء، وسمحت بدخول المواد الغذائية إليهم، وفي خطوة وصفها الكثيرون بالتاريخية، سمحت سلطة الاحتلال بعبور مواد البناء الي غزة، ومن ثم نقلت الي سيناء لبناء مئات المنازل والمقار التي تخص حركة حماس، وكذلك بعض الجماعات المحسوبة على التيار السلفي الجهادي، دون أن يحرك الاحتلال ساكن.
 
هذا كان السيناريو الذى تخيلناه لسيناء لو استمر الإخوان في الحكم، وهو مستمد من وقائع على الأرض حاولت الجماعة زراعتها وتغذيتها على مدار الفترة اللاحقة لـ25 يناير2011، والسابقة لثورة 30 يونيو، من خلال ضخ أكبر عدد من "الإرهابيين" إل سيناء لاستخدامهم وقت الحاجة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق