أخيراً لقاح السل يمنع الإصابة بكورونا.. دراسة تؤكد ذلك

الأحد، 12 يوليو 2020 09:00 ص
أخيراً لقاح السل يمنع الإصابة بكورونا.. دراسة تؤكد ذلك

توصل الباحثون في الولايات المتحدة إلى وجود صلة واضحة في انخفاض معدل الوفيات بمرض كورونا لدى الأشخاص الذين حصلوا على مطعوم السل في شتى أنحاء دول العالم، مع الأخذ بعين الاعتبار الفروقات الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية، حيث أكدت دراسة حديثة أن مطعوم السل أو التدرن الرئوي، المعروف اختصارا باسم بي سي جي، يمكن أن يوفر حماية ضد الإصابة بفيروس كورونا المستجد، لا سيما وأن اللقاح مصمم للحماية من التهابات الرئة، ويعزز المناعة ضد الإصابة بفيروسات معدية.

وتعتبر أفضل نظرية تفسر نتائج هذه الدراسة في فعالية هذا اللقاح، الذي يحتوي على بكتيريا حية، تسمى الجرثومة الفطرية، وهي أن اللقاح يقوم بتعزيز جهاز المناعة الفطري أو الطبيعي لدى الأشخاص مما يجعله أكثر فعالية ومقاومة لأعراض الوباء،حيث وجد العلماء أنه حيثما كان هناك معدل انتشار أكبر بنسبة 10 في المئة للقاح السل في منطقة ما، كان هناك أيضا انخفاض بنسبة 10.4 في المئة في معدل الوفيات الناجمة عن الإصابة بـفيروس كورونا المسبب لمرض كورونا.

ويقول الباحثون إن مطعوم السل يمكن كذلك أن يعزز من الحصانة المكتسبة لدى الفئات العمرية الضعيفة بدنيا مما قد يخفف من شدة أعراض الإصابة بوباء كورونا، وأضافوا أن لقاح السل قد يكون مفيدا لدى الأفراد المعرضين لخطر كبير، مثل العاملين الصحيين والعاملين في الخطوط الأولى ضد الوباء، وضباط الشرطة، أو أولئك الذين يعانون أمراضا أخرى مثل السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.

ويؤكد الأستاذ المشارك الزائر في جامعة ريدينغ، البروفيسور بن نيومان، إنه على الرغم من وجود فائدة واضحة لاستخدام المطعوم للحماية من السل، لكن من المشكوك فيه ما إذا كان اللقاح سينظر إليه على أنه شكل قابل للتطبيق من خلال تعديل نظام المناعة على المدى الطويل لاستخدامه ضد الأعراض القاتلة لوباء كورونا.

كما أن اللغز المحير في كيفية منح لقاح السل الأشخاص المناعة من الأعراض القاتلة لفيروس كورونا المستجد، وقد يكون ذلك حقيقة، حيث إن تطعيم السل له علاقة بتحفيز الجهاز المناعي الليمفاوي، وهي الخلايا المنوطة بالمناعة ضد الفيروسات، مثل فيروس كورونا على سبيل المثال، وتسمى بالمناعة غير النوعية.

وتم استعراض هذه الدراسة من قبل الأكاديميين في معهد فرجينيا للعلوم التطبيقية وجامعة نيويورك والمعاهد الوطنية للصحة، ونشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم.

حيث تمت الاستعانة بلقاح ضد السل لأن فيروس كورونا يلحق ضررا كبيرا بجهاز الإنسان التنفسي، أو يؤدي إلى إصابته بالتهاب الرئة في الحالات الأشد، وكانت دراسة في أبريل الماضي قد توصلت إلى أن معدلات الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا، أقل بنحو ست مرات، في البلدان التي لديها برنامج تطعيم وطني.

وكشفت هذه الدراسة أن الدول التي تطبق برنامج تطعيم وطني، ويشمل لقاح السل، تشهد أرقاما أقل بنحو ست مرات في عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا، وتتواصل الدراسات الحالية بشأن ما إذا كان مطعوم السل يمكن أن يقي من أعراض الوباء القاتلة في هولندا وأستراليا.

وإلى أن تتوفر هذه النتائج، يؤكد الباحثون في أحدث دراسة لهم أن الحصانة العابرة يمكن أن تساعد في مكافحة أعراض الوباء، وقد يمنح مطعوم السل الوقت ولو مؤقتا كبديل للقاح كامل من خلال تعزيزه المناعة المكتسبة إلى أن تتوفر لقاحات ناجعة أو علاجات فعالة ضد فيروس كورونا المستجد.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق