الجهود المصرية لرعاية السلام تقود إلى اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا.. الخارجية ترحب بالخطوة المهمة والجامعة العربية: إنجاز وطني كبير

الجمعة، 23 أكتوبر 2020 06:38 م
الجهود المصرية لرعاية السلام تقود إلى اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا.. الخارجية ترحب بالخطوة المهمة والجامعة العربية: إنجاز وطني كبير
طلال رسلان

جهود مصرية كبيرة لقيادة عملية السلام في ليبيا، وإنهاء الأزمة الليبية التي تصاعدت وتيرتها على مدار الشهور الماضية، أفضت تلك الجهود إلى اتفاق وقف إطلاق النار الدائم في البلاد.

ووقعت الأطراف الليبية اتفاقا لوقف دائم لإطلاق النار في سائر أنحاء البلاد اليوم الجمعة، في جنيف، بما شكل خطوة للأمام في الجهود الدبلوماسية لحل الصراع على الرغم من وجود تشكك في احتمال صمود تلك الهدنة.
 
وعقدت الأمم المتحدة الاجتماعات الأحدث في جنيف بين خمسة ضباط من الطرفين يمثلان حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي، بعد أن عقد الجانبان محادثات مبدئية هذا الشهر في مصر.
 
وقالت مبعوثة الأمم المتحدة لليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز إن الطرفين اتفقا على وقف إطلاق تام ودائم في أنحاء البلاد يدخل حيز التنفيذ  على الفور.
 
ولا تشمل الهدنة جماعات تصنفها الأمم المتحدة على أنها إرهابية مثل تنظيم داعش الذي له وجود في بعض المناطق بجنوب البلاد.
 
وبناء على الاتفاق فإنه، على كل الوحدات العسكرية والجماعات المسلحة الانسحاب عن جبهات القتال والعودة لمعسكراتها. ويتعين على كل المقاتلين الأجانب والمرتزقة مغادرة ليبيا خلال ثلاثة أشهر بحلول 23 يناير.
 
كما نص الاتفاق على أن أي اتفاقات عسكرية عقدها الطرفان مع داعميهم الأجانب يجب أن تُعلّق لحين تولي حكومة موحدة جديدة للسلطة، مع وجوب مغادرة كل المدربين العسكريين الأجانب.
 
وسيشكل الجانبان لجنة عسكرية مشتركة للعمل في غرفة للعمليات تقود قوة محدودة من الأفراد العاديين، وسيكون مهمتها حصر وتصنيف كل الجماعات المسلحة في ليبيا بمساعدة الأمم المتحدة والعمل على ما إذا كان يمكن دمج مقاتليها في مؤسسات الدولة وكيفية تنفيذ ذلك.
 
وستضطلع غرفة عمليات جديدة مشتركة للشرطة بمهمة تأمين المناطق التي تنسحب منها قوات الجانبين، وسيعمل الجانبان أيضا مع بعثة الأمم المتحدة في ليبيا للتوصل إلى آلية لمراقبة الهدنة. وطلب الجانبان من مجلس الأمن إصدار قرار يضمن انصياع كل الأطراف.
 
ووفقا للاتفاق فإنه يتعين على الجانبين مواصلة إجراءات متفق عليها لبناء الثقة منها فتح المسارات البرية والجوية بين المناطق الخاضعة لسيطرتهما ووقف خطاب الكراهية وتبادل الأسرى وإعادة هيكلة قوة حراسة المنشآت النفطية.
 
وسيجتمع الوفدان العسكريان اللذان أبرما الاتفاق قريبا مع لجان فرعية للعمل على تفاصيل متعلقة بخطوات حساسة مثل الانسحاب من جبهات القتال ومغادرة المرتزقة وتوحيد القوات المسلحة.

ترحيب مصري وتأكيد على رعاية السلام
 
في غضون ذلك رحبت الخارجية المصرية، اليوم الجمعة، باتفاق وقف اطلاق النار الدائم في ليبيا الذي توصل إليه المسؤولون الليبيون في المحادثات الجارية في جنيف اليوم ٢٣ الجاري.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد حافظ، أن النجاح الذي تحقق اليوم جاء استكمالا لأول اجتماع مباشر استضافته مصر في الغردقة نهاية سبتمبر الماضي، كما ثمّن اتفاق العسكريين الليبيين اليوم على الحفاظ على الهدوء في الخطوط الأمامية، وتجنب التصعيد، ودعا الدول المنخرطة في الشأن الليبي إلى الاسهام في الجهد الحالي، وضمان عدم التصعيد.
 
وعبر حافظ عن تطلع مصر إلى مواصلة الجهود ذات الصلة بالمسار السياسي ودعم جهود المبعوثة الأممية إلى ليبيا لتحقيق الهدف الرئيسي؛ وهو ضمان استقرار ليبيا والحفاظ على سيادتها وسلامة ووحدة أراضيها مع ضرورة خروج القوات الأجنبية من البلاد.
 
من جانبه، رحب أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بالتوقيع صباح اليوم الجمعة بمقر الأمم المتحدة في جنيف على الاتفاق الدائم لوقف اطلاق النار في عموم الأراضي الليبية، والذي تم التوصل إليه في سياق مفاوضات اللجنة العسكرية المشتركة بين حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي.
 
وأشاد أبو الغيط بهذه الخطوة الهامة ووصفها بااإنجاز الوطني الكبير الذي من شأنه أن يثبت الأمن والاستقرار في كافة أرجاء الدولة الليبية، وأثنى في هذا الصدد على شجاعة والروح الوطنية العالية التي تحلت بها قيادات حكومة الوفاق والجيش الوطني ووفديهما إلى المفاوضات؛ كما عبر أبو الغيط عن تقديره الكبير للدور المحوري الذي اضطلعت به البعثة الأممية في ليبيا، ورئيستها بالإنابة ستيفاني وليامز، في سبيل رعاية وتيسير جولات التفاوض التي أجريت بين الجانبين.  
 
وصرح مصدر مسئول بالأمانة العامة للجامعة بأن أبو الغيط ناشد بهذه المناسبة الأطراف الليبية بمواصلة إنخراطها الجاد في هذا الجهد، تحت رعاية الأمم المتحدة وعبر اللجنة العسكرية المشتركة ولجانها الفرعية، وتحمل مسئولياتها بغية إنفاذ هذا الاتفاق والالتزام بأحكامه، وخاصة في سبيل تطبيق مجمل ترتيبات وقف اطلاق النار في الميدان، ومراقبتها والتحقق منها، وتأمين عمليات الإنتاج والتصدير الكامل للنفط، واخراج كافة المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية؛ كما دعا أبو الغيط الأشقاء الليبيين إلى اغتنام هذا الحدث المفصلي من أجل حلحلة الأزمة الليبية على كافة مساراتها الأخرى، وخاصة توطئة لانعقاد منتدى الحوار السياسي الليبي الذي تحضر له وترعاه البعثة الأممية، وبهدف الخروج بتوافق وطني عريض لاستكمال المرحلة الانتقالية في البلاد والتمهيد لانعقاد الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي طالما ظل الشعب الليبي ينتظرها ويتطلع إليها. 
 
وأضاف المصدر أن أبو الغيط جدد التزام الجامعة العربية الكامل بدعم ومساندة كل جهد يرمي إلى التوصل إلى تسوية سياسية متكاملة ووطنية خالصة للوضع في ليبيا، بعيداً عن التدخلات الخارجية وتهديد الميليشيات المسلحة، ووقوفها بجانب الأطراف الليبية لانفاذ الترتيبات العسكرية والأمنية المتفق عليها، والنتائج التي يمكن أن يفضي إليها منتدى الحوار السياسي، ومتابعة تنفيذ كل المخرجات التي تم التوافق إليها في إطار عملية برلين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق