تسريب صوتي لـ«لغنوشي» يضع «النهضة» في مأزق جديد.. فما القصة؟

الأربعاء، 01 يوليو 2020 09:00 م
تسريب صوتي لـ«لغنوشي» يضع «النهضة» في مأزق جديد.. فما القصة؟
راشد الغنوشي
أحمد سامي

كشف تسريب صوتي منسوب إلى الإخواني راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة ورئيس البرلمان التونسي عن معارضة الحزب لسياسة الرئيس التونسي قيس سعيد، حول ليبيا، وتجاوز صلاحياته بالتدخل في سياسات الدول الخارجية.
 
وقال الغنوشي في التسريب الذي تداولته وسائل إعلام تونسية، أن "الرئيس يتكلم عن أشياء لا يعرفها، حينما شبه وضع ليبيا بوضع أفغانستان واقتراحه أن اللوجيركا هي مجلس القبائل هو الحل في ليبيا وهو لا يعرف المجتمع الليبي، والليبيون نظروا لها باحتقار لهم (حين) شبههم بالأفغان".
 
واتهم رئيس حزب النهضة، الرئيس التونسي بعدم إلمامه بالشأن الليبي وبأن حديثه على تشريك القبائل الليبية في حل الأزمة غير واقعي وغير قابل للتطبيق، وأن الدستور التونسي لا يعطيه صلاحيات لرسم سياسات الدولة الخارجية.
 
ورغم تفاقم الخلافات بين الغنوشي والرئيس التونسي، إلا أن التسريب كشف مساع من قبل رئيس حركة النهضة لإصلاح العلاقة بين حكومة الوفاق والرئيس سعيد وتغيير موقف الأخير من تطورات الوضع بما يتماشى مع مصلحة جماعة الإخوان الإرهابية.
 
وكان قد أكد الرئيس التونسي، خلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن شرعية حكومة الوفاق الوطني في ليبيا هي “شرعية مؤقتة”، داعيا القبائل الليبية إلى وضع دستور جديد على الطريقة الأفغانية، وهو ما أعقبه تصريحات مضادة من الغنوشي.
 
لم تنته تداعيات تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيد حول شرعية حكومة الوفاق الليبية، والتي اعتبرها مؤقتة، ولتكون بمثابة الصدمة والصفعة على وجه جماعة الإخوان الإرهابية، والتي عولت على اقتراب تونس من المحور القطري التركي، حسب ظنها. 
 
الرئيس التونسي قيس سعيّد، قال حول الملف الليبي، الاثنين الماضي، إن السلطة القائمة في طرابلس تقوم على شرعية دولية ولكن هذه الشرعية الدولية لا يمكن أن تستمر وهي شرعية مؤقتة ويجب أن تحل محلها شرعية جديدة.
 
اليوم وبعد مرور أكثر من 5 أيام على تصريحات قيس سعيد، رد رئيس حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي، على الرئيس التونسي بقوله: إن حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج هي ممثل الشرعية الوحيدة في ليبيا، وذلك على هامش اجتماع مجلس شورى حركة النهضة.
 
من جانبه، قال رئيس مجلس شورى الحركة الإخوانية عبد الكريم الهاروني، إن تصريحات قيس سعيد بشأن الملف الليبي أثارت استياءًا رسمياً داخل ليبيا، مضيفا: "من لا يدعم حكومة شرعية اعترف بها العالم فقد اختار الوقوف الى جانب أشخاص أرادوا أن ينقلبوا على حكومة شرعية واختاروا السيطرة على طرابلس بالسلاح".
 
وتابع: " الرئيس القيام بدوره من أجل إصلاح ما فسد من علاقات مع القيادات الشرعية بليبيا ومن أجل العودة للموقف الأصلي للدولة التونسية الداعم للشرعية في ليبيا ويدعم الحل السياسي الليبي ليبي، مضيفاً: "أن حركة النهضة تفاجأت بهذه التصريحات باعتبارها تنأى عن الموقف الرسمي التونسي المتمسك بدعم الشرعية ورفض أي تدخل أجنبي في ليبيا".
 
وأشار إلى أنه يتعين على قيس سعيد أن يدرك أن ليبيا ليست أفغانستان، ونحن في دولة ديمقراطية لها علاقات خارجية مهمة تستوجب الحفاظ عليها وليس من مصلحتنا أن تتوتر علاقاتنا مع دول تدعم التجربة الديمقراطية في تونس.
 
شنّ حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، هجوما حادا على الرئيس التونسي قيس سعيد واتهمه بالجهل بالأزمة السياسية في ليبيا، وذلك ردا على انتقادات وجهها سعيّد إلى حكومة الوفاق، قال فيها إن شرعيتها مؤقتة.
 
ولم تنتظر جماعة الإخوان الليبية للرد على قيس طويلاً، ففي اليوم التالي، خرج رئيس حزب العدالة والبناء والقيادي الإخواني محمد صوان، في تدوينة نشرت في الصفحة الرسمية للجماعة على موقع "فيسبوك"، وهاجم الرئيس التونسي، قائلاً إنه من الواضح جداً افتقاد الرئيس التونسي قيس سعيد إلى الحد الأدنى من المعرفة بالأزمة السياسية في ليبيا وتركيبة شعبها.
 
وأضاف القيادي الإخواني أن حديث قيس سعيد عن دستور يكتبه زعماء القبائل وإسقاطه للوضع الأفغاني على ليبيا أمر مثير للسخرية، إضافة إلى المنطق الاستعلائي الزائف المفتقر إلى الدبلوماسية إزاء السلطة الشرعية، التي جاءت بناء على اتفاق بين الليبيين برعاية الأمم المتحدة ووفقا للإعلان الدستوري الذي لا زال ينظم الحياة السياسية".
 
وانتقد صوان قيس سعيّد، قائلاً إن هذه الأسباب يفترض ألا تغيب عن أي متابع، ناهيك عن رئيس لدولة جارة يزعم أنه يطرح حلولا وهو يستند إلى معطيات خاطئة وغياب كامل عما يجري، في وقت حساس ننتظر فيه من الشقيقة تونس لعب دور إيجابي تجاه الأزمة في ليبيا ولو بالسكوت.
 
ويكشف رد الغنوشي على قيس سعيد، حجم الخلافات الكبير بين الطرفين فيما يخص الشأن الليبي، وتعامل الدولة التونسية مع الأزمة الليبية، وذلك في الوقت الذي تظهر فيه القيادة التونسية حيادها مع أطراف الأزمة في ليبيا ودعمها لأي جهود للحل.
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق