"جائحة أشد فتكا بالمجتمع".. متى تنتهى ظاهرة "فتيات التيك توك"؟

السبت، 11 يوليو 2020 07:30 م
"جائحة أشد فتكا بالمجتمع".. متى تنتهى ظاهرة "فتيات التيك توك"؟
التيك توك
كتب| أحمد قنديل

 
"جائحة لا تقل خطرا عن كورونا بل ربما تزيد، فانتشارها وعدواها سريعا كالنار في الهشيم، وواقعنا يبين أن لا شفاء منها لمن أصابته، ولعلها ليست قاتلة لكن تأثيرها أصخب بكثير".. المقصود هنا ليس مرضا جسديا ولا يمت للوباء بصلة رغم إنها أثيرت تزامنا مع انتشار كوفيد19، إنما هى ظاهرة مجتمعية سلبية تجلت واضحة للجميع وأثارت الضجة والجدل والصخب، ويمكن بوصفها كظاهرة انفلات أخلاقي غير مسبوقة.
 
تلك الظاهرة نشهدها تنتشر يوميا في كل واقعة تحاول تدمير القيم الاجتماعية والمعايير الأسرية عبر شبكة الإنترنت وتحديدا عبر منصة الترفيه "تيك توك"، حيث أضحينا نعرف بين الحين والأخر عن أشكال عدة لمهاجمة القيم الأسرية والنيل من المعايير والضوابط والتقاليد المجتمعية، والتحريض على الأفعال المنافية للآداب العامة، وذلك من خلال شخصيات تطل علينا بين الحين والأخر.
 
"صدمة واجهت الأباء والأمهات تدفعهم للتفكير مرارا بشأن أبنائهم وتربيتهم، ومدى أمنهم وسلامتهم" .. هذا تحديدا ما يجري في الكثير من الأسر المصرية، فوقائع ضبط الفتيات واتهامهم بالتحريض على الفسق والفجور والدعوة لممارسة أعمال منافية للآداب، واشتهار وقائعهم من خلال وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، أمور تجعل أغلب أرباب الأسر متخوفين من انسياق أنجالهم في الطريق المظلم، خاصة مع انتشار استخدام هذه منصة "التيك توك".
 
يرجع انتشار منصة التيك توك في مصر متزامن مع انتشار كورونا، رجوعا لإجراءات العزل المنزلي والتي دفعت الكثيرين من مستخدمي شبكة الإنترنت لاستغلال هذه المنصة من أجل الترفيه، لكنها تحولت بعد ذلك إلى شبكة فضائح لا مثيل لها، فقد أضحت محل إثارة ولغط بعد استغلال بعض الفتيات لهذه المنصة من أجل إثارة الغرائز الجنسية للرجال وبالتالي جمع أكبر عدد من المتابعين وتحقيق الربح.
 
الأصل في هذا يعود بدايته لفتاة تدعى حنين حسام وأخرى تدعى مودة الأدهم، استخدما هذا المنصة لجلب متابعين والدعوى لتطبيقات أخرى مشبوهة ومتهمة في الاتجار بالبشر، وذلك من خلال نشر مقاطع مخلة، وهو ما أثار الضجة والحفيظة بين أوساط مستخدمين شبكة الانترنت، وبالتالي قدمت العديد من الشكاوى للأجهزة الأمنية وجهات التحقيق، وهو ما دفع للقبض عليهن وضبطن ومن ثم مقاضتهن، ولكن الأمور لم تقف عند هذا الحد، فخلال الفترة الأخيرة ظهرت أخريات على السطح متهمات بالتحريض عبى الفسق والفجور والنيل من القيم المجتمعية والأسرية، ومن أبرزهن الفتاة منة عبد العزيز وأخرى مدعوة بلقب الهانم، وأيضا ضبط الفنان سما المصري لاتهامها بالتحريض على البغاء، وأخرهن من المضبوطات منار سامي ورينا عماد وهدير الهادى وغيرهن، ممن يقبعون الآن في السجون انتظاراً لمحاكمتهن.
 
نعرف جميعا بشأن المكاسب التي يحققها رواد منصات التواصل الاجتماعي، مكافأة لمحتواهم وتمكين المنصات من عرض مساحات إعلانية عليها، ولعل هذا عو ما دفع السالف ذكرهن وأخرين للبحث عن بدائل مشابهة من أجل تحقيق الشهرة والمكسب المادي الوفير، رغم فقر إمكاناتهم الفكرية لإنتاج محتوى مميز، ما دفعهن للجوء لتطبيقات البث المباشر وتقديم المحتوى الترفيهي، ونشروا من خلاله مقاطع تتعارض مع القيم الإنسانية وتحرض على الفسق، مثل الرقص والعري وما شابه واستخدام الألفاظ النابية، كون هذا الوسيلة الوحيدة المثيرة للضجة وجلب المتابعين دون إنتاج أي جهد فكري، و ثم  الحصول على مكسب سخي من خلال الإعلانات التي تنشر على حساباتهن.
 
لا شك أن هناك محتوى هادف وإبداعي يقدمه بعض الرواد عبر منصة التيك توك، إلا أنه أيضا لا مجال لعدم الإيمان بأن أغلب رواد التطبيق ينقسمون ما بين راغبين وباحثين عن مقاطع الإثارة الجنسية، ومدونات يقدمن هذه المواد الدسمة بالمحتوى الإباحي، ما يجعل هذه المنصة عبارة عن ملتقى لتجارة الهوى والاستغلال الجنسي.
 
وفي هذا السياق وتزامنا مع دعوات ملايين المستخدمين بضبط كل داع للنيل من القيم المجتمعية، تعكف الأجهزة الأمنية وجهات التحقيق على الحد من هذه الظاهرة السلبية من خلال ملاحقة مروجيها، وحث المواطنين للشكوى من أي عمل يسيء إلى تقاليد المجتمع، وقد نوهت النيابة العامة خلال تلك القضايا الخاصة بالفتيات المتهمات بالترويج للفسق والاتجار بالبشر، إلى ضرورة التدخل التشريعي لمواجهة مخاطرها وحمايتها كما في حماية الحدود البرية والبحرية والجوية، مؤكدة أن حراستها على منصات التواصل الاجتماعي لا تأتي بغرض مواجهة الابتذال وإنما تهدف إلى تتبع الحرمات والتصدي للآثام من أجل الحفاظ على مكارم الأخلاق.
 
يشار إلى أن هناك دعوات أطلقت من خبراء تقنيون تطالب بحجب منصة التيك توك في مصر، كما أفادت أبحاث ودراسات أجنبية بأهمية الإشراف العائلي على تلك المنصة ومراقبة الأبناء أثناء استخدامها.
 
وكان محققون من شبكة ksl الأمريكية كشفوا، عن شكوك حول تطبيقات التسلية وخرقها لقواعد الحدود السيبرانية، مشيرين إلى أنه رغم عدم وجود دليل لتورطهم إلا أن هناك علامات تشير لتعمدهم إثارك الغرائز الجنسية من أجل جذب المتابعين ومن ثم استغلال البيانات والمعلومات الخاصة بالمستخدمين، لافتين إلو واقعة دفع منصة تيك توك في وقت سابق مليون دولار إلى لجنة التجارة الفيدرالية من أجل تسوية دعاوى تتعلق بذلك.
 
واتهم المشرعون الأمريكيون تيك توك، بكونه تهديدًا للأمن القومي، وحذرت وزارة الدفاع الأمريكية الناس قبل أشهر من استخدامه.
 
ومن جانب أخر أكدت تقارير صحفية عالمية، قصد عدم خضوع محتوى المستخدمين بمنصة تيك توك للإشراف التقني من قبل الإدارة، وذلك بهدف السماح بالحصول على أكبر عدد من المستخدمين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة