طبيخ ماسبيرو البايت!

الأحد، 26 يوليو 2020 03:17 م
طبيخ ماسبيرو البايت!
مختار محمود يكتب :

بعد يومين من احتفال ماسبيرو بعيد ميلاده الستين، أمدَّ الله فى عُمره.. حلتْ الذكرى الثامنة والستون لثورة 23 يوليو 1952 التى تحظى حتى يومنا هذا باهتمام رسمى وشعبى رفيع المستوى.
 
ولكن التليفزيون كعادته فى السنوات الأخيرة لم يكن عند مستوى المناسبة السنوية، وكأنه ارتضى لنفسه أن يُخيب ظنون مشاهديه به. فى منتصف يوم ذكرى الثورة أذاعت قناة نايل سينما برنامجًا اسمه "ألو سينما" الذى خصص الحلقة بالكامل للحديث عن الثورة والاحتفال بها على الصعيد الفنى. شئٌ ما لا أعرفه استوقفنى لمتابعة الحلقة حتى فوجئتُ بالمذيعة تتحدث عن الذكرى السادسة والستين وليس الثامنة والستين للثورة. اعتقدتُ أنها زلة لسان وسوف تتداركها، وجلَّ من لا يخطئ، فذكرتْها مرة واثنتين وعشرًا، فأدركتُ أن المذيعة لم تخطئ، ورجحتُ أن تكون الحلقة قديمة ومُسجلة منذ  عامين، وصبرت وثابرت حتى انتهاء الحلقة التى استغرقت ساعة كاملة؛ أملاً فى أن يكون تاريخ إنتاج الحلقة مكتوبًا فى نهاية التتر، وهو ما حدث بالفعل، حيث تبين أن الحلقة إنتاج 2018، فهل هذا يليق بالتليفزيون المصرى، ويليق بمثل هذه المناسبة المهمة فى التاريخ المصرى؟
 
كل هذا ولم نتطرق أصلاً إلى محتوى باهت وهابط وضعيف استغرق تقديمه أكثر من ستين دقيقة بالكامل. والمثير للأسى أن هذه الحلقة بكل ما يشوبها من أخطاء وخطايا تم إعادتها ثلاث مرات على مدار يوم الخميس الماضى، بحسب التنويهات المتلاحقة عبر الـ"نيوز بار"!
 
ينزعج آل ماسبيرو من النقد، وتضيق صدورهم من العتاب، ولا يزالون يتغنون بأمجاد لم يشاركوا فيها من الأساس، وبريادة لا فضل لهم فيها. فأمجاد ماسبيرو وريادته صنعتها أجيال أخرى تمتعت بالموهبة والحضور والقدرة على الابتكار وتقديم كل ما هو جديد. ماسبيرو كان رائدًا وقلعة الإعلام الشامخة عندما كان المعدون فى مستوى "أنيس منصور" و"أحمد رجب"، وعندما كان المذيعون فى قوة "فاروق شوشة" و "مصطفى محمود"، وعندما كان الضيوف فى روعة "طه حسين" و"العقاد" و "نجيب محفوظ"، وعندما كانت القيادات من طراز "أمين بسيونى" و"سامية صادق". أظنَّ، وليس كل الظن إثمًا، أن هذا الخطأ ليس فريدًا من نوعه، بل متكرر متجدد، وأنه سوف يمر مرور الكرام ولن يتم محاسبة المسؤول المباشر عنه ولا لفت نظره، بل ربما يتم ترقيته إلى درجة أعلى! إذاعة "برنامج بايت" فى مناسبة مهمة مثل ذكرى ثورة يوليو صاحبة الفضل الأول على إنشاء ماسبيرو هى جريمة بكل المقاييس وتعكس الطبيعة التى تُدار بها الأمور والحال التى  آل إليها التليفزيون الذى هجره المشاهدون إلى غيره من الشاشات التى تحترمه وتقدره ، ولا أراكم الله مكروهًا فى تليفزيون لديكم.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق