حقائق غائبة في موال رمضان صبحي

الجمعة، 14 أغسطس 2020 12:02 ص
حقائق غائبة في موال رمضان صبحي
حميد عبد الرحيم يكتب :

قالوا: إن رمضان صبحي نجم فريق النادي الأهلي لكرة القدم قد ترك الأهلي ملتحقًا بفريق بيراميدز مقابل خصوله على تسعين مليون جنيه مصري.
 
على خلفية هذا الخبر ـ الذي أراه ـ عاديًا جدًا، قامت قيامة الإعلام الكروي في مصر، وعندما قامت القيامة توارت الحقائق وجرى دهس معظمها مع ترويج لأكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان.
 
الحقيقة الأولى: هي أننا نعيش منذ ثلاثين سنة سياسة الاحتراف في الكرة المصرية، والتي بناءً عليها ذهب حسام وإبراهيم حسن وهما من هما إلى الزمالك، وسبقهما رضا عبد العال في الذهاب إلى الأهلي، ولم تخرب المجرة، ظل الأهلي متربعًا على عرش البطولة في معظم الأوقات، ينافسه الزمالك لسنة أو سنتين، ثم تعود البطولة للأهلي!
الحقيقة الثانية: أن صاحب القرش صياد، وأن اللاعب أي لاعب هو كأي مواطن يبحث عن مصلحته المادية أولًا وأخيرًا، وليس ذنب اللاعب أن الجماهير تصدق دموع التماسيح التي يذرفها عشقًا للنادي الذي يلعب له الآن وقد يتركه غدًا لو لوّح لهم أحدهم بعقد أكبر ، الكرة في ملعب الجماهير وليس اللاعبين ، فعلى الجمهور أن ينضج ولا يلدغ من نفس الجحر ألف مرة ، كرة القدم لم تعد محبة وانتماءً وعاطفة حارة ، لقد أصبحت صناعة ثقيلة بكل تشعب وتعقد خيوط الصناعات الثقيلة .
 
الحقيقة الثالثة : هي النغمة التي عزفها كثيرون من أصحاب القلم والفكر، فكثيرون كتبوا أنهم قد أفنوا أعمارهم في كذا من مجالات الكتابة أو الثقافة أو العلم ولم يحصد الواحد منهم مليون جنيه على مدار رحلته ، بينما شاب يركل الكرة يحصل على تسعين مليون جنيه.
 
هذه نغمة بائسة وتعسة ، لأن الأمور لا تقاس هكذا ، فثروة كل فلاسفة فرنسا ومفكريها لن توازي ثروة لاعب في فريق سان جرمان.
 
وثروة كل علماء الأرجنتين لن تمثل شيئًا إذا وضعت في مقارنة مع ثروة الأرجنتيني ميسى ، وهكذا هناك مئات الأمثلة ، الأمر على وجهه الصحيح هو أن هناك سلعة ما جمهورها حاضر ويدفع مقابل الحصول عليها ، وسلعة أخرى جمهورها قليل وفقير ويريد الحصول عليها مجانًا ، فالموضوع ليس موضوع قيمة ولكنه موضوع رواج لسلعة ، فأي فيديو من الفيديوهات الإباحية سيوزع أكثر من أعظم ديوان شعر لأعظم شاعر ، فلا يتحدث أحد عن القيمة والمضمون والرسالة ، الأمر هو أمر سلعة لا أكثر ولا أقل ، وهذا الذي يجري في مصر يحدث كل دقيقة في كل العالم ، ونحن لن نستطيع أن نضع لأنفسنا قانونًا فوق القوانين العالمية ، فلنهون على أنفسنا فما رمضان سوى لاعب كرة بحث عن فائدته المادية ، وقد سبقوه كثيرون وسيأتي من بعد كثيرون .
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق