تسريبات إيميلات هيلاري كلينتون.. الدوحة ضخت أموالا طائلة لبدء مخطط الربيع العربي والحكومة القطرية دفعت للإخوان 100 مليون دولار لإنشاء مؤسسة إعلامية مشتركة تستهدف مصر ودول المنطقة

السبت، 10 أكتوبر 2020 09:12 م
تسريبات إيميلات هيلاري كلينتون.. الدوحة ضخت أموالا طائلة لبدء مخطط الربيع العربي والحكومة القطرية دفعت للإخوان 100 مليون دولار لإنشاء مؤسسة إعلامية مشتركة تستهدف مصر ودول المنطقة
طلال رسلان

في خضم الصدام الشرس في الولايات المتحدة الأمريكية، طالب ترامب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن يجد وسيلة لنشر رسائل إلكترونية من هيلاري كلينتون، مرشحة الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2016، وهو ما يطالب به نشطاء الجمهوريين الذين ينتقدون استخدامها خادما خاصا عندما كانت وزيرة للخارجية
 
وردا على مطالب الرئيس الأمريكي، قال بومبيو لقناة "فوكس نيوز": "سننشر هذه المعلومات حتى يتمكن الأميركيون من رؤيتها"، وبشأن سؤاله عما إذا كان سيفعل ذلك قبل الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر، أضاف بومبيو "إننا نقوم بذلك بأسرع ما يمكن. أعتقد تماما أننا سنرى المزيد قبل الانتخابات".
 
لم يمر وقت كبير على رد وزير الخارجية الأمريكي، حتى تعاقبت التقارير الأجنبية عبر المواقع وحسابات التواصل الاجتماعي تكشف قائمة كبيرة من الرسائل الإلكترونية ونسبتها إلى بريد وإيميلات هيلاري كلينتون، والتي كشفت عن ترتيبات وخطط مثيرة تخص منطقة الشرق الأوسط وتحرك الإدارة الأمريكية وسياستها تجاهها.
 
بتتبع التفاصيل داخل إيميلات كلينتون المسربة، ولا تبتعد عملية التسريب للمواقع عن إدارة ترامب، أشارت إحداها إلى أنه تم الطلب من قطر تمويل ما سمي بالربيع العربي عبر صندوق مخصص لمؤسسة كلينتون.
 
وفي 2016، لم تخف مؤسسة كلينتون أنها قبلت هدية قيمتها مليون دولار من قطر أثناء عمل هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية الأمريكية دون إخطار وزارة الخارجية حتى على الرغم من تعهدها بالسماح بمراجعة التبرعات الجديدة من الحكومات الأجنبية.
 
وقتها تم الكشف عن أن المسؤولين القطريين تعهدوا بتقديم هذا المبلغ في 2011 بمناسبة عيد ميلاد بيل كلينتون الخامس والستين وسعوا للقاء الرئيس الأمريكي السابق بشكل شخصي في السنة التالية لتقديم الشيك له، وذلك وفقا لرسالة عبر البريد الالكتروني من مسؤول بالمؤسسة إلى جون بوديستا رئيس الحملة الرئاسية لكلينتون.
 
لكن، وفقا للتسريبات الجديدة، يبدو أن المبالغ التي أودعتها قطر في خزينة مؤسسة كلينتون كانت جزءا من صفقة كبرى لصالح تمويل مخطط الربيع العربي وإحراق الشرق الأوسط بأعمال عنف وإرهاب، وهذا ما تبين فيما بعد بتتبع الأحداث وما آلت إليه الأوضاع في الدول التي استهدفها الربيع العربي.

بإكمال قراءة إيميلات ترامب المسربة عبر وسائل إعلام وحسابات أمريكية، فإن إحداها كان وثيق الصلة بالمخططات القطرية أيضا كحلقة وصل لما بدأته الدوحة من ضخ أموال في مؤسسة كلينتون لصالح تمرير المخطط القطري في الشرق الأوسط.
 
كشفت إحدى الرسالات النقاب عن أن الحكومة القطرية فتحت أبوابها لعناصر لها علاقة بأعمال ومخططات إرهابية من خلال إنشاء مؤسسة إعلامية مشتركة بين جماعة الإخوان والدوحة بقيمة 100 مليون دولار، بدت أهدافها لخدمة الجانبين وخاصة بعد مرحلة وصول الجماعة إلى سدة الحكم في مصر.

أمريكا والجزيرة
 
إيميلات كلينتون
 

وسط الوثائق، سلطت إحداها الضوء على ارتباط كلينتون بقناة الجزيرة القطرية التي مثلت الذراع الإعلامية لقطر في تنفيذ مخطط دعم الإرهاب والدعوة للفوضى، ومحاولة استغلالها لتلميع صورة إدارة أوباما.
 
كشفت الوثائق أن هيلاري أجرت زيارة إلى الشبكة القطرية في مايو وغادرتها مساء الثاني من مايو، وتضمن برنامج زيارة الوزيرة الأمريكية اجتماع خاص في فندق "فور سيزونز" مع "الجزيرة" القطرية، وضاح خنفر والمدير العام لقناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية، توني بورمان، ثم لقاء مع أعضاء مجلس إدارة الجزيرة وكان في مقر القناة، شاركت فيه القيادة القطرية للشبكة، وتضمنت المناقشات زيارة وفد الجزيرة إلى واشنطن في منتصف مايو، واختتمت هذه الاجتماعات بلقاء مع رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني، الذي يعد صاحب السلطة المطلقة في قناة "الجزيرة".

صندوق الاستثمار المصري.. باب قطر لاختراق مصر

وكشفت إحدى الوثائق المسربة من البريد الإلكتروني لكلينتون محادثة بيها وبين رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم حول ما سمي بصندوق الاستثمار المصري الأمريكي وطلب مشاركة قطر في الصندوق، حيث أبدت قطر قدرا من الرغبة في ذلك، بما يفتح لها المجال للتدخل في الشأن المصري.
 
وتقول الوثيقة إن واشنطن نفذت صندوق الاستثمار المصري الأمريكي ومثله في تونس تحت مسمى توفير فرص العمل والمساهمة في توسيع قطاع الأعمال التجارية الصغيرة من خلال زيادة الوصول إلى رأس المال وتعزيز القطاع الخاص، ولكن كان هذا ضمن لعبة كبرى وصفقة بين الإدارة الأمريكية وقتها وقطر للسيطة على منطقة الشرق الأوسط من باب مصر.
 
وذكرت الوثيقة أنه تم إطلاق صندوق الاستثمار المصري الأمريكي في البداية بمبلغ 60 مليون دولار، وأعلنت قطر عن حزمة مساعدات بقيمة 2 مليار دولار لمصر، لكن كشفت الوثيقة رغبة قطر في التدخل في الشأن المصري وكذلك الشأن التونسي عبر المال الذي يدعم نظام الإخوان الذي انقض على السلطة عقب الفوضى التي شهدتها دول عديدة بالمنطقة ومنها مصر وتتونس عام 2011 والتي روج لها النظام القطري وكذلك إدارة أوباما على أنها "الربيع العربي".
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق