"يا تليفزيون يا".. 60 عاما على تأسيس بداية الإرسال التليفزيوني وسعر الجهاز وصل 35 جنيها

الثلاثاء، 21 يوليو 2020 01:56 م
"يا تليفزيون يا".. 60 عاما على تأسيس بداية الإرسال التليفزيوني وسعر الجهاز وصل 35 جنيها
التليفزيون المصرى

" يا تليفزيون يا" ذلك الاختراع العظيم الذي خلق ثروة علمية وفنية واجتماعية ليس فقد داخل البيوت المصرية ولكن على مسوى العالم، فقد بدأ الإرسال التليفزيوني فى العالم فى بداية 1884 باختراع قرص دور مسجل عليه بعض الصور وعندما يتم تسليط الضوء عليه يمر عبر الفتحات الصغيرة الموجودة بالقرص ليبدأ فى الدوران وعرض الصور المسجلة عليه.
 
ويتطور القرص المدور لبدء استخدامه فى نقل الصور المتحركة من مكان إلى آخر عبر الأسلاك وباستخدام الموجات الهوائية، ليدخل التليفزيون بشكله المختلف الي بريطانيا 1936 من خلال هيئة الإذاعة البريطانية والتى عملت على تقديم البث الحى من خارج استديوهات المغلقة وينتقل بعدها إلى ألمانيا واليابان وفرنسا ويستمر التليفزيون فى التطور عالميا حتى منتصف الخمسينات.
 
مع نهاية الخمسينات بدأت الدول العربية الاتجاه إلى استخدام ودخول هذا الاختراع العظيم الذي يعمل على نقل الصور الحية فى ذات اللحظة ويقدم مشاهد وحكايات مختلفة عن الحياة اليومية ونقل الأحداث الهامة فى العالم فى ذات اللحظة، وجاء حدث الزواج الثاني للملك فاروق فى التفكير فى نقل احداثه عبر الإذاعة وعرضت حينها الشركة الفرنسية لصناعة الراديو والتليفزيون على الملك نقل الاحتفالات بالزفاف عن طريق محطة إرسال أقيمت بمبنى سنترال باب اللوق وكان لهذه الشركة هدف آخر أن تعرض على الحكومة المصرية آنذاك تشييد محطة تليفزيونية بالقاهرة.
 
توقفت الفكرة عدة سنوات بعد ثورة يوليو وبعد التحول إلي الجمهورية وتحديدا فى عام 1954 تقدم الصاغ صلاح سالم بمشروع إلى الرئيس جمال عبد الناصر لإنشاء إذاعة جديدة ومحطة تليفزيونية فوق جبل المقطم ووافق الرئيس عبد الناصر فورا على المشروع  وتولى المهندس صلاح عامر وكيل الإذاعة للشؤون الهندسية  المسؤولية عن إنشاء المبني واعتمدت الحكومة مبلغ 108 ألف جنيه لإقامة مبنى الإذاعة والتليفزيون في مساحة 12 ألف متر بشارع ماسبيرو بكورنيش النيل ببولاق وبدأت الدراسات وأعلن عن استيراد مصر لأجهزة اتصال حديثة خلال عام 1956.
 
جاء العدوان الثلاثي على مصر لتتوقف الفكرة مرة أخرى رغم البدء فى تنفيذ وتصميم الاستديوهات ومحطات الإرسال ودراسة أن يكن جبل المقطم النواة الأولى للتليفزيون وانتشرت  الاخبار بأن مصر ستبدأ البث التليفزيون، ولكن حال العدوان دون بدأ التجربة 
 
مع بداية عام 1959 فتحت مصر  باب التقدم بعطاءات لاستكمال  المشروع وتمت الدراسة الفنية لهذه العطاءات في خلال ثلاثة أشهر واختيرت شركة " R.C.A " الأمريكية واستقر الرأي على استخدام النظام الأوروبي 625 خطا و50 مجالا للصورة في الثانية الواحدة، حيث أنه الأكثر ملائمة من الناحية الفنية للتيار الكهربائي المتردد المستخدم في مصر بواقع 50 ذبذبة في الثانية الواحدة حينها.
 
وعلى مدار ستة أشهر من العمل فى المشروع أعلنت حكومة عبد الناصر عن الانتهاء من المبني لتبدأ  أولى ساعات الارسال التليفزيون فى 21 يوليو عام 1960 بعد صدور تعليمات من القيادة السياسية بضرورة الانتهاء من هذا الإنجاز قبل مرور شهر يوليو وإتاحة الفرصة لإجراء البروفات الهندسية الخاصة بالاستوديوهات على مسرح قصر عابدين من أجل الاحتفال بالذكرى الأولى لثورة يوليو .
 
بتلاوة القرآن بدأ التليفزيون المصرى إرساله لمدة خمس ساعات يوميا، ثم إذاعة وقائع حفل افتتاح مجلس الأمة وخطاب الرئيس جمال عبد الناصر ونشيد "وطني الأكبر" ثم نشرة الأخبار ثم الختام بالقرآن الكريم وفي أعقاب افتتاح المبنى وبداية الإرسال صدر أول قرار من رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة المصرية محمد أمين حماد بإنشاء إدارة عامة للإذاعة المرئية "التليفزيون" تتبع الإذاعة المصرية ليبدأ الإرسال المنتظم لهذا الوافد الجديد، من محطتي الإرسال اللتين أنشئتا فوق المقطم بارتفاع 300 متر فوق سطح البحر.
 
كان التليفزيون المصرى في بدايته بقناة واحدة ولمدة ستة ساعات للارسال يوميا ثم ارتفع معدل ساعات الإرسال ليصل إلى 13 ساعة يوميا بعد بدء إرسال قناة تليفزيونية ثانية فى 21 يوليو 1961 ، ثم قناة ثالثة، وطوال فترة الستينات شهد التلفزيون المصري كثيرًا من التطورات عبر العديد من المراحل، حتى قررت الإدارة العامة وقف إرسال القناة الثالثة للظروف الاقتصادية التي أعقبت حرب 1967.
 
وأصبح التليفزيون جهازا يباع ويتشرى وتتجمع حوله الأسرة فى كل مساء حيث وصل سعره فى بداية السبعينات 35 جنيها، وعام 1970 أصبح التليفزيون بشكله الحالي بتأسيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وإنشاء أربعة قطاعات هم قطاع الإذاعة، قطاع التليفزيون، قطاع الهندسة، قطاع التمويل، ولكل قطاع رئيس يرأسهم وزير الإعلام وفي 1973 بدأ التليفزيون المصري أضخم عمليه لتجديد أجهزة الإرسال، وفي 1978 تم توصيل القناتين الأولى والثانيه إلى منطقة القناة بشبكة ميكرويف وإنشاء محطة بث تليفزيوني لكل من القناتين في كل من السويس والإسماعيليه وبور سعيد ، وبدأ إرساله ملونا في 9 سبتمبر 1976.
 
 
وفي 1988 بدأ البث التليفزيوني للقناه الثالثة التي تخاطب (إقليم القاهرة الكبرى) وفي 1988 أيضا بدأ إرسال القناة الرابعة التي تخاطب (مدن القناة) وفي 1990 بدأ البث التجريبي للقناه الخامسة وعام 1994 انطلق البث التجريبي للقناه السادسة لوسط الدلتا ومقرها طنطا،كما بدأ إرسال القناة السابعة ومقرها المنيا وتغطي محافظات شمال الصعيد، وفي 1996 تم افتتاح القناة الثامنة ومقرها في اسوان وتخدم محافظات جنوب الصعيد 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق