مشاكل السوريين تزداد.. لماذا اختار أردوغان «مرتزقة الصومال» لنقلهم إلى ليبيا؟

الأحد، 26 يوليو 2020 12:00 م
مشاكل السوريين تزداد.. لماذا اختار أردوغان «مرتزقة الصومال» لنقلهم إلى ليبيا؟
أردوغان

لا شك أن الحديث عن إرسال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرتزقة صوماليين إلى ليبيا، أخذ اهتمام الكثير من الصحف الدولية والمحلية؛ لاسيما وأنه جاء بعد تكرار أزمات ومشاكل المرتزقة السوريين الموالين لتركيا داخل ليبيا من خلافات واشتباكات بينهما، بالإضافة إلى الضغط الدولي بشأن إعادتهما إلى سوريا مع كشف الكثير من التقارير الدولية أعدادهما داخل العاصمة طرابلس.   
 
وبعيدا عن هذه الخلفيات التي ربما تكون أسباب رئيسية لإعادة نظر الرئيس التركي في نقل مرتزقة سوريين واستبدالهم بجنسيات أخرى خاصة الأفريقية، فإن استقدام تركيا مرتزقة من القرن الأفريقي لتعويض السوريين في هذه الفترة  أمر وارد، لاسيما وأن  التوغل التركي في القارة الإفريقية وخاصة في دول القرن الإفريقي، يساعدها على تحقيق هذا الأمر.
 
وتعد تركيا واحدة من الدول الإقليمية البارزة في استثمار دعم الجماعات المسلحة المتشددة في إفريقيا، حيث تستغل توغلها في بعض بلدان اللقارة السمراء من أجل تحقيق أهدافها الاستعمارية في المنطقتين العربية والإفريقية، بطرق عسكرية أو سياسية، ولعل تحفظ الصومال على قرار جامعة الدول العربية بشأن رفض كافة التدخلات الأجنبية غير الشرعية التي تنتهك القوانين والقرارات والأعراف الدولية في ليبيا، في (إشارة إلى التدخلات التركية) خير دليل على مدى التوغل التركي في هذا البلد.
 
وكان تقرير منشور في أغسطس من العام الماضي، كشف عن أن عددا من ضباط المخابرات الصومالية تلقوا تدريبات في الدوحة، وهو ما اعتبره مراقبون تدخلا قطريا بالأجهزة الأمنية لدول القرن الإفريقي، بغرض استغلالهم في مناطق مختلفة من إفريقيا والشرق الأوسط.
 
وبالإشارة إلى هذا التقرير الذي كشف خضوع الصومالين للتدريب في دولة قطر، وما تعانيه هذه الدولة من انتشار للأسلحة والفوضى، فأنه من المرجح وفقا لمراقبون أن تكون خطة تركيا المستقبلية بعد زيارة وزير الدفاع التركي لقطر قبل أيام، هي استقدام مسلحين ومرتزقة من دولة الصومال إلى ليبيا، مرتكزة على دورها  الذي بدأ يتعاظم سياسيا واقتصاديا وعسكريا في هذا البلد بشكل كبير للغاية منذ عام 2011 تحت ستار مشروع مكافحة المجاعة.
 
وخلال الأيام الماضية، انتشرت تكهنات حول إمكانية استبدال تركيا المرتزقة السوريين المتواجدين في ليبيا، بالاستعانة بأخرين، لا سيما من الصومال، وقال صحيفة "صومالي جارديان" أن تركيا بدات بالفعل في إرسال المئات من المرتزقة الصوماليين إلى ليبيا.
 
ويعتمد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ إعلانه التدخل التركي في ليبيا يناير الماضي على المرتزقة من جميع الجنسيات للقتال إلى جانب الميليشيات المتطرفة التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس ضد الجيش الوطني الليبي.
 
وأفادت صحيفة "صومالي جارديان" المحلية، أن أكثر من ألفي صومالي انضموا بالفعل إلى الميليشيات والمرتزقة الداعمين لحكومة الوفاق، بانتظار نشرهم في جبهات القتال، مشيرة الصحيفة أن العديد منهم منحوا الجنسية القطرية، في وقت سابق وأن المئات غرر بهم بسبب الفقر والبطالة.
 
وعلق مستشار رئيس مجلس النواب الليبي فتحي المريمي على هذه التقارير في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة" وقال إن تركيا تعمل مع كل الميليشيات الإرهابية والمرتزقة سواء في سوريا ومالي والصومال أو الدول أخرى لإرسالهم إلى ليبيا.
 
وأضاف أن الأموال التي تدفعها حكومة الوفاق الغير شرعية لتركيا تستخدم الأخيرة جزءا منها في استقدام الإرهابين لتدمير ليبيا، مؤكدا أنه لا يستغرب أبدا من أن تكون تركيا اتفقت مجدداً لجلب مرتزقة من الصومال بدلا من سوريا، مؤكدا أن كل هذه المحاولات التي تنتهك الدولة الليبية والقوانين الدولية ذات الصلة لن يسمح باستمرارها الليبيين الذين سيكون لهم الكلمة في النهاية بإسقاط هذا الاستعمار وطرده من كل ليبيا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق