ذكرى استشهاد البابا كيرلس عمود الدين.. حكاية "قديس" أحبط "فتنة نسطور"

الخميس، 09 يوليو 2020 08:31 م
ذكرى استشهاد البابا كيرلس عمود الدين.. حكاية "قديس" أحبط  "فتنة نسطور"
البابا كيرلس
عنتر عبداللطيف

في 3 أبيب سنة 160ش الموافق 10 يوليو سنة 444 م تنيح - توفى- البابا كيرلس "عمود الدين"، فى الإسكندرية، وهو البابا الرابع والعشرين والملقب  بـ"معلم الأرثوذكسية".

عندما نشب الخلاف العقائدى حول طبيعة المسيح وهو ما عرف بـ"اللاهوت والناسوت" مع نسطور بطريرك القسطنطينية وأحد آباء كنيسة أنطاكية الشرقية تصدى البابا كيرلس لهذة الفتنة فخرج الشعب كله لاستقباله وعاش بعدها البابا حوالي أربعة عشر عامًا ثم تنيح ليسجل اسمه بحروف من نور فى تاريخ الكنيسة القبطة الأرثوزكسية لتصديه لما تصفه الكنيسة بالهرطقة النسطورية والتى كانت ترى  أن السيد المسيح له طبيعتان إلهية وبشرية،فيما ترى الكنيسة القبطية الأرثوزكسية أن للمسيح طبيعة واحدة يتحد فيها اللاهوت والناسوت.

Capture

البابا كيرلس 

 ولما ظهرت بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية الذي أنكر أن العذراء هي والدة الإله وفق المعتقد المسيحى واجتمع لأجله مجمع مسكوني مكون من مائتي أسقف بمدينة أفسس في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني فرأس القديس كيرلس هذا المجمع وناقش نسطور وأظهر له كفره، ولما أكمل سعيه مرض قليلًا وتنيح بسلام بعد أن أقام على الكرسي الإسكندري إحدى وثلاثين سنة وثمانية شهور وعشرة أيام  وفق الكنيسة الأرثوزكسية.

 كرز كاهنه أنسطاسيوس القادم من إنطاكية أمام القديس كيرلس في ديسمبر 428 م.، قائلًا: "لا يدعو أحد مريم ثيؤتوكوس لأن مريم كانت امرأة، ويستحيل أن يُولد الله من امرأة" لتبدأ المعركة  وفق كتابات "الأنبا تكلا هيمانوت".

 أعلن نسطور موافقته على هذا التعليم علانية، وقدم بنفسه مجموعة عظات ميّز فيها بين الإنسان يسوع المولود من مريم وابن الله الساكن فيه. فهو يرى أنه يوجد شخصان متمايزان في المسيح: ابن مريم وابن الله ، اتحدا ليس أقنوميًّا بل على مستوى أخلاقي وفق المعتقد المسيحى.

انتقد نسطور وأتباعه المجوس لسجودهم للطفل يسوع، كما كرزوا بأن اللاهوت انفصل عن الناسوت في لحظة الصليب وفق المعتقد القبطى.

انتهز البابا كيرلس فرصة عيد الفصح عام 429 م. وكتب في رسالته الفصحية ما يفنّد هذه البدعة دون الإشارة إلى اسمه. وأرسلها إلى جميع الكنائس في كل مكان، كما أرسل رسائل كثيرة إلى نسطور ملأها بالحجج الدامغة والبراهين القوية التي تظهر فساد هرطقته لعله يقتنع ويرجع عن ضلاله.

تقول الكتابات الكنسية :"أمام إصرار نسطور على رأيه ومعتقده عقد البابا كيرلس مجمعًا مكانيًا في الإسكندرية من أساقفة الكرازة المرقسية أدان فيه نسطور وشجب كل تعاليمه وأرسل تقريرًا بما حدث في المجمع إلى سفرائه الموجودين في القسطنطينية وإلى كلستينوس أسقف روما، ثم إلى الإمبراطور ثيؤدوسيوس حين رآه يدافع عن نسطور حاسبًا إياه رجلًا فاضلًا عالمًا.

عقد البابا بعقد مجمع إقليمي آخر في الإسكندرية عرض فيه كل المحاولات لمقاومة بدعة نسطور والرسائل التي كتبها في هذا الشأن، فكتب الآباء بدورهم لنسطور يوضّحون له اعتقادهم في الإيمان بالسيد المسيح كما قدم البابا كيرلس اثني عشر بندًا شرح فيها العقيدة المسيحية السليمة وحرم فيها كل من يتعداها، وهي التي سُميت فيما بعد "الحرومات الاثني عشر".

 نسطور احتقر الرسالة والحرومات وقام بكتابة بنود ضدها، وهكذا انقسمت الكنيسة إلى قسمين: الأول يضم كنائس روما وأورشليم وآسيا الصغرى وهذه الكنائس أيّدت البابا كيرلس في رأيه، والثاني يضم كنيستي إنطاكية والقسطنطينية التي هي كرسي نسطور.

وأمام هذا الانقسام طلب البابا كيرلس من الإمبراطور ثيؤدوسيوس أن يجمع مجمعًا لدراسة الأمر، فاستجاب الإمبراطور لطلب البابا وأرسل لجميع الأساقفة بما فيهم نسطور لكي يجتمعوا في أفسس، وكان اجتماعهم يوم الأحد 13 بؤونة سنة 147ش الموافق 7 يونيو سنة 431 م. وقد انتهى المجمع بحرم نسطور ووضع مقدمة قانون الإيمان.

كانت الكنيسة الأرثوزكسية قد قالت فى بيان:" هذا القديس ابن أخت البابا ثاؤفيلس وتربى عند خاله في مدرسة الإسكندرية وتثقف بعلومها اللاهوتية، أرسله خاله إلى دير القديس مقار في البرية فتتلمذ هناك مدة من الزمان، ثم عاد إلى الإسكندرية ورُسم شماسًا وعُين واعظًا في الكنيسة الكاتدرائية، واشتهر بكثرة علمه وعظم تقواه ولما تنيح خاله أجلسوا هذا الأب خلفه سنة ٤١٢م، فاستضاءت الكنيسة بعلومه وقد وجه عنايته لمناهضة العبادة الوثنية والدفاع عن الدين المسيحي.

 
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق