لنذكر «الجزيرة».. كيف لعبت دور الوسيط في نقل شفرات القاعدة وداعش إلى الإرهابيين؟

الأربعاء، 19 أغسطس 2020 07:33 م
لنذكر «الجزيرة».. كيف لعبت دور الوسيط في نقل شفرات القاعدة وداعش إلى الإرهابيين؟
أرشيفيه
دينا الحسيني

- الجزيرة أداة رئيسية في يد التنظيمات المتطرفة

- توصيل رسائل بن لادن ومبايعة البغدادي على الهواء

- استضافة  أبى حذيفة" أخطر قيادات القاعدة في اليمن

-  الوصول لأماكن العمليات الإرهابية قبل وقوعها والتواصل مع منفذيها

- - القناة الوحيدة التي بثت من الفلوجة أثناء احتلال العراق بتسهيل من القاعدة

- استضافه محمد الجولاني المنشق عن القاعدة لتبرئة ساحته من الإرهاب

- لقاء يسري فودة بأحد مدبري هجمات 11 سبتمبر

- انفرادها بمكالمة مرسي العياط من هاتف الثريا بعد هروبه من السجن

ليست بالمصادفة حينما كان يختار أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الأسبق قناة الجزيرة كمنبر لبث رسائله لضمان سرعة الوصول إلي عناصر التنظيم ، فالجزيرة القطرية بدأت دورها منذ عهد بن لادن ، ومع الوقت بدأ يتكشف علاقتها الوطيدة بالتنظيمات المتطرفة ، وفضحت طبيعة الموضوعات المطروحة علي شاشة القناة العلاقة بين الجزيرة وأفغانستان ، فضلاً عن ظهور شخصيات مشبوهة إما تنتمي للتنظيمات المتطرفة ، أو من تقوم بدعمهم أو التواصل مع منفذي العمليات الإرهابية ، ثم تفرغت لأداء هذا الدور الإرهابي  باحترافية في كل دول العالم فمن دعم القاعدة الي دعم داعش مروراً بالإخوان وكل التنظيمات الإرهابية، حتي دعمت الشيعة في لبنان والعراق .

على مدار تاريخ الإعلام العربي والدولي  لم تثر وسيلة إعلام عربية الضجة والجدل بشكل مريب كما فعلت قناة الجزيرة، ، بالإضافة لخوضها معارك مشبوهة ضد كثير من الدول خاصة دول الشرق الأوسط ، بل  كانت سبباً رئيساً في إثارة الفتن والأزمات في المنطقة، في فترات مختلفة ، فاحترفت الجزيرة التلون " كالحرباء"  لمواكبة التغيير الطارئ علي الساحة العربية والدولية،  فتارة تتنصل من علاقتها بجماعة الإخوان وتهاجمهم " صورياً " وفي المقابل يجلس تميم بن حمد مع قاداتهم بالدوحة لعقد الصفقات الخفية ، وتارة أخرى تحتضن عناصرهم وتمول قنواتهم وإعلامهم ، حتي أصبحت الجزيرة أداة رئيسة في يد المجموعات المتطرفة، على رأسها جماعة الإخوان المسلمين .

دلائل كثيرة تؤكد أن قناة الجزيرة بعدت عن دورها الإعلامي التي أدعت أنها تأسست من أجلة ، وباتت أصابع المخابرات القطرية تظهر وبقوة علي شاشات القناة ، حتي تورط مذيعين ومراسلين وعاملين بها في دعم الإرهاب والتواصل مع العناصر الإرهابية ، وهناك وقائع شهيرة مثل إتهام مراسل القناة في أفغانستان تيسير علوني بالإرهاب ، وسمحت القناة لضيف برنامج الاتجاه المعاكس الذي يقدمة فيصل القاسم بمبايعة أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش السابق علي الهواء ويدعي محمد حسين باحث في شئون الحركات الإسلامية ، ولم يقاطعه مقدم البرنامج ، وهناك التسريبات المتداولة لحمد العطية الذي كان مستشار الشيخ خليفة بن حمد، في مكالمة هاتفية له مع أحد الإرهابيين في البحرين حينما وعده  ببث الجزيرة لمواد تدعم الإرهابيين في المنامة.

ولا أحد ينسى التغطية التي كانت تقوم بها الجزيرة عام 2003 أثناء احتلال العراق ، فهي القناة الوحيدة التي كان يبث فيها أحمد منصور من الفلوجة، ولا أحد كان يعلم وقتها كيف سمح له ومن ساعدة علي البث ، ليتضح فيما بعد أن تنظيم القاعدة كان يتمركز في الفلوجة ، ووقتها ألقت القناة الضوء أنهم انفردوا بلقاءات مع المقاتلين  ضد الأمريكان ليتبين ايضاً أن هؤلاء المقاتلين هم عناصر القاعدة، وهذه علاقة إرهابية أخري  ، فضلاً عن تخصيص مساحة ثابتة ليوسف القرضاوي أحد دعاة الفتنة والفوضى والذى أعلن عبر القناة  إباحة العمليات الانتحارية فى سوريا من قبل العناصر الإرهابية ودعا  إلى تدخل القوات الدولية فى ليبيا أثناء الأحداث التى شهدتها الدولة العربية الشقيقة فى فبراير 2011.

واستكمالاً للدور المشبوه للجزيرة القطرية في دعم الإرهاب والتطرف استضافتها عادل الحسنى  الملقب بـ " ابى حذيفة " أحد أخطر قيادات تنظيم القاعدة  وقدمته للمشاهدين بصفته قيادياً فى المقاومة الجنوبية اليمنية، واللقاء الحصري الذي أذاعته القناة وأنفرد به أحمد منصور مذيع القناة المعروف بعلاقاته الوطيدة مع عنصر القاعدة وداعش والإخوان الإرهابية ، وكانت الشخصية المستضافة هو زعيم تظيم القاعدة في سوريا محمد الجولاني والذي خص الجزيرة ومذيعها أحمد منصور بحوار لتبرئة ساحته من الإرهاب ولكن فشل نظراً للإدانات الدولية التي أتهمت بالأدلة والوثائق تحريضه على الإرهاب .

أما في أحداث اعتصامي رابعة والنهضة المسلحين ، ومسجد الفتح ، و حصار الدستورية ، ومدينة الإنتاج الإعلامي وغيرها من الأحداث التي عاصرها الشعب المصري إبان حكم محمد مرسي العياط وبعد عزلة كانت شاشات الجزيرة تتصدر المشهد بل وتنفرد باللقطات من خلال ترتيبات مسبقة نسقها لهم قيادات جماعة الإخوان الإرهابية الذين يتواصلوا مع القصر الأميري في قطر وضباط المخابرات القطرية ، وكانت مكالمة محمد مرسي العياط عقب هروبه من سجن وادي النطرون إبان أحداث اقتحام السجون في 2011 بهاتف الثريا كانت خير دليل علي العلاقة الوطيدة بين القائمين علي إدارة القناة وعناصر الإخوان بل وعلاقتهم باقتحام السجون .

وتبقي قناة الجزيرة من أكثر القنوات الإعلامية التي انشق عنها عدد كبير من المذيعين العاملين فيها بل كشف بعضهم  حجم المؤامرات التي تحاك في المطبخ الإعلامي في القناة وسيطرة التوجه المنحرف للنظام القطري وجماعة الإخوان على القناة وما يتم بثه من برامج وأخبار، ووثق المنشقون عن القناة أنهم كانوا يذهبوا إلي أماكن الأحداث الإرهابية قبل وقوعها وكانوا يعتقدوا حينها أنهم يقدموا سبق صحفي، وجاء ذلك علي لسان المصور الحربي السابق بالجزيرة محمد فوزي  ، فضلاً عن ما سبق وكشفه  الإعلامي يسري فوده المنشق عن قناة الجزيرة والذي كان يقدم برنامج  " سري للغاية"  عن اللقاء السري الذي جمعه في شقة في كراتشي بمدبري هجمات 11 سبتمبر وهما خالد شيخ محمد رئيس اللجنة العسكرية لتنظيم القاعدة، والمنسق العام للعملية رمزي بن الشيبة.

محللون سياسيون ودوليون طرحوا تساؤلا هاماً وهو متي سيأتي الوقت الذي يدرك فيه العالم مهمة الجزيرة السرية المتمثلة في تقويض استقرار دول خليجية، وترويج أفكار الإسلاميين أمام الشعوب والبسطاء، ودعم حركات القاعدة وطالبان، والوقوف إلى جانب إيران في مواجهة العقوبات ، محذرين من رسائل الجزيرة  الناطقة باللغة الإنجليزية  التي تبيض السياسات القطرية الخارجية أمام الجمهور الغربي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة