تجليات السيدة مريم فوق قباب الكنائس من كنيسة الزيتون إلى ديرمواس

السبت، 25 يوليو 2020 09:00 م
تجليات السيدة مريم فوق قباب الكنائس من كنيسة الزيتون إلى ديرمواس
تجليات السيدة مريم
عنتر عبد اللطيف

الكنيسة تؤرخ أول ظهور للعذراء عام 1968 وتؤكد: انتعاش لروح الإيمان وإشراق نور المعرفة على كثيرين 
 
"حاسبى يا ست!".. بهذه العبارة هتف بعض المارة فى الساعة الثامنة والنصف مساء الثلاثاء 2 أبريل 1968، عندما شاهدوا فتاة في ملابس بيضاء تقف أعلى قبة كنيسة العذراء بـ"الزيتون"، فظنوها مقدمة على الانتحار، وسرعان ما رأى الناس شعاع نوراني باهر ينبثق من فوق القبة الكبرى للكنيسة وليتشكل النور إلى فتاة متشحة بثياب بيضاء جاثية فوق القبة الوسطى بجوار الصليب.
 
 لم يكن ‏‏ظهور السيدة العذراء على منارة كنيسة العذراء بدير مواس‏ هو الأول ولن يكون الأخير، وهى الظهورات التى يتبارك بها المسلمون قبل المسيحيون فى مصر، والتى بدأت فى ستينات القرن الماضى فما حقيقة ظهور العذراء وماذا قال شهود العيان التى شاهدوا تجليها فوق القباب؟.
 
عندما ظهرت السيدة العذراء لأول مرة متجلية على قباب كنيسة الزيتون وثقت الصحف وقتها شهادات من رأوا ها الظهور، حيث يقول محمد عطوه:" سمعت صياح بعض المارة فخرجت مسرعاً لأعرف ما الأمر، فوجدت ناس متجمهرين أمام الكنيسة يشيرون إلى القبة فرأيت سيدة تلبس ملابس بيضاء وتقف فوق القبة البحرية وكأنها تنوى الانتحار لكنها لم تتحرك.. دققت النظر فوجدتها على شكل راهبة وفجأة طار فوقها حمام أبيض".
 
ويقول حسين عواد: "رأيت العذراء فوق قبة الكنيسة جسماً من النور الوهاج يضئ المكان كالشمس، وكانت العذراء تمسك بيدها ما يشبه غصن الزيتون، وبدأت تتحرك والنور يشع من جسمها إلى جميع الجوانب المحيطة بها، وظهر النور بعد ذلك في هيئة دائرة تتوسطها العذراء وهذا المشهد المنظر لم أشهد مثله من قبل"، فيما قال الكاتب الصحفي الراحل محمود فوزي، في كتابه "البابا كيرلس وعبدالناصر": إنه بعد تكرار المشهد كثيرًا في الأيام التالية ذهب الرئيس جمال عبدالناصر إلى هناك ومعه حسين الشافعي سكرتير المجلس الإسلامي الأعلى وقتها، ووقف في شرفة منزل أحمد زيدان كبير تجار الفاكهة، وكان منزله مواجهاً للكنيسة لكي يتحقق بنفسه من رؤية العذراء، وظل عبد الناصر ساهراً إلى أن ظهرت العذراء في الساعة الخامسة صباحا".
 
يقول القمص "عبدالمسيح بسيط أبو الخير" كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد فى مقدمة كتابه "ظهورات العذراء حول العالم ودلالتها": "عندما بشر الملاك العذراء القديسة مريم قال لها سلام لك يا ممتلئة نعمة الرب معك مباركة أنت فى النساء"، "لو ٢٨: ١"، وهو يحمل لها هنا سلاماً خاصاً من السماء ويؤكد لها فى قوله لها "مباركة أنت فى النساء" أنها نالت بركة لم تنلها ولن تنالها أية امرأة أخرى فى الوجود، منذ الخليقة وإلى نهاية العالم، فقد ميزها الله واختارها وفضلها على نساء العالم".
 
ويرد القمص" أبوالخير" على المشككين فى ظهور السيدة مريم العذراء فى فصل بالكتاب جاء بعنوان "الظهورات والاعتراض عليها": "هناك بعض الناس لا يؤمنون بهذه الظهورات لأسباب مختلفة، فمنهم من لا يؤمن بها لعدم إيمانه أصلا بوجود الله والعالم الروحى، ومنهم من لا يؤمن بها لأنه يدين بدين آخر غير المسيحية، ومنهم من يرفضها من المسيحيين لأسباب عقائدية، أو لعدم إيمانه بالشفاعة التوسلية للعذراء والقديسين مثل بعض الفرق البروتستانتية، ويقول الدكتور القس أكرام لمعى مدير كلية اللاهوت الإنجيلية فقد أكد فى احدى الجرائد أن القديسين فى الأساس بشر أدوا رسالتهم وهم الآن فى السماء ممنوع عليهم الظهور، لأن الظهور فى الأرض من صفات الله فقط، فكيف يمكن لإنسان أن يكون فى أكثر من مكان فى الأرض وفى السماء فى وقت واحد سوى الله عز وجل، كما أن ظهور القديسين يعطيهم صفة إلهية فهل الهدف من ظهور القديسين هو تمجيد الله أم الشخص الذى يظهر ؟!".
 
المتنيح البابا كيرلس السادس، كان قد اصدر بيان سرد فيه تفاصيل ظهورات السيدة العذراء قائلا "منذ مساء يوم الثلاثاء 2 أبريل سنة 1968، توالى ظهور السيدة العذراء أم النور فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التى باسمها بشارع طومان باى بحى الزيتون بالقاهرة، وكان هذا الظهور فى ليال مختلفة كثيرة لم تنته بعد، بأشكال مختلفة فأحيانا بالجسم الكامل وأحيانا بنصفه العلوي، يحيط بها هالة من النور المتلألئ، وتارة من فتحات القباب بسطح الكنيسة وأخرى خارج القباب، وكانت تتحرك وتتمشى فوقها وتنحني أمام الصليب العلوي فيضئ بنور باهر، وتواجه المشاهدين وتباركهم بيديها وإيماءات رأسها المقدس، كما ظهرت أحيانا بشكل جسم كما من سحاب ناصع أو بشكل نور يسبقه انطلاق أشكال روحانية كالحمام شديد السرعة".
 
وأضاف "وكان الظهور يستمر لفترة زمنية طويلة وصلت أحيانا إلى ساعتين وربع كما في فجر الثلاثاء 30 أبريل سنه 1968 حين استمر شكلها الكامل المتلألئ من الساعة الثانية والدقيقة الخامسة والأربعين إلى الساعة الخامسة صباحا، وشاهد هذا الظهور آلاف عديدة من المواطنين من مختلف الأديان والمذاهب ومن الأجانب، ومن طوائف رجال الدين والعلم والمهن وسائر الفئات، الذين قرروا بكل يقين رؤيتهم لها، وكانت الأعداد الغفيرة تتفق فى وصف المنظر الواحد بشكله وموقعه وزمانه بشهادات إجماعية تجعل ظهور السيدة العذراء أم النور فى هذه المنطقة ظهورا متميزا فى طابعه، مرتقيا فى مستواه عن الحاجة إلى بيان أو تأكيد، وصحب هذا الظهور أمران هامان: الأول انتعاش روح الإيمان بالله والعالم الآخر والقديسين وإشراق نور المعرفة على كثيرين كانوا بعيدين عنه، مما أدى الى توبة العديدين وتغير حياتهم.. والثانى حدوث آيات باهرة من الشفاء المعجزي لكثيرين ثبت علميا وبالشهادات الجماعية".
 
وأضاف بيان المتنيح البابا كيرلس السادس "قام المقر البابوى بجمع المعلومات عن كل ما سبق بواسطة أفراد ولجان من رجال الكهنوت الذين تقصوا الحقيقة وعاينوا بأنفسهم هذا الظهور، وأثبتوا ذلك فى تقاريرهم التى رفعوها الى قداسة البابا الأنبا كيرلس السادس، والمقر البابوى إذ يصدر هذا البيان يقرر بملء الإيمان، وعظيم الفرح، وبالشكر الانسحاقي أمام العزة الإلهية أن السيدة العذراء أم النور قد والت ظهورها بأشكال واضحة ثابتة فى ليال كثيرة مختلفة، لفترات متفاوتة وصلت فى بعضها لأكثر من ساعتين دون انقطاع، وذلك ابتداء من مساء الثلاثاء 2 أبريل سنة 1968 الموافق 24 برمهات سنة 1684 حتى الآن، بكنيسة السيدة العذراء القبطية الأرثوذكسية بشارع طومان باى بحى الزيتون فى طريق المطرية بالقاهرة، وهو الطريق الثابت تاريخيا أن العائلة المقدسة قد اجتازته فى تنقلاتها خلال إقامتها بمصر".
 
بعدها تعددت ظهورات السيدة العذراء، حيث ظهرت في كنيسة القديسة دميانة يوم 25 مارس سنة 1986في شبرا، وقد بدأت مشاهدتها بصورة جماعية مساء الثلاثاء، وفى منطقة شنتا الحج ظهرت السيدة العذراء خلال صوم العذراء أغسطس 1997، كما ظهرت في أسيوط عامى 2000-2001 كما ظهرت السيدة العذراء مريم في مناظر روحية نورانية على قباب كنيستها بالزيتون فى مساء يوم الثلاثاء 2 ابريل عام 1968.
 
وُلدت هذه العذراء بمدينة الناصرة حيث كان والداها يقيمان، وكان والدها متوجع القلب لأنه عاقر. وكانت القديسة حنة أمها حزينة جدًا فنذرت لله نذرًا وصلَّت إليه بحرارة وانسحاق قلب قائلة: "إذا أعطيتني ثمرة فإني أقدمها نذرًا لهيكلك المقدس"- وفق موقع الأنبا تكلا - فلما جاء ملء الزمان المعين حسب التدبير الإلهي أٌرسِل ملاك الرب وبشر الشيخ يواقيم والدها الذي أعلم زوجته حنة بما رأى وسمع، ففرحت وشكرت الله، وبعد ذلك حبلت وولدت هذه القديسة وأسمتها مريم، ولما بلغت مريم من العمر ثلاث سنوات مضت بها أمها إلى الهيكل حيث أقامت اثنتي عشرة سنة، كانت تقتات خلالها من يد الملائكة. وإذ كان والداها قد تنيحا تشاور الكهنة لكي يودعوها عند من يحفظها، لأنه لا يجوز لهم أن يبقوها في الهيكل بعد هذه السن فقرروا أن تخطب رسميًا لشخصٍ يحل له أن يرعاها ويهتم بشئونها، فجمعوا من سبط يهوذا اثني عشر رجلًا أتقياء ليودعوها عند أحدهم وأخذوا عصيهم وأدخلوها إلى الهيكل، فأتت حمامة ووقفت على عصا يوسف النجار، فعلموا أن هذا الأمر من الرب لأن يوسف كان صِديقًا بارًا، فتسلمها وظلت عنده إلى أن أتى إليها الملاك جبرائيل وبشرها بتجسد الابن منها.
 
بعد صعود السيد المسيح إلى السماء، إذ كانت العذراء مريم ملازمة الصلاة في القبر المقدس ومنتظرة ذلك الوقت السعيد الذي فيه تُحَل من رباطات الجسد، أعلمها الروح القدس بانتقالها سريعًا من هذا العالم الزائل. ولما دنا الوقت حضر التلاميذ وعذارى جبل الزيتون، وكانت السيدة العذراء مضطجعة على سريرها وإذا بالسيد المسيح قد حضر إليها وحوله ألوف من الملائكة، فعزاها وأعلمها بسعادتها الدائمة الذاهبة إليها، فسُرَّت بذلك ومدت يدها وباركت التلاميذ والعذارى، ثم أسلمت روحها الطاهرة بيد ابنها وإلهها فأصعدها إلى المساكن العلوية.
 
أما الجسد الطاهر فكفنوه وحملوه إلى الجسمانية، وفيما هم ذاهبون به اعترضهم بعض اليهود ليمنعوا دفنه، وأمسك أحدهم بالتابوت فانفصلت يداه من جسمه وبقيتا معلقتين حتى آمن وندم على سوء فعله، وبتوسلات التلاميذ القديسين عادت يداه إلى جسمه كما كانت وفق المعتقد المسيحى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق