"القرآن الكريم" ومحاولة أخيرة لتصحيح المسار 2-2

السبت، 11 يوليو 2020 01:37 م
"القرآن الكريم" ومحاولة أخيرة لتصحيح المسار 2-2
مختار محمود يكتب :

عطفًا على مقال "أنقذوا القرآن الكريم"، الذى بينتُ فيه أن شبكة القرآن الكريم تمضى فى عهد رئيسها "حسن مدنى" من سيئ إلى أسوأ، وأنه رغم مرور عام تقريبًا على توليه الإشراف على أقدم إذاعة دينية وُضعتْ للناس، ثم تنصيبه رئيسًا لها، فإنه لم يكن عند حُسن ظن متابعى المحطة الإذاعية الأشهر، وأنه لم يستوعب مثالبها وعيوبها، ولم يسعَ إلى تطويرها، ولم يشغله سوى نفسه التى منحها حق نقل معظم المناسبات والفعاليات المباشرة والمُسجلة، فضلًا عن تقديم طائفة من الأحاديث الضعيفة والموضوعة قبيل كل أذان، ما أسهم فى تحويلها إلى "إذاعة متحفية".. فقد انزعجتُ من ردود الأفعال التى تلقيتها، سواء من مذيعين داخل الإذاعة، أوآخرين أحيلوا إلى التقاعد أو الإقصاء الغادر!
 
والحقَّ أقولُ: إن "حسن مدنى" ورث عن سلفه إرثًا ثقيلًا وعبئًا جسيمًا، ولكنه فى الوقت نفسه لم يرغبْ فى إحداث أية طفرة أو دفعة إلى الأمام، ويبدو أنه تعامل مع منصبه الجديد، باعتباره "مكافأة نهاية الخدمة"، فآثر – كما علمتُ-  السلامة، وقرر أن يسير فى كنف رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، ورئيس الإذاعة، يأتمر بأوامرهما، ولا يعصى لهما أمرًا؛ حتى يبقى مرضيًا عنه، ويضمن تجديدًا بعد بلوغه سن التقاعد، أو الاستعانة به فى الهيئات والمجالس الوطنية ذات الوجاهة الاجتماعية والمرتبات السَّخيَّة، دون مردود أو عناء يُذكر.
 
ملف الإعلانات.. كنتُ قد أرجأُتُه إلى هذا المقال، ولكن تلقيتُ لومًا شديدًا ممن طالعوا المقال السابق على عدم البدء به، واعتبروا الإعلانات التى تتخلل فقرات الشبكة بوتيرة مُتصاعدة هى "الوباء الأعظم" و"بيت الداء"، الذى يتجاهل "مدنى" التعامل معه من قريب أو بعيد، ويرفض أن يناقشه من الأساس. يُشارُ إلى أن إذاعيين كبارًا مثل: "إبراهيم خلف" تم إقصاؤهم من الشبكة غدرًا، لأنهم اعترضوا على وجود هذه الإعلانات "سيئة السمعة" التى لا تناسب أجواء إذاعة متخصصة فى القرآن الكريم والسنة النبوية وعلومهما. ولأنَّ الشئ بالشئ يُذكر.. فإن "إبراهيم خلف" كان سادس ستة من أكفأ مذيعى القرآن الكريم تم استبعادهم ظلمًا وزروًا؛ لأنهم اعترضوا على أوضاع سيئة بإذاعة القرآن الكريم، وتم التضحية بهم، ويُسأل فى ذلك كلٌّ من: الرئيس السابق للإذاعة "نادية مبروك" والرئيس السابق للشبكة "حسن سليمان" الذى يتحمل الوزر الأعظم فى هجرة مستمعى الشبكة لها؛ ليبحثوا عن ضالتهم فى فضائيات وإذاعات غير مصرية، لا تحشد الإعلانات خلال فقراتها، ولا تتعامل بمبدأ "الحب والكُره"، ولا تقودُها الغيرة، ولا تفسدها المجاملات الصارخة!
 
ومن ردود أفعال مذيعى شبكة القرآن الكريم إلى ردود مُستمعيها الذين ساءهم مع "هوجة الإعلانات" أيضًا تقليص المساحات المخصصة للتلاوات القرآنية، ويبدو ذلك فى قرآنى المغرب والعشاء على سبيل المثال، حيث تم اختصارهما إلى النصف، فضلًا عن العبث بخريطة التلاوات القرآنية وحشد مجموعة من أصحاب الأصوات الرديئة على حساب الموهوبين ومَن أنعم الله عليهم بنعمتى: الإتقان وحلاوة الصوت، سواء من المتقدمين أو المتأخرين. المستمعون الغاضبون أجمعوا أيضًا على تراجع محتوى الشبكة وتكراره ونمطيته وانفصاله عن مقتضيات العصر، مطالبين بأن يكون هناك اهتمام حقيقى وجاد بشبكة القرآن الكريم، ينقلها من مجرد "إذاعة متحفية بليدة" إلى "إذاعة عصرية" تُسهم بالفعل فى تجديد الخطاب الدينى، وترتقى بأخلاقيات مجتمع لم يعد يقيم للفضيلة وزنًا ولا للخلق القويم قدرًا.. شبكة القرآن الكريم هى ركن ركين من منظومة الإعلام الدينى الذى لا يجد مَن يسأل عنه أو يهتم به أو يفكر فى الارتقاء به وتصويب مساراته.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق