الدكتور إسلام فتوح أول المشاركين بمستشفى عزل قنا يحكي أيام الألم والرعب في مواجهة كورونا

الأربعاء، 05 أغسطس 2020 04:00 ص
الدكتور إسلام فتوح أول المشاركين بمستشفى عزل قنا يحكي أيام الألم والرعب في مواجهة كورونا
كوفيد 19

 
مشاعر كثيرة مختلطة انتابتني عندما علمت أنني أمام مهمة شاقة قد تكلفني حياتي عندما تم تحويل مستشفى قنا العام لمستشفى عزل لمرضي كورونا، ساعاتها قررت توديع أسرتي" ابنتي الصغيرة وزوجتي " التي بكيت عندما علمت بالمهمة إلا أنها تقبلت الأمر... هذا ما قاله الدكتور إسلام فتوح، طبيب بمستشفى قنا العام، واصفا رحلته مع مشاركته فى الحرب ضد فيروس كورونا.
 
كان الدكتور اسلام من أول أعضاء الجيش الأبيض الذين انضموا لفريق المستشفى لمواجهة فيروس كورونا، حيث شارك خلالها في العديد من المهام، كما شارك المرضى لحظات الألم والفرح.
 
من جانبه قال الدكتور إسلام فتوح، أنه عندما علم باختياره للمشاركة ضمن فريق مستشفى قنا العام للعزل حزم أمتعته وأسرع للمستشفي، وعند دخوله من باب المستشفى أدرك أنهم فى حالة طوارئ، خاصة وأن طرقات المستشفى خلت تمام من المرضى، وظهر الترقب والخوف في أعين المعاونين والعمال والتمريض، فالجميع ينظر من خلف الكمامة محاولا إظهار القوة، والمستشفى التى اعتاد على رؤيتها مزدحمة للمرة الأولى يراها بهذا الشكل.
 
وأضاف فتوح : ذهبت لمكاتب الإدارة حيث يتواجد الأطباء، وكان الشغل الشاغل للجميع رغم الخوف هو سرعة تجهيز المستشفى في وقت قياسي ، وسط أنباء عنإصابة عدد من الأطباء بالفيروس وسوقط بعض الأطباء الأخرين ، وهو ما أدخل الخوف في قلوب الجميع ، الا ان الجنيع تانسي خوفه ليتفرغ للمهمة الوطنية والإنسانية في نفس الوقت وهي انقاذ المرضي 
 
وأكد الدكتور اسلام أنه في أول يوم عمل تعرض لموقفين إحداهما طريفًا والآخر مؤلما، الموقف الأول وهو موقف مضحك ، عندما تم تسكين 10 حالات دفعة واحدة في الغرف الخاصة بالعزل ، حيث فوجئنا بأحد المرضي من كبار السن ليخرج من الغرفة ليدخل في مشادة كلامية مع طاقم الأطباء معترضا علي وجوده في هذه الغرفة طالبا حجزه في غرفة ملحقة بحمام 
 
أما الموقف المؤلم هو معرفته بمحض الصدفة عن اكتشاف إصابة أحد أقاربه ومجيئه إلى المستشفى فى حالة خطرة وذلك خلال تواجده فى الاستقبال والاطلاع على اسمه.
 
ووصف الطبيب، أن من المواقف الصعبة أيضًا انهيار أحد العاملين بالمستشفى فى بدايات العزل بعد التعامل مع المرضى والضغط النفسى الذى تعرض له، مما دفع الطبيب إلى تهدئته خوفًا على وصول الإحساس إلى المرضى وتقبل بعدها الأمر، وتسلل بعد ذلك شعور للطبيب بالأرق وعدم المقدرة على النوم أو استخدام الهاتف أو القراءة فى وقت الفراغ، وكذلك الشعور بالخوف من المحيطين والشكوك فى الإصابات عند شكوى أحدهم أو ملاحظة عرض عليه، لأن العدوى لا تأتى من المريض الذى يتعامل الأطباء معه بملابس واقية ولكن الأغلب ممن لا يتبعون الإجراءات الاحترازية السليمة.

غرفة الأفراح بالمستشفي"
يقول اسلاك أن هناك غرفة كان يتم نقل الأشخاص السلبيين اليها وهي التي أطلقنا عليها فرفة الأفراح، حيث يتم نقل ألاشخاص الذين تتحول نتائجهم من إيجابية إلى سلبية انتظارا للخروج والتى أغلبهم من النساء، حيث تتحول الغرفة إلى ضحكات وأغانى ووقت ملىء بالأفراح للنجاة من شبح كورونا.
 
وعن قرب نهاية الفيروس، لفت الطبيب إسلام فتوح أن أكثر مخاوفه من الموجة الثانية للفيروس بفصل الشتاء وعودته مرة ثانية، ولكن فى الوقت الحالى فيروس كورونا أصبح أليفا بالنسبة للأشخاص، ومتاح للتعامل معه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق