التغريدة التى لم يكتبها إبراهيم عيسى

الأربعاء، 05 أغسطس 2020 02:02 م
التغريدة التى لم يكتبها إبراهيم عيسى
مختار محمود يكتب :

المقالات النقدية أو شبه النقدية لا تصنع نجاحًا أو فشلاً للأعمال الفنية. أكثر الأفلام تحقيقًا للإيرادات فى تاريخ السينما المصرية واجه انتفاضة نقدية غاضبة، وأعظمها فشلاَ صادف ترحيبًا نقديًا كبيرًا. إذن.. تدليس النقاد وأشباهم لم يكن يومًا سببًا فى نجاح أو فشل فيلم. غياب المهنية هو السمة الأساسية لمنهجية النقد الفنى فى مصر، حيث تحكمه المجاملات وتتحكم فيه العلاقات الشخصية، وأشياء أخرى لا تعلمونها، الله يعلمها. من أجل ذلك..لم أندهش من حالة الاحتفاء المصطنعة بفيلم "صاحب المقام"، ثالث أفلام "إبراهيم عيسى". فيلما "مولانا" و"الضيف" مرَّا مرور الكرام، رغم الضجة المُفتعلة التى صاحبتهما أيضًا. الفنان الحقيقى يبدع عمله ثم يتركه للنقاش والجدل، ولا يتسول مدحًا ولا يستعين بـ"صديق"؛ ليكتب "كلمتين عنه"!! فيلم "صاحب المقام" يرسخ لظاهرة التدليس الفنى على المشاهدين واصطناع بروباجندا وهمية تشبه الحمل الكاذب. هلَّلَ أصدقاء "عيسى" وحواريوه وأشياعُه للفيلم، وادَّعوا أنه فيلم غير مسبوق ومحبوك الصنعة، بل ووضعوه فى مصاف الأفلام العظيمة فى تاريخ السينما المصرية والعربية والعالمية. ولم تخجل إحداهن من تشبيه "عيسى" بالأديب الكبير "يحيى حقى"!! يجيد "عيسى" والذين معه صناعة الكذب وترويج الكذب والتكسب من الكذب بأعلى سعر، والحق أقول: إنه صاحب مدرسة فى ذلك، إن لم يكن ناظرها وراعيها الأول! تغاضى أصدقاء وصديقات "عيسى" عن عيوب الفيلم الواضحة والفاضحة والتى لا تخطئها عين فاحصة، وهى كثيرة ومتعددة، لعل أبرزها: أن "عيسى" لم يتخلص بعد من المباشرة والسطحية فى الكتابة للسينما، وهما سمتان أساسيتان أسهمتا فى فشل فيلميه الأولين.، فهو لا يفرق دائمًا بين كتابة المقالات وكتابة الأفلام ولغو البرامج وسخف التغريدات على "تويتر"!
 
ربع الساعة الأولى من "صاحب المقام" لا تختلف كثيرًا عن السهرات التليفزيونية القديمة، حيث يغيب – كعادة أبو خليل- تأسيس الشخصيات الرئيسية وأبطال الفيلم، وهو نفس العيب الذى كان حاضرًا بقوة فى كل من: "مولانا" و "الضيف" أيضًا. كما يرفض رفاق الدرب توريط "عيسى" فى سرقة فيلمه أو اقتباس فكرته الرئيسية من الفيلم الإسرائيلى "مكتوب" الذى تم إنتاجه وعرضه قبل 3 سنوات كاملة، رغم أنه هو الأوْلى ولا أحد غيره بالدفاع عن نفسه فى هذه الإشكالية تحديدًا، وما أكثر الأفلام التى اكتشفنا بعد عرضها أنها مسروقة! وبشكل عام.. فإن "عيسى" ليس بعيدًا عن الثقافة الإسرائيلية، وبرنامجه "مختلف عليه" خير دليل، وسبق أن أشرنا إلى ذلك فى مقال سابق يمكن الرجوع إليه، ولا داعى للتكرار!
 
وإجمالًا.. فإنه يجب على "إبراهيم عيسى" أن يقنع بما هو فيه، وهو غير قليل، ولا شك أن مهمة تفكيك الإسلام القديم، وتفريغه من محتواه، وتصنيع إسلام جديدة وفق مقاييس أمريكية، وإهالة التراب على علماء الإسلام المتقدمين، مهمة ليست باليسيرة، وتتطلب تركيزًا مضاعفًا، لا سيما أن أجرها يفوق بكثير ما قد يتقاضاه من "أحمد السبكى" منتج فيلمه الأخير . ومن المؤكد أن "عيسى" لو حصل على أجره كاملًا من "السبكى"، فإنه سوف ينفحه تغريدة من تغريداته يغسل بها سمعته فى إفساد السينما المصرية، وربما يضعه فى قائمة المنتجين السينمائيين الكبار مثل: "آسيا" و "رمسيس نجيب" و "أنور وجدى".. وحسن أولئك رفيقًا؛ فالمصلحة ولا شئ غيرها هى ما تحكم كتابات وتغريدات وقناعات وتصرفات وتحركات إبراهيم عيسى، ولا شئ غيرها!

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق