فنكوش 20 سبتمبر.. يفضح سبوبة تمويل الإرهابيين

السبت، 26 سبتمبر 2020 07:30 م
فنكوش 20 سبتمبر.. يفضح سبوبة تمويل الإرهابيين
الإخوان
محمد الشرقاوي

المقاول الهارب محمد على أنفق أموال "تميم" في البارات وهاجم قنوات الإخوان وسب المصريين

مذيعو الجماعة الإرهابية يشنون حملة ضد "الهارب": سرق الفلوس وفبرك الفيديوهات 
 
قبل 20 سبتمبر، لو نظرت لوهلة لمواقع التواصل الاجتماعي، ستجد حشداً إلكترونياً شرساً يحرض المصريين للنزول والتظاهر ضد الحكومة وتخريب ممتلكات الدولة، في دعوة روجها المقاول الهارب محمد علي ودعمتها جماعة الإخوان الإرهابية ولجانها الإلكترونية.
 
لأيام ظل المصريون يترقبون ما يحدث، فالجماعة التي فقدت شعبيتها في الشارع المصري تصارع من أجل التواجد مرة أخرى، وهو ما يرفضه الشعب المصري، ويؤكده يوماً تلو الآخر، بكشف زيفها وادعاءاتها وشائعاتها التي لا تنتهي.
 
قبل يوم 20 سبتمبر بساعات، خرج محمد علي الهارب إلى إسبانيا، داعياً المصريين للتظاهر وأنه في انتظارهم ليولوا كلمتهم ويحققوا ثورة على حد قوله، لكن جاء يوم الأحد الماضي، ولم يجد المصريون شيئاً في شوارعهم، غير منشورات تتداولها اللجان الإلكترونية وفيديوهات مفبركة تنشرها قنوات الجزيرة والإخوان.
 
لم يخرج أحد للشوارع في صباح يوم 20، ليتصدر بعدها تريند على موقع التدوينات "تويتر": "هنخرج بعض الضهر"، لتظهر معها بوادر خلافات داخل الجماعة الإرهابية، درجة أن الأمر وصل للتنصل من المقاول الهارب، في اللحظات الأخيرة.
 
والأحد الماضي، صدر بيان عن المرشد العام الجديد لجماعة الإخوان الإرهابية، إبراهيم منير، يطلب شباب الجماعة بعدم الانسياق للتظاهرات، ودعوات محمد علي والنزول للشارع والمتابعة عبر المنصات الإلكترونية الخاصة بهم فقط، هذا البيان أظهر مدى الانقسامات التي تعاني منها الجماعة، خاصة بعدما كانت تعول على ما أسمته الثائر محمد علي، وهو في الأصل عروس ماريونيت تحركه، ومع مرور اليوم، تواصلت تداعيات عدم نزول الإخوان إلى الشارع داخل الجماعة، حتى أن الممثل الفاشل- بشهادة زملاءه في الوسط الفني- فقد أعصابه وتوجه بالسباب والشتائم لعناصر الجماعة ومن دعموه.
 
وفقد المقاول الهارب محمد علي أعصابه، بعد رد طموحاته الواهية وعدم نزول أحد للشوارع، درجة أنه سب الذات الإلهية، وواصل فيديوهاته بتحميل قنوات الإخوان مسئولية فشله في نجاح دعوته، واصفاً هذه القنوات بالخائنة.
 
وصل الحال بالمقاول الهارب إلى الدخول في مشاجرة مع قنوات الجماعة التي تموله- باعترافها- واتهامهم بشكل مباشرأنهم " بيقبضوا"، قائلاً: "لو مطلعتوش وغطيتوا المظاهرات يبقى بتقبضوا"، ويتبادر للذهن هل فعلا هناك مظاهرات، وقنوات الإخوان تترك فرصة كهذه دون تغطيتها، أم أن محمد على يدير منظومة جديدة في التمويل، مما يجعل قنوات الإخوان غيورين من خروج تلك الأموال بعيدة عنهم، أم أن هناك إشكالية في استخدام الأراجوز محمد على، دون أن يجرؤ على محاسبتهم.
 
 الأمر في الحقيقة بعيدا عن التظاهرات، لكنها سبوبة للتمويل تكالبت عليها قنوات الإخوان ومحمد علي، فبعد مهاجمة الأخير لمنابر الإرهابية، رد المنتمون للجماعة الهجوم، منها سخرية الصحفي المنتمي لجماعة الإخوان، عبد المنعم محمود، من محمد علي، عبر صفحته الرسمية بموقع "تويتر": " محمد علي طالع بيصرخ أن (قنوات المعارضة) مش بتغطي الحراك في الشارع المصري، والله هغير نظرتي وأحترم أي منصة لم تتعاط مع العبث والدجل اللي بيدعوا ليه هذا الشخص المرة دي". تويتة عبد المنعم ليست بأهمية هجوم الإعلامي الإخواني سامي كمال الدين، الهارب إلى تركيا، قائلاً: "الأجير محمد علي بينادي على بهلول إسطنبول وكل حرامي والعملاء الذين يسرقون أموال دعم الثورة والقنوات، لن تنجح هذه الثورة إلا إذا ضُربتم بالحذاء، كل أولئك الخونة سواء في مصر أو بعض من يرتدى ثوب المعارضة".
 
واعترف كمال الدين بأن المقاول الأجير والجماعة الإخوانية ينشرون فيديوهات مفبركة، متابعا، في تغريدة أخرى: "هو أنت يا أهطل والناس في الشارع بتعرض على القناة فيديوهات قديمة ومفبركة من المحلة ليه؟!.. حاجة من الاتنين إما أنت شغال مع مصر وش.. وبتحاول توصل إن محدش نزل أو إنك بتسرق أموال تمويل القناة علشان كده مفيش صرف على المحتوى وأنا أظن الاتنين، وما ينفعش أدعوكم للنزول وأنا أعيش بأمان خارج مصر".
 
وأضاف، سامي كمال الدين: "لا أستطيع دعوتكم للنزول وأنا أعيش في أمان خارج مصر، لكني أدعم كل من ينزل وأدافع عنه وأكون صدى صوته.. أنا ضد هدم البلد، ضد تشويه الجيش، ضد هدم المؤسسات".
 
وتكمن أهمية هجوم سامي كمال الدين في كونه أحد المقربين من صناع القرار داخل الجماعة، ما يعني أن هناك خلاف كبير في أروقة الجماعة التي عولت على المقاول الهارب. للعلم سامي كمال الدين هو أول شخص يبث مقابلة مع محمد علي من داخل منزله في إسبانيا، والمنطقة التي يعيش فيها، وكذلك مكتبه، كما أنه كان أحد داعميه بشدة.
 
وكان لافتاً ان عدد من أعضاء الجماعة الإرهابية شنوا هجوماً على المقاول الهارب، بعد نشره لصور له مع فتيات ليل داخل بارات برشلونة، واتهموه بسرقة أموال التمويل الممنوحة له من أمير قطر تميم بن حمد وأنفاقها على نزواته الشخصية في الديسكوهات، وأطلقوا عليه "ثائر الديسكوهات".
الخلاف حول التمويل ليس بجديد، فكثيراً ما وقع خلاف بين مقدمي برامج الإخوان وملاكها وبينهم وبين منبع التمويل قطر، ففي أغسطس الماضي، نشب بين أذرع الجماعة في قطر وتركيا. 
 
وخلال الفترة الماضية نشبت معركة داخل منظومة إعلام الإخوان، فضحت الخبايا والأسرار للعاملين في قنوات وصحف الممولة قطرياً، بدأها الإعلامي الهارب محمد ناصر، بعدما قال على بث مباشر: "عزمى بشارة كاره لكل قنواتنا الشرق ومكملين ووطن لأن ميزانيتها لا تعادل ميزانية البوفيه والتواليت في قناة العربى".
 
وتزايد الخلاف والردح داخل معسكر إعلام الإخوان الممول من قطر، بين طرف يقوده العناصر العاملة في قنوات الإخوان، وطرف آخر يقوده عزمي بشارة المشرف على مجموعة قنوات وصحيفة العربى الجديد، بسبب التمويل. 
 
حيث حاولت قنوات الإخوان الموجودة في تركيا، ابتزاز نظام الدوحة للحصول على أكبر دعم مادي ممكن لصالح قنوات الإخوان أسوة بعزام التميمي.
وأبرز مثال على سرقة أموال التمويلات والاستمتاع بها في نزات شخصية، هو الإخوانى "عزام التميمى" عراب تمويل القنوات المعادية لمصر، حيث يتولى عملية توريد ملايين الدولارات لتلك القنوات لمواصلة عملية التحريض ضد الدولة المصرية، وذلك وسط حياة من الترف والبزخ يعيشها التميمى وهو رجل فلسطيني أصل ويحمل الجنسية البريطانية.
 
ويحرص عزام التميمى على نشر صور ومقاطع فيديو توضح مدى الثراء الفاحش له في الوقت الذى يمول فيها قنوات معادية لمصر لبث سمومها ضد الدولة المصرية، وذلك في إطار مخطط جماعة الإخوان للسيطرة على الدول العربية من خلال نشر الفوضى الخلاقة في الشارع.
 
ولا يلتفت عزام التميمى كثيرا إلى القضية الفلسطينية التي لطالما تاجر بها لصالح أجندات خاصة سواء تركية أو قطرية، وبات يركز خلال السنوات العشر الأخيرة على كيفية بث الفتن والأكاذيب ضد البلدان العربية بهدف تمكين جماعة الإخوان من الحكم في تلك الدول.
 
ولد عزام التميمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية في منتصف خمسينيات القرن الماضي ثم تركها مع عائلته متجهًا إلى الكويت قبل أن تستقر به الحال في بريطانيا ويتدرج في المناصب داخل جماعة الإخوان الإرهابية حتى بات عضوًا فاعلًا في الرابطة الإسلامية بلندن وهي المنظمة التي تتلقى تمويلات ضخمة من النظام القطرى.
 
صعود عزام التميمى داخل الإخوان كان مرتبطا بقناة الحوار والممولة قطريا، والتى كانت النافذة الاعلامية للتنظيم الدولى منذ سنوات ما قبل يناير 2011، لكن علاقة التميمى بالشأن المصرى بدأت بعد الاطاحة بحكم محمد مرسى فى 2013، وقتها فر الإخوان إلى ملاذهم الامن فى تركيا، وبدأت الحرب الإعلامية بالتمويل القطرى والرعاية المخابراتية التركية ،وكان لابد من عراب معروف لدى السلطات القطرية حتى يتولى مهمة توريد الأموال لإعلام الإخوان وهنا تعاظم دور عزام التميمى.
 
يشغل عزام التميمى مجموعة مناصب فى الإعلام الإخوانى، فهو عضو مجلس إدارة قناة مكملين ،وهو أيضا صاحب شركة لتوريد أجهزة البث الفضائى لقنوات الإخوان، تعتمد عليها جميع القنوات التى تبث من اسطنبول مقابل اجر ،وقبل كل هذا هو رئيس مجلس ادارة قناة الحوار الإخوانية "فضائية التنظيم الدولى" ،فهو يقبض من القنوات مرة بصفته صاحب شركة التى تؤجر أجهزة البث، ومرة أخرى بصفته مسؤولا نافذا بهذه القنوات.
 
الجانب المظلم فى حياة التميمى هو علاقته بفيروز حليم المذيعة فى قناة الشرق، حيث تشير التسريبات الى أنها زوجته لكن هذه الزيجة غير معلنة، وأن علاقتهما كانت هى جواز مرورها للعمل كمذيعة فى قناة الشرق، وقناة الحوار التى يرأسها.
 
وفى لقاءات تليفزيونية عدة، بدا التميمى مجوفًا لا معلومات لديه، لدرجة أن المذيعين يشعرونه بالحرج، ففى لقاء له على شبكة الإذاعة البريطانية بى بى سى، وجد التميمى نفسه فى مأزق، حينما تحدث عن أن نظام الإخوان هو من سيأتى بالديمقراطية إلى الشرق الأوسط، صدمته المذيعة: قطر والإخوان المسلمون مفهومهم القائم على السمع والطاعة هم الذين كانوا سيأتون بالديمقراطية إلى العالم العربى؟، لم يتمكن التميمى من الرد، قائلا: مفهومك خاطئ عن الإخوان.
 
وفى محاولة لإظهار أنه متواجد في الصورة، خرج إبراهيم منير في حوار مع قناة الجزيةر القطرية، أبدى خلاله استعداده للتفاوض مع العناصر المتورطة فى العنف من أجل عودتهم إلى الجماعة تنظيميًا مرة أخرى، معترفاً بأن عددا كبيرا من عناصر الجماعة كان يرى أن استخدام العنف ضد الدولة هو الحل لأزمة الإخوان، وأنه لديه استعداد للتفاوض معهم من أجل عودتهم للجماعة وإنهاء الخلاف التنظيمى معهم.
 
اللافت أن منظمات حسم ولواء الثورة كانا يعتبران الجناح المسلح لجماعة الإخوان، وكانت بداية فضح العلاقة بين الإخوان، ولواء الثورة عن طريق بيان صادر عن وزارة الداخلية فى 8 مارس الجارى، أعلنت فيه "مقتل أحد عناصر الحراك المسلح التابع لجماعة الإخوان الإرهابية بدائرة مركز أبو صوير بالإسماعيلية عقب تبادل لإطلاق النيران معه.
 
وفى اليوم التالى أصدرت جماعة الإخوان – جبهة محمد كمال عضو مكتب الإرشاد الذى لقى مصرعه فى تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن بحسب بيان سابق لوزارة الداخلية فى أكتوبر الماضى، بيانا اتهمت فيه قوات الأمن بتنفيذ ما زعمت أنه "اغتيال" بحق شباب زعمت أنهم "مختفين قسريًا"، وأصدرت حركة لواء الثورة، بيانًا فى 12 مارس نعت فيه نفس الشباب الذين نعتهم جماعة الإخوان عبر آلتها الإعلامية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق