زيارة مريبة.. أردوغان يحمل ملفات الإرهاب والغاز وإنقاذ الليرة إلى الدوحة غدا

الثلاثاء، 06 أكتوبر 2020 09:40 م
زيارة مريبة.. أردوغان يحمل ملفات الإرهاب والغاز وإنقاذ الليرة إلى الدوحة غدا
كتبت - دينا الحسيني

 
احتفت وسائل الإعلام القطرية والتركية على حد سواء بإعلان الرئيس التركي رجب طيب أدروغان زيارة يجريها غدا إلى الدوحة، وسط أحاديث عن ملفات مهمة خلف الكواليس دفعت الرئيس التركي إلى الاستنجاد مجددا بالإمارة الخيلجية.
 
زيارة مريبة يجريها أردوغان بعد 3 أشهر فقط من السيارة السابقة، في توقيت تمر فيه البلدان بأزمات متلاحقة اقتصادية وسياسية في محاولة لإيجاد مخرج للمشاكلات التي تعصف بأنقرة والدوحة بسبب سياسات أطماع نهب ثروات المنطقة ودعم الإرهاب.
 
في محاولة لإضفاء طابع الدبلوماسية على الحدث، وصفت وكالة الأنباء القطرية زيارة الرئيس التركي بأمير قطر بأنها استعراض للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها، وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لكن مراقبين دوليين يرون أسبابا أخرى دفعت أردوغان إلى الهرع لزيارة الدوحة.
 
وأفادت تقارير عربية نقلا عن مراقبين للشأن القطري ومقربين من دوائر صنع القرار في قصر الدوحة بأن زيارة أردوغان تأتي في وقت تواصل فيه العملة التركية انهيارها التدريجي خلال الأيام الماضية إلى مستويات قياسية منخفضة أمام الدولار الأميركي، وحالة تردي عامة لم يشهدها الاقتصاد التركي في تاريخه.
 
ويرى مراقبون آخرون أن زيارة الرئيس التركي تنطوي على علاقة وثيقة بالحرب التي تخوضها أنقرة بالوكالة عن أذربيجان ضد أرمينيا بإرسال عدد كبير من المرتزقة السوريين لإشعال الصراع بين الجانبين لصالح الأجندة التركية، حيث أفادت تقارير في وقت سابق بقيام تركيا بعمليات نقل كبيرة لأعداد من المرتزقة بقوائم رواتب تزيد عن مثيلتها في ليبيا للحرب إلى جانب أذربيجان نيابة عن تركيا.
 
وفي أوائل سبتمبر الماضي، كشفت تقارير وسائل إعلام ليبية أن مباحثات جرت بين رئيس حكومة الوفاق الليبية، المنتهية ولايتها، فايز السراج، ووزير الدفاع التركي خلوصي أكار ووزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، أسفرت عن اتفاق ثلاثي على دفع زيادة بنسبة 30% في رواتب المرتزقة السوريين الذين تم إرسالهم من تركيا، وتتحملها الخزينة القطرية للقيام بمهام أخرى لصالح تركيا.
 
وقال تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان إن عددا كبيرا من المرتزقة السوريين خرجوا من ليبيا بترتيب مع دبلوماسيين قطريين بعد دفع قوائم الرواتب التي بلغت بين 2300 إلى 2800 لكل مرتزق شهريا، ونقلوا إلى خارج البلاد للدفع بهم في الحرب مع أذربيجان ضد أرمينيا.
 
تزامن ذلك مع أحاديث تدور في الأوساط القطرية، وأكدتها حسابات قطرية على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن التعاون المشترك بين تركيا وقطر في ملف الغاز كنوع من الرد على توقع ممثلو 6 دول تطل على البحر الأبيض المتوسط، في أواخر سبتمبر الماضي، في العاصمة المصرية على ميثاق تحويل منتدى غاز شرق المتوسط إلى منظمة إقليمي، والذي يضم كلا من مصر والأردن وإسرائيل واليونان وقبرص وإيطاليا، فيما بدت أنها ضربة جديدة لتحجيم التواجد التركي في منطقة شرق المتوسط.
 
في وقت يستجدي فيه أردوغان دول حلف الناتو، لمواجهة التصعيد الأوروبي بفرض عقوبات صارمة على الاقتصاد التركي لا يمكن تحملها في وضع انهياره الحالي، بإيعاز من اليونان التي تقف في وجه الانتهاكات التركية في شرق المتوسط وتعتبرها جريمة دولية ضد حقوقها التاريخية في المنطقة.

قطر تتجرع مراراة الأزمات
على جانب آخر، فإن الجانب القطري يعاني الأمرين من اقتصاد منهار في ظل تفشي كورونا وأزمات داخلية ظهرت معها هاشتاجات على مواقع التواصل الاجتماعي لأول مرة في الداخل القطري تتحدث عن محاسبة الفاسدين، بما ينذر بغليان الشعب القطري.
 
أزمات قطر التي تفاقمت جراء فشلها في تدارك أزماتها السابقة الناجمة عن تبعات المقاطعة العربية للدوحة، انضمت إلى أزمات أخرى حديثة لها علاقة بتفشي جائحة كورونا وفشل الإمارة الصغيرة في إدارة الأزمة بفعل تقصير حكومي في إدارة البلاد.
 
جاء ذلك في وقت تحاصر فيه الأزمات الداخلية والفضائح الدولية نظام تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، وسط تزايد السخط الشعبي والغضب الدولي نتيجة انتهاكاته المستمرة وتماديه في سياساته التخريبية، ويعكس هذا حالة الارتباك التي يعيشها النظام القطري بشكل عام وبشكل رئيسي الفشل في الأداء على مختلف الأصعدة، لا سيما السياسة الخارجية وعلى الصعيد الاقتصادي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة