يوسف أيوب يكتب: مسيرة بناء مصر بدأت في 30 يونيو 2013

السبت، 04 يوليو 2020 09:00 م
يوسف أيوب يكتب: مسيرة بناء مصر بدأت في 30 يونيو 2013
ثورة 30 يونيو
يوسف أيوب

السيسى استطاع أن يدشن مرحلة مفصلية في تاريخ مصر ونقلها من مرحلة الضياع والانهيار والتفكك وتكالب الأطماع عليها إلى التنمية الحديثة المستدامة
 
 
 
لم يقرر المصريون الخروج إلى الشوارع في الثلاثين من يونيو 2013 الا بعد أن فاض بهم الكيل، وتأكدهم أنهم أمام منعطف تاريخى.. إما أن تنهار مصر او تنهض من جديد، فكان القرار الشعبى أن تنهض مصر مهما كانت التضحيات، وبعيداً عن أية حسابات سياسية أخرى.
 
سمعنا كثيراً جملة يرددها أعضاء الجماعة الإرهابية حينها ولازال بعضهم يرددها حتى اليوم، وهى لماذا لم نترك لهم الفرصة أكثر من عام وبعدها نحكم على تجربتهم؟، يقولون ذلك وهم يدركون فساد منهجهم ومنطقهم، لأنهم أكثر منا دراية أن القصة ليست في عام أو أثنين أو عشرة، وإنما هي أيدلوجية واستراتيجية أراد الإخوان لها ان تسود في كل مدن وقرى مصر، لتنتقل بعدها إلى بقية العربية، وهى استراتيجية التمكين التي وضعها الإخوان قبل 25 يناير 2011، وعملوا على تنفيذها بعد 2011، بعدما تهيأت لهم الفرصة كاملة للانفراد بالساحة والشارع، لأسباب كثيرة نعلمها جميعاً ولا نحتاج إلى إعادة ذكرها مرة أخرى.
 
لذلك فمهما منحنا الإخوان من فرص ما كانوا ليعودوا إلى طريق الصواب مطلقاً، لأنهم لا يتعلمون من تجاربهم، بل وصل بهم الغباء إلى درجة تحدى الشعب والقدر أيضاً، فقبل أن يكمل المعزول محمد مرسى في قصر الاتحادية أربعة أشهر، بدأت الجماعة في أول طريق الخصام مع الشعب الذى وجد نفسه أنه أمام جماعة تستخدم الدين لقهره، وأن كل طاقات الأمل أغلقت في وجه، فالمياه والكهرباء شبه منقطة عن كل البيوت، والطوابير على محطات التموين لا أخر لها، حتى الأمن والأمان لم يعد له وجود في القاموس اليومى للمواطن، وزاد الطيلة بلة أن الجماعة دخلت في تحدى قوى مع المصريين وإرادتهم، من خلال قرارات لا تخرج الا عن عصابة وليس جماعة أو سلطة حكم، فقد كان مشهد الاحتفال بذكرى انتصارات 6 أكتوبر من داخل ستاد القاهرة النقطة الفاصلة التي أيقن خلالها المصريين أن علاقتهم بهذه الجماعة انقطعت بلا رجعة، فقد رفضت المعزول دعوة أسرة الرئيس الراحل محمد أنور السادات لحضور الاحتفال، بل وجه الدعوة القاتلى السادات بعد الإفراج عنهم من السجون، فى مشهد لا يمكن وصفه الا بالاستفزازي ليس فقط لأسرة الرئيس الراحل، وإنما لجموع المصريين.
وما هي الا أسابيع قليلة حتى زاد الانفصال ما بين الجماعة والمصريين، بعد إصدار المعزول إعلان دستورى مكمل فى نوفمبر عام ٢٠١٢ يحصن كافة القرارات الرئاسية من الطعن أمام أى جهة قضائية، متضمنا تحصين مجلس الشورى الذى استولى عليه الإخوان بحيث لا يجوز لأى جهة قضائية حله، فضلاً عن عزل النائب العام المستشار عبد المجيد محمود، ومن هنا بدأت نهاية الإخوان.

فهل بعد كل هذا الأحداث يملك أحد رفاهية الحديث عن منح الجماعة فرصة أخرى؟!
التاريخ والرصد لمدة عام عاشته الجماعة في الاتحادية عبر محمد مرسى، يؤكد أن 30 يونيو، وبيان 3 يوليو 2013 كان نتيجة منطقية لشهور سوداوية عاشتها مصر تحت حكم هذه الجماعة التي انفصمت عن الواقع وارادت أن تصنع لنفسها واقع مغاير لا يعيشه سوى أعضائها فقط، وليذهب بقية المصريين للجحيم.
فحتى 3 يوليو 2013 عاش المصريين أوقاتا عصيبة واياماً لا تنسى حفرت فى التاريخ لما حملته من دلالات ومعانى، فقد كان انتخاب المعزول لحظة كارثية حاول البعض من المستفيدين من الجماعة تلوينها بشعارات زائفة، لكن ماذا تفعل الشعارات في شخص تقبل منذ البداية أن يكون "ديكور" لجماعة تسكن المقطم وتحركه كما قطع الشطرنج على الرقعة السياسية.
 
من هنا جاء المشهد الذى يمكن اعتباره نموذجا بارزا وسط تجارب التغيير التي حدثت في المنطقة، وهو مشهد خروج أكثر من 30 مليون مصري للشوارع والميادين، ليس فقط للمطالبة بعزل رئيس وتغيير نظام، وإنما لتصحيح المسار، والخلاص من تجار الدين وانتشال مصر من عثرتها والاختطاف، وهو ما تحقق بفضل إرادة قوية للمصريين الذى لم يهابوا إرهاب أو تهديدات الإخوان، فضلاً عن وقوف القوات المسلحة في صف الشعب، فقد كان قرار الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح السيسى، حينها، قرارا تاريخياً يؤكد العلاقة الوطيدة والوثيقة بين الجيش والشعب، وأيضاً الموقف الوطنى لقوات مصر المسلحة.
 
نعم.. ثورة 30 يونيو حالت دون دخول مصر فى نفق الفاشية الدينية، وأنقذت مؤسسات الدولة المختلفة من الأخونة التى دأبت على ممارستها جماعة إرهابية حاولت خلال شهور حكمها تحويلها لمؤسسات تابعة لمكتب الإرشاد تتلقى منه التعليمات.
 
نعم فهذه الثورة كانت بمثابة طوق نجاة أنقذ مصر والمنطقة العربية من مصير فوضوى محتوم، وكانت انتصارا لإرادة شعب رفض التطرف والمتاجرة بالدين، وصمم على استرداد ما اختطفته الجماعة من ثمار ثورة ٢٥ يناير، فمثلت بذلك خطوة فاصلة فى تاريخ واقتصاد مصر، ومحطة مهمة فى عودة توازن البلاد السياسى والريادى، وفتحت أبواب المستقبل أمام طريق البناء والتنمية بعدما كانت تعانى نقصا شديدا وحادا فى كل متطلبات الحياة من الكهرباء والبنزين لرغيف الخبز.
 
واليوم بعد 7 سنوات على هذه الثورة المجيدة، يمكننا القول بكل ثقة أنها كانت نقطة التحول المهمة فى تاريخ الأمة، فمن يجرى مقارنة سريعة بين مصر قبل 3 يوليو 2013 ومصر اليوم سيجد أن هذه الثورة كانت ضرورية، لأنه لولاها لسقطت مصر وانهارت ولم يتبقى منها شيء، لكن والحمد لله استطاع المصريين أن ينتشلوا بلدهم، بمساعدة سريعة من القوات المسلحة التي كان على رأسها في هذا الوقت رجل وطنى، هو الفريق عبد الفتاح السيسى، الذى أنحاذ إلى جانب الشعب .
 
السيسى الذى طالبه المصريين باستكمال المسيرة والترشح للرئاسة ولم يكن ليملك الا أن يخضع لإرادة المصريين ليستكمل مسيرة استرداد الدولة ومواجهة التحديات بإصرار مدعوما بمسانده شعبية قوية، ومنذ اليوم الأول لتحمله المسئولية كان هدفه هو انقاذ مصر من الانهيار، والتصدى لكل من يخطط لهدمها فى الداخل والخارج محاولا الزج بها فى طريق الفوضى ولا عودة، فكانت المصارحة فلسفته ومنهجه فى قيادة مصر وكان الصبر والتحمل من الشعب الذى ساهم فى عبور النفق المظلم.
 
السيسى الذى استطاع أن يدشن مرحلة مفصلية في تاريخ الأمة المصرية.. مرحلة نقلت مصر من مرحلة الضياع والانهيار والتفكك وتكالب الأطماع عليها، إلى البناء والتنمية الحديثة المستدامة، ونجح الرئيس السيسى مدعوما بإرادة المصريين بعد انتخابه في 2014، في تحقيق إنجازات ومشاريع عملاقة، وتم إعادة الاقتصاد المصرى إلى مكانته وحقق معدلات مرتفعة من النمو، واستعادت مصر علاقتها مع الدول الخارجية التي تدهورت إبان حكم الإخوان، وبدأت مسيرة التنمية الشاملة.
 
السيسى الذى وقف مسانداً لمؤسسات الدولة لإعادة بناء الدولة التي كانت على شفا الانهيار، فقد نجح الرئيس في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى، وتسارعت خطى الدولة لإعادة بناء سياستها الخارجية اعتمادا على مبادئ الندية والالتزام والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتحقيق مصالح الشعب عبر إدارة علاقات مصر الدولية في إطار الشراكة، وتبنى الحلول السياسية السلمية للنزاعات، وتوالت المشروعات القومية العملاقة، فمن قناة السويس الجديدة ومشاريع الإسكان إلى المصانع والشركات، مرورا بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتطوير شبكات الطرق والنقل، ومشروعات التنمية وشبكات الطرق والبنية التحتية، وارتفاع احتياطى النقد الأجنبى، وانخفاض عجز الموازنة وتراجع معدلات البطالة.
 
وتأتى الذكرى السابعة لثورة 30 يونيو لتحمل معها الآمال الجديدة المتواصلة لكل المصريين والطموحات والآفاق الواسعة للدولة المصرية للمضي قدماً للأمام والدفع نحو تحويل تلك الطموحات والآمال الى واقع معاش يشعر به كل المواطنين، ويوقنون أن قيادة الدولة تبذل قصارى جهدها للارتقاء بهم، وحماية المصالح الوطنية العليا للدولة المصرية بشموخ واقتدار وعزيمة المحاربين.
 
المؤكد أن 30 يونيو ثورة غيرت مجرى تاريخ مصر الحديث والمعاصر، وكتبت بأحرف من نور ميلاد مسار جديد من مسارات العمل الوطني المصري الخالص، لتنطلق مسيرة البناء والتنمية الحقيقية والحديثة على كافة المستويات، ترتكز على دعائم قوية من التلاحم الشعبي والاصطفاف الوطني لمجابهة التحديات التي خلفتها جماعة الإخوان الارهابية التي كادت أن تحول مصر إلى إمارة تابعة لمخططات خارجية تحت وهم فكرة الخلافة.، فقد جاءت هذه الثورة لتكشف زيف وأباطيل الجماعة الإرهابية، وأماطت الغيوم والسحائب عن سماء مصر الصافية، وفتحت الطريق أمام قيادتها الوطنية لتضع على عاتقها بناء اللحمة الوطنية على ركائز مؤسسات دولة عصرية حديثة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق