اللواء مصطفى رجائي قائد فض اعتصام النهضة المسلح لـ"صوت الأمة": الجماعة الإرهابية نقلت الأسلحة داخل توابيت وأخفوها في كلية الهندسة وحديقة الاورمان

السبت، 04 يوليو 2020 06:00 م
اللواء مصطفى رجائي قائد فض اعتصام النهضة المسلح لـ"صوت الأمة": الجماعة الإرهابية نقلت الأسلحة داخل توابيت وأخفوها في كلية الهندسة وحديقة الاورمان
اللواء مصطفي رجائي
دينا الحسيني

- قيادات الإخوان كانوا يستخدمون أسلحة آلية مستوردة من الخارج غير معلومة لدي الأمن المصري
 
- البلتاجي والعريان وحجازي وباسم عودة قادوا الاشتباكات ضد القوات في "النهضة".. وأفشلنا مخطط نقل الاعتصام لكرداسة
 
- الجماعة حاصرت مدينة الإنتاج الإعلامى لقتل الإعلاميين المعارضين لمرسى.. واستخدمنا الغاز المسيل لتفريقهم 
 
 
وثقت ثورة 30 يونيو جرائم جماعة الإخوان الإرهابية التي ارادت الانتقام من ملايين المصريين الذين نزلوا إلى الشوارع والميادين بجميع المحافظات مطالبين بعزل محمد مرسي العياط واسقاط حكم الإخوان، بعدما أدرك الشعب المصري أهداف تلك الجماعة التي اتخذت من كرسي الحكم ستاراً لتمكين دول أجنبية من مصر وشعبها واستنزاف مواردها والاستيلاء علي ثرواتها.
 
وكانت محافظة الجيزة من أكثر المحافظات معاناة خلال حكم الإخوان، وأيضاً بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بهم في 30 يونيو، كان ابرزها اعتصام النهضة المسلح ومذبحة مركز شرطة كرداسة التي جرت منتصف أغسطس 2013 عقب فض إعتصامى رابعة والنهضة، بعدما اقتحم أنصار الجماعة الإرهابية مركز شرطة كرداسة، ما أسفر عن قتل مأمور القسم ونائبة ونحو 12 ضابطا وفرد شرطة وإتلاف مبنى القسم، وحرق عدد من سيارات ومدرعات الشرطة، وحيازة الأسلحة النارية الثقيلة، وبعدها بشهر استشهد اللواء نبيل فراج أثناء مداهمة قوات الأمن لمدينة كرداسة وضبط العناصر الإرهابية المختبأة بداخلها ومنع محاولات تكرار اعتصام جديد بعد النهضة، فضلاً عن تسلل عناصر من تنظيم داعش وعناصر من جماعة الإخوان الإرهابية إلي صحراء أكتوبر والواحات وإقامة معسكرات تدريبية واتخذوا من المنطقة الجبلية مخازن للأسلحة والمتفجرات.
 
WhatsApp Image 2020-07-04 at 1.54.49 PM (1)
 
حوادث كثيرة مرت بها الجيزة وكانت ولاتزال شاهدة على إرهاب الإخوان، يرويها اللواء دكتور مصطفي رجائي مدير عام منطقة الجيزة للأمن المركزي سابقاً، وقائد فض اعتصام النهضة المسلح، الذى كشف لـ"صوت الأمة " كواليس فض الاعتصام وكيف حولت جماعة الإخوان الإرهابية كلية الهندسة وحديقة الأورمان إلى مخزن للذخيرة والأسلحة.. وإليكم نص الحوار.. 

في البداية ذكرنا بالمواجهات الأمنية التي شهدتها محافظة الجيزة بعد ثورة 30يونيو 2013؟
كان ابرزها فض اعتصام ميدان النهضة المسلح، وتصدي القوات لمحاولات الإخوان بنقل منصة النهضة إلي ميدان الحصري وكرداسة، حيث قاموا بإنشاء منصة ووضع مكبرات صوت وحشدوا أنصارهم وأغلقوا مسجد الحصري وكان عددهم 10 ألاف إخواني، وقمنا بهدم المنصات وإزالة الميكرفونات، وارتبطت بها فيما بعد أحداث كفر حكيم وبني مجدول، مروراً بأحداث شارع التحرير ومحالات اقتحام ميدان التحرير، وتفجيرات شارع الهرم التي من بينها حادث استشهاد ضابط المفرقعات ضياء فتوح، وأحداث مسجد الاستقامة وبين السريات التي أصيب فيها الشهيد العميد ساطع النعماني بطلق ناري في الرأس، واحداث الواحات الأولي في 2015 والاشتباكات التي جرت بين قواتنا وعناصر داعش التابعين لتنظيم الإرهابي هشام عشماوي في تبادل لإطلاق النيران لمدة يومين في سابقة تحدث لأول مره وضبط مخازن ذخيرة، بعدها عادت عناصر منهم لإقامة معسكر بنفس المكان في أكتوبر 2017، تلك الاشتباكات التي استشهد فيها 16 ضابط ومجند من الأمن الوطني والأمن المركزي من بينهم العميد امتياز كامل، وكذلك أحداث دار الأيتام التي استخدمها فيها شباب وبنات من دار أيتام كدروع بشرية واستخدموهم في نقل السلاح ونقل التكليفات، وأخيراً كانت أحداث سقارة والتعامل مع عناصر إرهابية حولت مزرعة دواجن لمخزن سلاح ومراكز للدعم.
 
WhatsApp Image 2020-07-04 at 1.54.49 PM

حدثنا بالتفصيل عن أحداث محاصرة الإخوان لمدينة الإنتاج الإعلامي وكيف تعاملتم معهم؟
قام الإخوان في 2 أغسطس 2018 بمعاونة السلفيين بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي، وكان عددهم يقارب الخمسة الاف مدججين بالأسلحة البيضاء والعصا، وذلك بهدف اقتحام المدينة والسيطرة علي الاستديوهات ورغبتهم في قتل وإلقاء القبض علي مجموعة من الإعلاميين المهاجمين لمحمد مرسي العياط، وكانت تعليمات اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية وقتها حماية مدينة الإنتاج وكل العاملين بداخلها من أي إعتداء، فتوجهت علي الفور مع القوات وحاولنا تفريق المجموعة الإخوانية ومن معهم من خلال نداءات بمكبرات الصوت، لكنهم انهالوا علينا بالحجارة التي نزعوها من بلاط الأرصفة وأحدثوا إصابات بالغة بالقوات، فتعاملنا معهم بالغاز المسيل للدموع وسيطرنا علي كافة المحاور المحيطة بالمدينة، وقمنا بهدم الحمامات والمواقع التي أقاموها، لكن حوالي الساعة الخامسة عصراً أحضر المتظاهرين أكثر من 200 سيارة وبها عناصر إخوانية بحوزتهم أسلحة نارية وأطلقوا علي القوات وداخل المدينة النيران، وكان رد القوات عليهم رداً حاسماً بإطلاق الذخيرة الحية في الهواء أولاً، وسرعان ما تفرقوا في اتجاهات مختلفة وتم تأمين الشوارع وعمل دوريات تجوب كل المحاور لمطاردة الهاربين منهم.
 
وما عن أحداث بين السريات بعد خطاب مرسي لأنصاره بالحفاظ علي الشرعية؟
كان ذلك  في 2 يوليو 2013 وكانت تلك الفترة التي أمهلت فيها القوات المسلحة الطرفين لتقارب الرؤي، وكانت ملايين الشعب المصري قد خرجوا إلي الشوارع غاضبين من خطاب مرسي الذي أسماه "خطاب الشرعية"، ضارباً بعرض الحائط مهلة القوات المسلحة، وكان الخطاب بمثابة تحريض لأنصاره ضد المعارضين له من المعتصمين في شوارع مصر، فاستغاث سكان منطقة بين السريات من تجمعات عناصر الإخوان الذين حاولوا الاشتباك معهم بالأسلحة الناري والألية، ولدي وصول قوة من قسم بولاق الدكرور برئاسة الشهيد العميد ساطع النعماني أطلق الإخوان النار وخلال التعامل سقط 22 شهيد من الأهالي وإصابة 200 وأصيب النعماني بطلق ناري في الرأس.
 
WhatsApp Image 2020-07-04 at 1.54.48 PM

إذا عدنا إلى فض اعتصام النهضة المسلح، ما هي التجهيزات التي قمتم بها؟
قمنا بتجهيز التنفيذ لقرار فض اعتصام النهضة بالتزامن مع فض اعتصام رابعة المسلح، وكان أسلوب التجهيز يعتمد علي التجهيز النفسي والبدني للقوات، والعلمي والقانوني والدراسة الكافية عن كافة المعدات والمركبات المستخدمه في الفض، مع الوضع في الإعتبار كافة المؤثرات المحلية والإقليمية والدولية المؤثرة علي قرار الدولة أثناء الفض، لأن تلك الخطوة كانت لها محاذيرها واعتباراتها السياسية والأمنية علي المستوي الداخلي والخارجي أمام العالم، وحانت لحظة التنفيذ في الساعة السادسة صباحاً ووقتها قمت عن طريق مكبرات الصوت بإطلاق تحذيرات علي أربع مراحل بفاصل كل 4 دقائق، بالخروج الآمن من الممر الذي خصصناه لخروج المعتصمين المستجيبين لنداءات الفض السلمي، وكان الممر في اتجاه ميدان الجيزة بدءاً من مدرسة السعيدية المجاورة لجامعة القاهرة، وبالفعل خرج عدد كبير من المعتصمين، فتحركت لوادرنا لهدم الخيام والمباني التي قاموا بإنشائها، وحينها قوبل تحركنا بإطلاق نيران كثيفة من داخل الإعتصام ومن أعلي كلية الهندسة ومن حديقة الأورومان، فضلاً عن السواتر والموانع التي وضعوها في طريق القوات بالشوارع المحيطة بالاعتصام أثناء دخول مدرعات الفض، واستخدمنا الغاز المسال للدموع ودفعنا بالمجموعات القتالية واستشهد من قواتنا ضباط ومجندين أذكر منهم ملازم أول محمود عبد العزيز وكانت الإصابات مباشرة بين القوات، واشتبكوا مع مجموعة الاقتحام لمدة طويلة واحتموا بكلية الهندسة وتمكنا من اسكات النيران ومحاصرتهم داخل الكلية، بعدما أغلقنا عليهم الأبواب وطهرنا جميع الشوارع، ثم ضبطنا مجموعات منهم من داخل الخيم المقيمة بالشوارع، وطهرنا كلية الهندسة وحديقة الأورمان من الأسلحة، فكانت حديقة الأورمان مليئة بعدد كبير من الأسلحة والذخيرة وكذلك جامعة القاهرة.

ما أسماء قيادات الإخوان التي حشدت لاعتصام النهضة وتصدرت الشغب والأحداث في الجيزة؟
قيادات الإخوان الذين كانوا مسؤولين عن ذلك محمد البلتاجي وصفوت حجازي وعصام العريان والحسيني عنتر والقيادي عصام رجب ومحمد جمعة وباسم عودة وعبد الرازق محمود علي، فهؤلاء هم من قادوا الإشتباكات ضد القوات في النهضة.

كيف تمكن الإخوان نقل الأسلحة إلي داخل اعتصام النهضة؟
أثناء فض الاعتصام ضبطنا كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة تفوق الخيال، وتمكنت تلك العناصر من نقلها إلي الاعتصام داخل توابيت موتي للإحياء، فكانوا يأتون بالتابوت على أن بداخله متوفي وأحضروه للصلاة علية وكان ملفوف بعلم جمهورية مصر العربية، في حين أن التابوت يكون مملؤء بالأسلحة التي كانت داخل كلية الهندسة، وأخذنا ثلاث أسابيع لنقوم بتجميعها من الكلية وتفكيكها، كما أنهم أخفوا الأسلحة بطريقة غريبة داخل حديقة الأورمان، حيث قاموا ببناء حمامات بطول سور الحديقة من ناحية شارع النهضة في اتجاه جامعة القاهرة، ومن تحتها أخفوا هذه الأسلحة لاستخدمها ضد القوات وقت الفض، والأسلحة التي استخدموها أغلبها كانت أسلحة آلية، لكن كان من بينها أسلحة قادمه من الخارج غير معلومة لدي الأمن المصري، وكانت جديدة بالنسبة لنا وكانت بيد القيادات منهم.

وماذا حدث في ناهيا وكرداسة بعد فض اعتصام النهضة؟
مع بداية عام 2014 وتحديداً يوم 27 يناير تلقينا تكليف باقتحام ناهيا وكرداسة لأنهم قريتين الحدود بينهما مفتوحة، وكانوا يتبادلوا الدعم فيما بينهم، فدخلت القوات وكان هناك أثار دمار في مركز شرطة كرداسة من آثار المذبحة التي نفذتها الجماعة الإرهابية، وكانت النيران مشتعلة وكانت أشلاء جثث الضباط منتشرة في أركان المركز وتحديداً جثمان الشهيد العميد محمد جبر مأمور القسم والعميد عامر عبد المقصود، تلك المجزرة التي تمت بعدها الاستيلاء علي مخازن السلاح والذخيرة بالمركز، وحاصرنا القريتين وكنا محددين أسماء عناصر معينة من خلال المعلومات الدقيقة التي كنا نجمعها عنهم، ونجحنا في السيطرة علي ناهيا وكرداسة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق