خناقة نسائية مشتعلة على البكيني والبوركيني.. والرجال في المدرجات

الأربعاء، 22 يوليو 2020 02:30 م
خناقة نسائية مشتعلة على البكيني والبوركيني.. والرجال في المدرجات
محمد الشرقاوي

عراك نسائي، ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي، في الأيام الماضية، مستمر حتى كتابة هذه السطور، حول ملابس السباحة النسائية (البكيني / البوركيني)، وقف أغلب الرجال منها موقف المتفرج في انتظار ما ستئول إليه أحداث المعركة، إلا أن بعضهم شمر عن ساعديه ودخل في دوامة الجدل.

16 عاماً هي عمر "البوركيني" والذي تم الإعلان عنه في 2004، صممته عاهدة الزناتي، مصممة أزياء أسترالية من أصل لبناني، ولدت في عام 1967 في مدينة طرابلس اللبنانية.

ورغم طول المدة منذ تم اكتشافه إلا أن المصريين مازالوا عالقين حول مدى شرعيته سواء الدينية أو السياحية، وبين كونه دعم للحرية أو التحرر، سجال كبير لم ينتهي، ومع كل فصل صيف يتجدد.

ما هو البوركيني؟

زي البوركيني، ورد في تعريف قاموس كامبريدج للمصطلح، أنه هو عبارة عن ملابس مخصصة للسباحة وخاصة بالمرأة، ويتكون من قطعة أو أكثر ويغطي كامل الجسم ماعدا الوجه، اليدين، والقدمين، والمرادف لمعنى الكلمة هو ملابس سباحة أو ملابس رياضية.

أما عاهد الزناتي مصممة البوركيني، قالت في تصريحات سابقة لها: "حاولت تسويق البوركيني في البداية وقبل أن أعطيه اسما كنت أشرح للسيدات كيف هو قطعتين وكُن يعتقدن خطأً أنه بكيني، كنت أوضح أكثر أنه يغطي الجسد كله، وبالصدفة أثناء قراءتي لمقال كان يضم جملة (لقد نزلوا البحر بالبرقع) ولفتت انتباهي كلمة برقع فبحثت عنها في القاموس دون أن أكمل قراءة المقال، وفي ذلك الوقت كان تعريف الكلمة أن البرقع قطعة من القماش تغطي الجسد، واستخدمت الكلمة وقمت بدمجها مع كلمة بكيني فخرجت كلمة بوركيني، لقد قصدت أن أُدمج الثقافتين الشرقية والغربية في كلمة واحدة وشعار واحد".

المصريون يتعاركون حول البوركيني

في إحدى قرى الساحل الشمال، وقعت أزمة بين نزلاء الشاليهات، اعتراضا من البعض على نزول امرأة، من إحدى الملاك، لحمام السباحة، بالمايوه الشرعي، تسببت في وصول الخلاف إلى الأمن، بزعم أن المايوه الشرعى "شكله وحش".

بداية الأزمة، قبل أيام، حين انتشر فيديو لسيدة تتشاجر مع أخرى داخل حمام السباحة، لأنْ الأخيرة ترتدي "البوركيني"، وتتطوّر الخلاف بينهما، درجة أن الأولى قالت للأخيرة: "المايوة (البوركيني) ده مؤذي للعين"، لترد عليها، قائلة: "أنا بنزل بالمايوه ده في أمريكا، مش ها قدر أنزل بيه في بلدي؟، ده مش خلاف عشان خاطر المايوه، ده خلاف بسبب التقبل، انتم مش متقبيلن بعض".

اقرأ أيضاً.. الموجة الحارة في أوروبا تجدد أزمة «المايوه الشرعي».. فرنسا تجدد رفضها وألمانيا تلغي الحظر

ونشرت سيدة تدعى "بسنت القاضي" عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، منشوراً تحكي فيه أنها ذهبت برفقة زوجها وأولادها والمربّية، إلى أحد المنتجعات الخاصة في الغردقة، وأنه حين نزلت الأخيرة إلى حمام السباحة، وجدت اعتراضاً من إحدى السيدات: "فوجئت بواحدة كبيرة في السن بتناديلي بتقولي الشغالة ما تنزلش أنا مش ها نزل المياه مكان الشغّالة، استفزيت جداً ورعيت فرق السن".

تدخل حرس المدينة السياحة لفض الاشتباك، تابعت القاضي: "بعدها جاء حرس الشاطئ وطلب خروج جليسة الأطفال من حمام السباحة، حتى ترتدي الملابس المخصصة لذلك البوركيني، وقد كان".

2020_7_20_17_40_8_828

بحسب منشور بسنت القاضي، تدخلت يارا نعوم، زوجة لاعب الأهلي السابق: "اتهجمت عليا في حمام السباحة وبتقولي، أنت مش عارفة بتعندي مع مين، لو مش عارفة إنك في منتجع محترم وما ينفعش تنزلي فيه شغالتك روحي بيها بلطيم.. أنا مش هنزل مكانها، غير وابل من الشتائم ومامتها بتقول هعملكم محضر".

البوركيني سبب أزمة على مواقع التواصل الاجتماعي، بين المشاهير، حيث تضامن البعض مع البكيني، وآخرين مع ما يسمى "المايوه الشرعي"، حيث دافعت نورا زوجة اللاعب الدولي أحمد فتحي، لاعب النادي الأهلي، والمنضم حديثاً إلى صفوف نادي بيراميدز، مع المحجبات في حرية ارتداء المايوه البوركيني.

ونشرت صورة نورا زوجة أحمد فتحي صورة بصحبة زوجها على أحد الشواطئ مرتدية البوركيني علقة "أنا حرة".

فيما سخر آخرون من البوركيني بدعوى أنه منافي للمظهر الحضاري والسياحي، في حين رد آخرون: "البكيني تحرر مش حرية"، وصل الأمر درجة الطعن في النوايا والشرف بين رواد السوشيال ميديا.

68287-زوجة-أحمد-فتحى
68287-زوجة-أحمد-فتحى

 

البكيني VS البوركيني.. معركة طبقية شرسة

ووصف الكثير من متابعي السوشيال ميديا، تلك المعركة بأنها معركة طبقية وليس لها علاقة بأي تحرر أو حرية، ففي جميع دول العالم المتقدم الحرية للجميع، علاوة على تعليقات ساخرة، منها: "مدينة العلمين بالساحل الشمالي بمطروح بعدما كانت مسرحاً لواحدة من أكبر معارك الحرب العالمية الثانية بين دول الحلفاء والمحور صارت قراها السياحية مسرحاً لمعركة طبقية شرسة بين البكيني والبوركيني".

 

البوركيني ينتصر طبياً

الأمر خرج من صراع الحرية إلى كونه مناسب طبياً أم لا، يقول الدكتور هاني الناظر، رئيس المركز القومي للبحوث، إن ارتداء المايوه الشرعي أو البوركينى، لا يؤدي إلى الإصابة بالأمراض الجلدية مثلما يقال من قبل البعض.

وأضاف الناظر، في تصريحات صحفية أن "البوركيني" يحمي الجسم من الاحتراق من أشعة الشمس، عكس ما يتوقع البعض، بدلًا من استخدام البعض للكريمات.

اقرأ أيضاً.. البوركيني VS البكيني.. من ينتصر في معركة المايوه؟

في السياق نفسه، علق حسن كمال، رئيس اللجنة الطبية الأوليمبية، والمشرف على تخصص الطب الرياضي في المركز القومي للبحوث، بقوله عبر فيسبوك: "الملابس الرياضية الآمنة من أمور ومواضيع الدراسة في مجال تخصصنا،  أحب أوضح النقاط الطبية في موضوع المايوهات ولبس السباحة من الناحية الطبية الرياضية".

 

ومن بين مجموع النصائح التي نشرها، أن الشركات العالمية بدأت في تصنيع مايوهات لتغطية الجسم كاملا أو جزئيا ويستخدم لها اسم موديست سويم سوت، وبشكل عام الموديست سويم سوت تستخدم في حالات الرغبة في تغطية جزء أو كل الجسم في حالات مختلفة مثل الأمور الدينية، الحساسية المفرطة في الجلد، الرغبة في إخفاء الجسم لعوامل نفسية أو طبية وأخيراً رؤية الشخص نفسه مع ملاحظة أن بعض الرجال يستخدمون فكرة المايوه الذي يغطي الجسد أيضا أحيانا".


أمر البوركيني محسوم سياحياً

في عام 2019، حذرت غرفة المنشئات الفندقية، مسؤولي الفنادق والقرى السياحية بالبحر الأحمر، وعددًا من المدن السياحية من منع السيدات اللاتي يرتدين الحجاب من نزول حمامات السباحة بعد تعدد الشكاوى من النزلاء لمنظومة الشكاوى بمجلس الوزراء.

 

وعممت الغرفة كتابا دوريا يحمل رقم 30 لمسؤولي الفنادق والقرى السياحية بعدم منع نزول حمامات السباحة بالمايوه الطويل أو ما يسمى بـ"المايوه الشرعي".

 

وطالبت غرفة المنشآت الفندقية بضرورة إتاحة الفرصة للمحجبات بنزول حمامات السباحة، طالما أن خامات المايوهات الطويلة لا تضر بالصحة العامة وملائمة لحمامات السباحة، وليس لها أثر سلبي على صحة الإنسان، بالإضافة إلى ضرورة تعديل لوحة التعليمات والإرشادات الخاصة بحمام السباحة لدى الفنادق والقرى السياحية، لتشمل هذا المضمون بشكل واضح وصريح.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة