ظروف غير آدمية وأجور منخفضة للعمال الأجانب.. تقارير أممية تفضح «عنصرية» قطر

الجمعة، 17 يوليو 2020 01:27 م
ظروف غير آدمية وأجور منخفضة للعمال الأجانب.. تقارير أممية تفضح «عنصرية» قطر
عمال مونديال قطر

«ظروف عمل غير آدمية وأجور منخفضة وتمميز عنصري»، هذا هو حال العمال في قطر، الذين يواجهون حالة تشبه العبودية الحديثة، أما بالنسبة للأفارقة والهنود بشكل خاص فحياتهم أقرب للاتجار بالبشر.
 
في تحذير جديد، أعربت الأمم المتحدة خلال تقرير لها عن مخاوفها من استمرار التمييز العنصري ضد العمال الأجانب في قطر التي تستضيف فعاليات كأس العالم لعام 2022، موضحة أن هناك انتهاكات عدة باستغلال العمال المهاجرين ومنحهم أجور منخفضة. 
 
ويأتي الغالبية العظمى من العاملين المهاجرين في قطر من جنوب آسيا وشرق وغرب إفريقيا ويبلغ عددهم قرابة مليوني مهاجر، فضلا عن 18500 يعملون في بناء ملاعب كأس العالم، في ظل ظروف شاقة ضمن درجات حرارة مرتفعة للغاية، بالإضافة إلى عدم تلقي أي أجور لقاء ذلك.
 
daf28251-28a2-4e4f-b617-bef6fc6b4f83_16x9_1200x676
 
وبحسب صحيفة «جارديان» البريطانية، كشفت أن معظم العاملين بأجور منخفضة في قطر من جنوب آسيا وجنوب إفريقيا وجنوب الصحراء مؤكدة أنهم يعانون من العنصرية على عكس مواطني أوروبا، وأمريكا الشمالية، وأستراليا والذين في المقابل يتمتعون بقدر من الحماية في مجال حقوق الإنسان.
 
وتتزايد الانتهاكات التي يتعرض لها العمال في الدوحة، في ظل ظروف العمل القسرية وعدم حصولهم على أجورهم، وممارستهم للعمل في ظروف غير آمنة، وكذلك حرمانهم من دخول الأماكن العامة، بالإضافة إلى استمرار نظام الكفالة والذي يلزم العمال على الاستمرار في عملهم وعدم تغييرة دون الحصول على إذن الكفيل، والتعرض للتنميط العنصري من قبل الشرطة القطرية، بحسب المُقررة الخاصة للأمم المتحدة للعنصرية، تينداي أتشيوم.
140308111748_qatar_640x360_bbc_nocredit
 
وأوضح تقرير الأمم المتحدة أنه تحاول اللجنة المنظمة لكأس العالم في قطر، الإيهام بإجراء إصلاحات في الانتهاكات التي تمارس ضد العمالة الوافدة، لكن في حقيقة الأمر هناك العديد من التحديات خاصة بعد قيام الحكومة القطرية بإلغاء زيارة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالعبودية في يناير الماضي.
 
 
وأرجع محللون أن تقرير الأمم المتحدة من شأنه الضغط على الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» للاعتراف بالتزاماتها في التصدي للانتهاكات العنصرية وتحمل مسؤولية إيقاف هذه الانتهاكات خاصة بعد قرارها منح البطولة إلى قطر والذي تعرض على إثره آلاف العاملين المهاجرين إلى شتى أنواع العنصرية.
 
وفي دراسة أخيرة في مارس الماضي كشفها موقع «ذا سبورتس راش» الهندي، أوضح أن عدد الضحايا من العمال في مونديال قطر وصل إلى 1200 شخص، لكنه رجح تفاقم الأعداد من الرقم المذكور.
 
وقارنت الدراسة بين ضحايا عمال المونديال في قطر وأولمبياد سوتشي الشتوية التي سجلت نحو 60 حالة وفاة، مشيرا إلى أن الأعداد في قطر هي الأعلى على الإطلاق بين البطولات الأخرى، حيث وصلت أكثر بـ26 ضعفًا، وهو ما يعني أن ضحايا «مونديال قطر» الأكبر على مر التاريخ.
 
 
psos
 
وتتجاهل السلطات القطرية القوانين الدولية والمطالب العالمية بشأن تعاملها مع العمالة الأجنبية في الدوحة، التي تعاني من أوضاع معيشية وخدمية وصحية قاسية، لا سيما آلاف منها تستغلهم الدوحة في بناء منشآتها الرياضية استعدادا لمونديال كرة القدم 2022.
 
وانتقدت منظمات حقوقية عدة منها منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش، تعامل قطر مع العمال الأجانب، وأصدرت تقارير قالت فيها إن هناك عشرات العاملين في ورش بناء بشركات منشآت كأس العالم 2022 التي ستستضيفها الدوحة، لم يتلقوا رواتبهم منذ أشهر.
 
 
وشهدت قطر في الشهور الأخيرة مظاهرات لعمال ملاعب المونديال، بعد الوفيات التي ضربت عددا منهم، فضلا عن الرواتب الضعيفة التي يتقاضونها، كما اعترفت قطر مؤخرًا بإصابة المئات من عمال بناء ملاعب المونديال بفيروس كورونا المستجد، ما أثر على استمرار عملية البناء، فيما اضطرت الدوحة لتقليص عدد العمالة بسبب الأزمة التي يمر بها اقتصاد البلاد.
 
وشهد ملف استضافة قطر لمونديال 2022، حالة الجدل الأكبر في تاريخ بطولات كأس العالم، بعد أن طالب عدد كبير من المسؤولين الرياضيين، وبناء على الاتهامات السابقة، بسحب التنظيم من الدوحة، على رأسهم السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا الأسبق، والفرنسي ميشيل بلاتيني الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي للعبة ورينهارد جريندل رئيس الاتحاد الألماني.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق