صحيفة بريطانية: أردوغان أصبح خطرا علي المتوسط وعلى قادة أوربا التصرف معه بسرعة

الإثنين، 17 أغسطس 2020 05:00 م
صحيفة بريطانية: أردوغان أصبح خطرا علي المتوسط وعلى قادة أوربا التصرف معه بسرعة

عدوان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يُشكل تهديدًا متزايدًا للاستقرار في شرق البحر الأبيض المتوسط ... هذا ما أكدته صحيفة الجارديان البريطانية التي حذرت من خطر تجاهل خطاب الديكتاتور العثماني والذي قد يؤدي لحدوث كارثة في المنطقة مطالبة الدول الأوربية باتخاذ الإجراءات اللازمة لوأد الخطر التركي المحدق.

وقال الكاتب سايمون تيسدال، إن "مشكلة أردوغان في أوروبا تزداد سوءًا بشكل مطرد منذ أن نجا من مؤامرة انقلابية في عام 2016، مُشيراً إلى أنّ القمع العشوائي في الداخل، بما في ذلك سجن عشرات الآلاف من المعارضين الحقيقيين والمُفترضين، يُقابله مغامرات مزعزعة للاستقرار وإحياء للعُثمانية في الخارج".

وقال تيسدال، الكاتب المخضرم في "جارديان"، إن انتقاد أوروبا القاسي لرئيس بيلاروسيا الكيساندر  لوكاشينكو، وحكمه الدكتاتوري، يجب أن يصب تجاه دكتاتور آخر، على حدّ قوله، وهو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يهدد الأمن والسلام في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وأشار إلى أن معظم الدول الأوروبية تبدو مترددة في إدانة الإجراءات العدوانية المتزايدة لتركيا في المنطقة ؛ والتي تشمل توسيع عمليات التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية اليونانية، وفتح حدودها مع الاتحاد الأوروبي أمام اللاجئين في وقت سابق من هذا العام ، والتدخلات العسكرية في سوريا وشمال العراق وليبيا.

وأضاف تيسدال: "تركيا عضو في الناتو، وشريك تجاري رئيسي في الاتحاد الأوروبي، وحارس للحدود الأوروبية، وفاعل مؤثر في سوريا والشرق الأوسط، على عكس بيلاروسيا، وهذا ربما يفسر ذلك الصمت المُحرج للعديد من الحكومات، بما في ذلك حكومة بريطانيا".

وناشد الكاتب المخضرم كل من يشكك بعبارة "الدكتاتور" المستخدمة ضد أردوغان، بالنظر عن قرب لقانونه القمعي الجديد الذي فرضه في تركيا، والذي يتيح له مراقبة ومحاسبة المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويقول توم بورتيوس، من منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن القانون سيزيد بشكل كبير من الرقابة على الإنترنت، حيث يتم بناء نظام استبدادي من خلال إسكات جميع الأصوات الناقدة، على حدّ قوله.

ووفقا للصحيفة البريطانية، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو من بين أبرز القادة الأوروبيين الذين وقفوا بوجه أردوغان، حيث أبدى غضبه علناً من توسع تركيا في عمليات التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية اليونانية، وأرسل تعزيزات بحرية إلى شرق البحر المتوسط الأسبوع الماضي، وطلب من أردوغان التراجع.

وتنم التصرفات الاستفزازية المفاجئة لأردوغان عن حسابات متعمدة، وفقا للصحفي التركي المعارض ياووز بيدر، رئيس تحرير "أحوال تركية" الذي شكك بما يحاول الرئيس التركي تحقيقه.

وكتب بيدر: "يريد أردوغان الذي يعاني من الأزمات الاقتصادية والوبائية وهبوط العملة، تعزيز سمعته المهيمنة كقائد قوي وقائد أعلى، كي يظهر بأنه يحافظ على شرف تركيا ومكانتها في العالم. هو يحتاج إلى إعادة تلميع صورته المتلألئة كل يوم".


ووفقا للصحيفة البريطانية، فقد تفاقمت دكتاتورية أردوغان، بشكل مطرد، منذ أن نجا من عملية الانقلاب، فشهدت تركيا القمع العشوائي في الداخل، الذي ينطوي على سجن عشرات الآلاف من المعارضين وغير المعارضين، بالإضافة لزعزعة للاستقرار في المنطقة بالخارج.

وقال تيسدال: "بقيادة أردوغان، انغمست تركيا في الحرب في ليبيا، لأسباب عديدة، ليست من ضمنها أمن وازدهار الشعب الليبي"، مشيفا أنه من خلال فتح حدود تركيا مع الاتحاد الأوروبي أمام اللاجئين السوريين في فبراير، ذكّر أردوغان أوروبا بأنه مستعد تماما لاستخدام اللاجئين كسلاح سياسي". كما تواصل تركيا نشر الآلاف من قواتها في شمال سوريا. ظاهريا فإنهم جنود حفظ سلام، أما في الواقع، فهم محتلون وسجانون".

وقال الكاتب إن أردوغان احتفظ بحالة الاحتكاك المستمرة مع إسرائيل، بتنديده بالإنجاز الدبلوماسي الذي حدث الأسبوع الماضي بين دولة الإمارات وإسرائيل، حتى يدعم "ورقته" مع المتشددين، وكذلك قبلها بإساءته غير المبررة للمسيحيين بتحويل الكاتدرائية والمتحف السابق "آيا صوفيا" في إسطنبول إلى مسجد.

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق