ليبيا.. كنز عائلة أردوغان.. أصهار الرئيس التركي يديرون مشاريعهم الخاصة في مصراتة وطرابلس وترهونة

السبت، 08 أغسطس 2020 10:04 م
ليبيا.. كنز عائلة أردوغان.. أصهار الرئيس التركي يديرون مشاريعهم الخاصة في مصراتة وطرابلس وترهونة
محمود علي

"سلجوق بيرقدار" يستغلّ الأزمة الليبية لتعزيز مبيعات شركته والحصول على صفقات ضخمة بالمليارات لتصدير الطائرات المسيرة
 
 
بات الحديث عن تدخل تركيا في ليبيا، له تفرعيات وتفصيلات كثيرة ليست مرتبطة فقط بالتطورات السياسية والعسكرية، والتحشيدات المسلحة التي تنذر بقرب معركة ما، بل تأتي أيضاً المصالح الاقتصادية والمكاسب الاستراتيجية وسرقة الموارد ونهب الثروات على رأس أهداف هذا التدخل الذي كشف عن نظرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحقيقية إلى ليبيا على أنها كنز ليس أكثر له ولعائلته ينهب منه كيفما شاء. 
 
الملاحظ والمتابع لطبيعة الزيارات والاتفاقيات والصفقات التي يتم توقيعها بين حكومة الوفاق وتركيا مؤخرا، سيكتشف أن الرئيس التركي رجب أردوغان، استغل الحرب الليبية، للحصول على صفقات تربح من خلالها الشركات التركية، التي يمتلكها أفراد عائلته أو رجال أعمال مقرّبين منه.
 
ومؤخرا، تعاقدت الكثير من الشركات التركية التابعة لعائلة رجب طيب أردوغان، على جزء كبير من المشاريع في ليبيا خاصة في مجالات الإنشاء والطاقة، واستقدام الأسلحة والمرتزقة السوريين إلى ليبيا، وتدعم تركيا حكومة الوفاق من خلال نقل المرتزقة السوريين للمشاركة في المعارك الدائرة ضد الجيش الوطني الليبي، بالإضافة إلى إرسال الطائرات المسيرة والأسلحة والمعدات الثقيلة، ولا يخفى على أحد إنشاء جسرا جويا بين اسطنبول ومدن الغرب الليبي لإتمام هذا الدعم العسكري عبر المساعدات الطبية مستغلة أزمة كورونا، فيما رصدت مواقع متخصصة في تتبع الطائرات العسكرية نقل تركيا شحن ومقاتلين أجانب إلى ليبيا.
 
وتحاول تركيا أن تستغل هذا الدعم العسكري المقدم لميليشيات الوفاق من أجل التحكم في قرار الحكومة التي فرضتها الأمم المتحدة عام 2015 عن طريق اتفاق الصخيرات، الذي فقد شرعيته بعدما انتهك المسيطرين على الغرب الليبي الكثير من بنوده، وأولها عدم نيل حكومة الوفاق الثقة من البرلمان الليبي الذي يعقد جلساته في مدينة طبرق شرق البلاد.
 
والتحكم في قرار الوفاق، كان نتاجه هو سيطرة شركات عائلة أردوغان والمقربين منه على كافة المشاريع الاستثمارية في ليبيا، بالإضافة إلى استحواذ بعض الشركات الأمنية والاستشارية العسكرية على عقود تدريب المرتزقة السوريين، وعناصر الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق، ومؤخرا كشفت بعض التقارير عن سيطرة إحدى الشركات التي يديرها رجل أعمال مقرب من رجب طيب أردوغان على جميع الواردات القادمة للموانئ الليبية.
 
وتناول موقع "أفريكا إنتلجنس" الفرنسي في تقريرا له بعض التسريبات عن طبيعة الصفقة التي تمت بين النظام التركي وحكومة الوفاق، وحصل من خلالها رجل الأعمال المقرب من أردوغان على نصيب الأسد فيها، وقال إن تركيا سيطرت على الموانئ الليبية عبر شركة "إس سي كي" التركية، والتي يديرها محمد كوكاباشا.
 
وكوكوباشا يعد أحد رجال الأعمال المقربين من أردوغان، ويقول الموقع أنه نشط جدا في عمليات الشحن البحري، خاصة شحن النفط، كما يرأس لجنة وكلاء الشحن في غرفة الشحن التجارية التركية، وله صلات قريبة بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.
 
وأكد الموقع أن كوكوباشا حصل بموجب قرار من حكومة الوفاق في طرابلس بقيادة فائز السراج، على عقد يحق له الإشراف على جميع السلع الواردة إلى ليبيا عن طريق البحر، وهو تفويض غير مسبوق، إذ يعطي لشركة خاصة القدرة على التحكم بواردات البلد.
 
أمر تغلغل عائلة أردوغان في ليبيا عن طريق المشاريع الاقتصادية، كشفه أيضا أحد مسؤولي مكتب رئيس حكومة الوفاق فايز السراج الذي أقر في وقت سابق بحسب ما نقلت عنه وكالة أسوشييتد برس، تعرض الحكومة لضغوط جمة من أجل توقيع اتفاقيات مع أنقرة ستكون مجحفة للجانب الليبي، لكن تركيا تستغل ضعف حكومة السراج من أجل إرساء مصالحها. 
 
ولم يكن الحديث عن سيطرة أصهار أردوغان والمقربون منه على المشاريع الكبيرة في ليبيا جديد، فمنذ أن أعلن الرئيس التركي التدخل في ليبيا عبر إرساله لقوات عسكرية ومترزقة سوريين، وهناك تنافس قوي بين أفراد عائلة الرئيس التركي على كيفية تحقيق أكبر استفادة من كعكة ليبيا، وكان من بين أبرز هؤلاء هو وزير المالية الحالي والطاقة السابق "بيرات البيرق" نجل السياسي التركي صادق البيرق، العضو البارز في حزب العدالة والتنمية، وهو زوج أبنة أردوغان الكبرى، ويعد أحد المقربين منه.
 
وظهر بيرات بشكل مبالغ فيه، في كل الاجتماعات واللقاءات التي كانت تجمع المسؤولين الأتراك بحكومة الوفاق الليبية، كما كشفت زيارته الأخيرة ضمن الوفد التركي الكبير الذي زار العاصمة طرابلس في شهر يونيو الماضي، عن أنه سيحصل على نصيب الأسد في حصص مشاريع الطاقة التي ستتعاقد تركيا عليها مع حكومة الوفاق، كما سيكون مسؤول عن أنشطة التنقيب عن النفط والغاز وكذلك إعادة الإعمار في البلاد.
 
وبخلاف بيرات فإن الاسم الثاني اللامع في عائلة أردوغان، والذي يوسع استثماراته في ليبيا، هو "سلجوق بيرقدار" الذي يتوثق نشاطه داخل هذا البلد الشمال إفريقي على الحرب وكيفية صب الزيت على النار من أجل اشتعال الأزمة بين الليبيين لتحقيق أكبر استفادة لشركته التي تعمل في إنتاج الطائرات من دون طيار وتصدّرها إلى ليبيا.
 
الملقب بـ "عراب الدرونز"، كما يطلق عليه الأتراك يستغلّ الأزمة الليبية والحرب الدائرة هناك لتعزيز مبيعات شركته والحصول على صفقات ضخمة بالمليارات مع حكومة الوفاق لتصدير الطائرات المسيرة، فيما كشفت تقارير سابقة أن ميليشيات غرب ليبيا حصلت عبر اتفاقيات سرية على عشرات الطائرات المسيرة من طراز "بيرقدار تي بي2" التي تمّ تصنيعها من قبل شركة "بيكار"، لاستخدامها في معاركها ضد الجيش الوطني الليبي.
 
شقيق بيرات هو الآخر الذي يدعى يافوز البيرق والذي يترأس إدارة شركة تشاليك القابضة التي تضم  تحت إدارتها شركات للنسيج والطاقة،  مرشح من خلال شركته للفوز بعقود استثمار في ليبيا بمجال اختصاصاته، فيما يرى مراقبون أن يافوز سيكون له مستقبل كبير في ليبيا هو الآخر بالنظر إلى حجم سيطرة شركته التي تأخذ طابع القطاع العام على الكثير من المشاريع التركية خارج البلاد.
 
الجنرالات المقربة من أردوغان كان لهم نصيب من تقسيم كعكة ليبيا، حيث برز الجنرال التركي السابق "عدنان تانفردي" الذي يربطه علاقة صداقة بالرئيس التركي على رأس الأسماء التي تستحوذ شركاتها على عقود للإشراف وتدريب المرتزقة السوريين الذين استقدمتهم تركيا إلى ليبيا.
 
وتحاول تركيا عبر شركات أمنية أن تقوم بتدريب الجماعات المسلحة ذات التوجه المتطرف لتكون شوكة في حلق الجيوش الوطنية وورقة ضغط تلعب بها كيفما تشاء في محيطها الإقليمي تحت أذرع واهية وهي الدفاع عن الشرعية والديمقراطية.
 
 ونشر موقع "أفريكا إنتلجنس" الفرنسي المقرب من عدة دوائر مخابرات غربية تقريراً تحت عنوان "شركة السادات العسكرية التركية التي يديريها الجنزال تانفردي تحول تحالف أردوغان – السراج" إلى فرصة عمل "متحدثة عن نشاط هذه الشركة الأمنية التركية في ليبيا وتوقيعها عقدًا مع شركة يديرها القيادي الإخواني الليبي فوزي أبوكتف. 
 
وكانت شركة تانفردي الأمنية تحاول منذ عدة أشهر الفوز بعقود تدريب عسكرية في أعقاب تدخل تركيا الواسع في ليبيا قلب شمال إفريقيا، حتى نجحت مؤخرا مؤخرًا بشراكة مع شركة أمنية ليبية أسسها فوزي بوكتف لتدريب الميليشيات والمرتزقة الذين يقاتلون في صفوف حكومة الوفاق بزعامة فايز السراج.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة