الشهيد لا بيتكفن ولا بيتغسل وبيتدفن بأفروله.. ثلاث سنوات على استشهاد البطل منسي (بروفايل)

الإثنين، 06 يوليو 2020 11:07 م
الشهيد لا بيتكفن ولا بيتغسل وبيتدفن بأفروله.. ثلاث سنوات على استشهاد البطل منسي (بروفايل)
كتب- محمد أبو ليلة:

"الله أكبر لكل أبطال شمال سينا.. ويمكن تكون دي أخر لحظات حياتي في الدنيا.. أنا لسه عايش في هجوم الجماعة الدواعش التكفريين علينا في مربع البرث.. دخلوا بكام عربية مفخخة وهدوا المبيتات وهدوا كل النقطة، وأنا لسه عايش أنا وأربع عساكر متمسكين بالتبة ومتمسكين بالأرض عشان خاطر زمايلنا الشهدا مانسيبهمش، ولا أي مصاب هنسيبه.. بسرعة يا رجالة أي حد يعرف يوصل للعمليات يبلغهم يضربوا مدفعية احنا لسه عايشين ومش هنسيب الأرض دي وعليها أي شهيد أو مصاب.. الله أكبر لنجيب حقهم لنموت زيهم.. الناس كلها رجالة تدعي للناس اللي هنا".. كانت هذه الكلمات هي الرسالة الأخيرة للشهيد العقيد أحمد منسي قائد الكتيبة 103 صاعقة.

هذه الكلمات البسيطة هي مُلخض الحكاية، مُلخص ثمان سنوات من وجع إلى وجع، ثمان سنوات  تعيش فيها مصر وشعبها أسوأ أنواع الحروب، حربٌ نفسية وأثمان تخبطاتٍ دولية، وعصاباتٌ تكفيرية، هيأ لها في لحظة أنه من السهل أن تحتل شبراً من أرض سيناء، لكنها تناست أن هناك رجال على العهد، أو كما يمسمونهم "رجالة منسي في سينا"، الذين ضحوا بدمائهم حتى يحررو الأرض من هؤلاء التكفيريين.

ثلاث سنوات مرت على استشهاد العقيد أحمد منسي الذي استشهد في يوم 7 يوليو من عام 2017، خلال أحداث هجوم كمين البرث بمدينة رفح في شمال سيناء أثناء التصدي لهجوم إرهابي مسلح على أفراد القوات المسلحة.

"منسي بقى اسمه الأسطورة.. من أسوان للمعمورة".. كلمات أغنية كتبتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة تخليداً لشهداء معركة البرث، لكن هذه الكلمات أصبحت حقيقة يتداولها المصريون كل يوم، فمنسي ورجاله أصبحوا فعلاً أساطير كأساطير السير الشعبية المصرية التي تعيش لأجيال قادمة، فقصة حياة منسي ورفاه شاهدها المصريون أمام أعينهم في المسلسل  التلفزيوني الاختيار رمضان الماضي.

1-41-700x350

حكايات منسي الإنسانية كثيرة قبل حكاياته العسكرية، لعل المصيون الأن يحفظون جزءاً من هذه الحكايات عن ظهر قلب، منسي الذي يواسي أصدقاءه ويقف بجوار الكبير قبل الصغير، ويعطف على الضعيف.

منسي وأكتوبر
وحصلت صوت الأمة على تفاصيل لقاءات الشهيد العقيد أركان حرب أحمد منسي قائد الكتيبة 103 صاعقة، بالمجموعة 73 مؤرخين، قبل أيام من استشهاده يوم 7 يوليو عام 2017 في كمين مربع البرث برفح، حيث  أكد مؤسس المجموعة 73 مؤرخين أحمد زايد في حديث خاص لـ صوت الأمة أن علاقتهم بالشهيد منسي كانت قصيرة جدا، لكنها حملت معاني إنسانية ووطنية شديدة
.

حيث حضر العقيد منسي ندوة للمجموعة في مكتبة القاهرة عام 2016، ثم ذهب في زيارة لمقر المجموعة 73 مؤرخين هو وزملاءه، وكان دائم التواصل مع مؤسس المجموعة حتى قبل لحظة استشهاده بـ خمسة أيام.

202004280432593259
 

رسالة أخيرة

"منسي هو سبب رئيسي اننا مكملين شغلنا من 2016 حتي النهارده رغم كل الصعوبات والمضايقات اللي تعترض طريقنا كل يوم عن قصد اننا نقفل ونبطل شغل اعتبرنا كلامة وصية وعلي العهد هنفضل محافظين وربنا يقدرنا".. هكذا يؤكد أحمد زايدمؤسس المجموعة 73 مؤرخين في حديثه لـ صوت الأمة.

وكانت رسالة الشهيد منسي واضحة للمجموعة 73 مؤرخين التي أخذت على عاتقها توثيق كل بكولات الجيش المصري في حرب أكتوبر والاستنزاف، حيث قال لهم الشهيد منسي بالحرف "انتوا المصدر الوحيد لبطولات حرب أكتوبر، شغلكم بيوصل لرجالتي في سينا وبيفرق معاهم معنويا جداً، أوعوا تبطلوا شغل".

news_79521

تكريمه
وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي الكوبري العائم الذي يربط قناة السويس القديمة والجديدة ببعضهم البعض، ويقع بمنطقة نمرة 6 بمدينة الإسماعيلية، وأطلقت عليه هيئة قناة السويس اسم "الشهيد أحمد منسي"، بالإضافة لإطلاق اسمه على أهم شوارع منطقة حلمةي الزيتون الذي كان يسمى شارع سليم الأول تحول ليصبح باسم أحمد منسي، وكُرمَّت أسرته وزوجته في الندوة التثقفية التي أقامتها القوات المسلحة، وكذلك أُطلِقَ اسمه على عدد من المدارس بمحافظة الشرقية، وافتُتِح نصب تذكاري له في محافظة الشرقية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق