"سيتا وسادات".. ذراع أردوغان القذر لتدمير ليبيا

السبت، 04 يوليو 2020 07:30 م
"سيتا وسادات".. ذراع أردوغان القذر لتدمير ليبيا
اردوغان
محمود على

المخابرات التركية تعتمد على الشركتين في توريد المرتزقة لدعم ميليشيات الوفاق في طرابلس

موقع "أفريكا إنتلجنس" الفرنسي: أنقرة اتفقت مع الإخوانى الليبي فوزي أبو كتف على تأسيس شركة أمنية تكون ستار لتدريب الإرهابيين

لا يتوقف عبث تركيا بأمن ليبيا على إرسال الأسلحة المتطورة والمرتزقة السوريين فقط لدعم ميليشيات حكومة الوفاق في حربها ضد الجيش الليبي، بل وصل الأمر إلى عقد صفقات مشبوهة لتدريب وتجهيز الميليشيات لشن هجمات متتالية على المدنيين وقوات الأمن في بعض المناطق الشرقية والغربية في ليبيا.

وتدعم تركيا حكومة الوفاق بالطائرات المسيرة والمرتزقة السوريين، بالإضافة إلى إرسال المعدات العسكرية الثقيلة في حربها ضد الجيش الوطني الليبي، ولا تخفي إنشائها جسرا جويا يربط بين إسطنبول وطرابلس لإرسال المقاتلين الأجانب في تحدي واضح لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

ولم تكتف تركيا بكل هذه الانتهاكات وفقا لمراقبين، بل تحاول عبر شركات أمنية أن تقوم بتدريب الجماعات المسلحة ذات التوجه المتشدد، لتكون يدها اليمنى في الأيادي العربية من ناحية، وأخرى تكون شوكة في حلق الجيوش الوطنية وورقة ضغط تلعب بها كيفما تشاء في محيطها الإقليمي تحت أذرع واهية الدفاع عن الشرعية والديمقراطية.

وتناول موقع  "أفريكا إنتلجنس" الفرنسي المقرب من عدة دوائر مخابرات غربية في تقرير له تعاون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس وزراء حكومة الوفاق فائز السراج في تدريب وتجهيز الميليشيات المسلحة ودمجها في القوات التابعة للوفاق من أجل أن توسع نشاطها في الغرب الليبي، وتحت عنوان "شركة السادات العسكرية التركية تحول تحالف أردوغان – السراج إلى فرصة عمل " تحدث الموقع عن نشاط الشركة التركية الأمنية في ليبيا وتوقيعها عقدًا مع شركة يديرها القيادي الإخواني الليبي فوزي أبوكتف.

وكشف الموقع عن توقيع شركة "سادات" شبه العسكرية التركية، برئاسة الجنرال التركي السابق "عدنان تانفردي" عقدا مؤخرًا مع شركة أمنية ليبية أسسها فوزي بوكتف لتدريب القوات التي تقاتل مع ميليشيات الوفاق فى طرابلس.

وزاد التدخل التركي في ليبيا والذي أعلن عن لبنته الأولي أردوغان في يناير الماضي، من فرص الشركات التركية الأمنية للحصول على عقود تدريب عسكري داخل ليبيا، وتحاول الشركة الأمنية المذكورة منذ عدة أشهر الفوز بمثل هذا العقد، وقال الموقع إن سادات انتهزت الأمر ورأت أنه حان وقتها لتكون لها دور ووجود في ليبيا، لافتا إلى أنه في عام 2012 أسس عدنان ”تانفردي” وهو جنرال سابق في القوات الخاصة ومقرب من أردوغان ، شركة سادات التي تعمل  تحت إشراف جهاز المخابرات التركي، وقد أسس شراكة منذ عدة أسابيع مع شركة أمنية ليبية خاصة يديرها أبوكتف.

وزار مدير شركة سادات في وقت سابق طرابلس خلال تولي يوسف المنقوش رئاسة الأركان الليبية وأهدى خلال الزيارة صورة درع يحمل شعار الدولة العثمانية لأحد الضباط الليبيين.

ويؤكد الموقع أن هدف الشركة التركية هو توسيع سيطرة حكومة الوفاق الوطني على مناطق جديدة داخل ليبيا، مشيرا أن سادات تقوم بمهمة تدريب للمرتزقة والميليشيات والمقاتلين السوريين الذين أرسلتهم تركيا كتعزيزات على جبهة طرابلس والإخوان، لافتاً إلى إن الجيش التركي يستخدم شركة السادات في سوريا حيث يقوم بهجوم ضد مواقع النظام السوري في إدلب، كما تقوم الشركة بتدريب عدد من المنطويين تحت الميليشيات الإرهابية.

لكن في ليبيا يقول الموقع إن تدخل هذه الشركة كان بموجب بنود اتفاقية الدفاع التي وقعها السراج وأردوغان في 19 ديسمبر الماضي، حيث أرسل أردوغان قوات تركية منتظمة إلى طرابلس يتم شحنها بالأسلحة عن طريق البحر ووضع عدة فرقاطات قبالة الساحل  الليبي.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يظهر فيها معلومات تتحدث عن مهام شركة السادات في ليييا، فقبل شهور قال مصدى عسكري بالجيش الوطني الليبي إن قوات الجيش رصد ما تقوم به "سادات" التركية للاستشارات الدفاعية الدولية من أعمال مشبوهة داخل ليبيا، مؤكدا أن هذه الشركة تعمل لصالح حكومة الوفاق وتعود تبعيتها لتنظيم الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أنشطة مريبة في مجال تدريب المرتزقة السوريين وجلبهم إلى ليبيا، وأكد العميد خالد المحجوب، مدير "إدارة التوجيه المعنوي" في "القيادة العامة" للجيش الوطني الليبي، في تصريحات صحفية، أن المعلومات المتوفرة تفيد أن هذه الشركة موجودة في ليبيا وتقود النشاط المخابراتي التركي بالبلاد وهي تتبع لتنظيم الإخوان.

وأوضح المحجوب أن الشركة "تستثمر بشكل كبير في الحرب الليبية، حيث تتولى عمليات جلب المرتزقة السوريين والمقاتلين الأجانب إلى ليبيا وتسليحهم بعد تدريبهم عسكرياً، ومرافقة الميليشيات المسلّحة التابعة لقوات الوفاق، كما تلعب دور الوسيط لإتمام صفقات بيع وشراء السلاح والمعدات العسكرية بين الشركات المختصة في تركيا وحكومة الوفاق مقابل الحصول على نسبة من الأرباح"، مشيراً إلى أنّها تتولى كذلك تنظيم وإبرام عقود جلب المرتزقة وتحصل على عمولة على كل مرتزق. ولفت إلى أن كل هذه الأموال مدفوعة من خزينة الدولة الليبية.

وفي مارس الماضي، رصدت وسائل إعلام عربية ومحلية تفاصيل كثيرة عن نشاطات الشركات التركية الأمنية التي تعمل تحت مظلات أخرى للعبث بأمن ليبيا، للتغطية على ممارستها التي تنتهك قرارات  مجلس الأمن الخاصة بليبيا، كاشفة عن تفاصيل اتفاق بين حكومة أردوغان وحركة النهضة التونسية؛ لإرسال عشرات المهندسين والتقنيين التونسيين إلى طرابلس، لدعم حكومة الوفاق الليبية وميليشياتها، في محاولة منها وقف تقدم قوات الجيش الليبي نحو تحرير العاصمة.

وكان اسم "مركز سيتا للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية" في هذه التقارير، حيث برز كمسؤولا عن تدريب أولى دفعات الخبراء والتقنيين التونسيين، وعددهم 76 الذين تم إرسالهم إلى العاصمة الليبية في شهر فبراير الماضي.

 ومن داخل مركز سيتا كشفت القصة التي راوها الباحث مراد أصلان خلال جلسة خاصة سابقة عقدت لخبراء المركز بأنقرة التابع لرئاسة الجمهورية التركية، وقال إنه "أشرف على تدريب مجموعة من المهندسين التونسيين قبل أن يتم نقلهم إلى ليبيا، مؤكدًا أن فترة التدريب استمرت لشهر على تدريب  المهندسين التونسيين المذكورين قبل أن يتم نقلهم إلى ليبيا، موضحا أن فترة التدريب استمرت لشهرين وتمت في مدينة اسكيشهر في تركيا.

وتؤكد المصادر الإعلامية أن تركيا تدرب وترسل عن طريق مركز سيتا الخبراء التقنيين التونسيين إلى ليبيا، فيما تتعاقد حكومة الوفاق معهم، وفقًا لحديث أصلان.

و"مركز سيتا" يتولى إدارته وزير خارجية تونس الأسبق السابق رفيق عبد السلام، صهر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي.

وأكمل أصلان أنه زار كل من تونس وطرابلس أكثر من مرة لاختيار المهندسين التونسيين الذين تم تدريبهم، مشيراً إلى أنه استعان بمركز آخر للدراسات في تونس، والمركز الليبي للبحوث والتنمية في طرابلس بهدف متابعة الأوضاع الليبية داخليًا وإقليمي، مشيرا أن سبب اختيار المهندسين التونسيين لإرسالهم للعاصمة طرابلس لقربهم من الليبيين من حيث الثقافة واللغة.

ويعد مركز سيتا من أكبر مراكز الدراسات الداعمة لأفكار التنظيم الدولي للإخوان حول العالم، حيث سبق وداهمت وزارة الداخلية المصرية موقع إحدى اللجان الإلكترونية التي تعمل تحت غطاء مركز "سيتا" واتضح فيما بعد أنها تعد تقارير مغلوطة وتنشر أخبار كاذبة عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في عدد من الدول العربية.

هذه الشركات الأمنية تعمل في ليبيا بشكل متسارع بالتزامن مع نقل مئات المرتزقة الأجانب يوميا من سوريا إلى ليبيا برعاية تركيا ، حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تركيا لا تزال تواصل نقل أعضاء فصائل سورية موالية لها إلى ليبيا، للمشاركة في العمليات العسكرية إلى جانب حكومة الوفاق في ليبيا.

 وأكد المرصد السوري أنه تم رصد نقل دفعات جديدة خلال الأيام القليلة الفائتة إلى العاصمة طرابلس، مؤكداً أنه تزامن ذلك مع عودة مئات المقاتلين إلى سوريا، بعد أن حصلوا على مستحقاتهم المالية بشكل كامل، لافتاً إلى إن أعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، ارتفعت إلى نحو 15,100 "مرتزق" من الجنسية السورية، عاد منهم نحو 3200 إلى سوريا، في حين تواصل تركيا جلب المزيد من عناصر الفصائل "المرتزقة" إلى معسكراتها وتدريبهم.

 يذكر أن من ضمن المجموع العام للمجندين، وفقا للمرصد يوجد نحو 300 طفل تتراوح أعمارهم بين الـ 14 – والـ 18 غالبيتهم من فرقة "السلطان مراد"، جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر، كما أن هناك ،400 مرتزق اتخذوا من الذهاب إلى ليبيا ذريعة للوصول إلى أوربا، وقد دخلوا أوروبا بطرق غير شرعية عبر إيطاليا.

كما وثق المرصد مقتل 15 مقاتل سوري خلال المعارك إلى جانب "حكومة الوفاق" ضد الجيش الوطني الليبي، ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا، نحو 432 مقاتل بينهم 30 طفل دون سن الـ 18، كما أن من ضمن القتلى قادة مجموعات ضمن تلك الفصائل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة