يوسف أيوب يكتب: الإعلام المصرى ووحدة الموقف والمصير في وجه السهام المارقة

الأحد، 01 نوفمبر 2020 10:00 ص
يوسف أيوب يكتب: الإعلام المصرى ووحدة الموقف والمصير في وجه السهام المارقة

 
في مارس 2012 وقف المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية محمد بديع في مؤتمر للجماعة ببنى سويف، موجهاً سهام نقده للإعلام المصرى، واصفا الإعلاميين والصحفيين بأنهم مثل "سحرة فرعون"، الذين جمعهم لسحر أعين الناس وإرهابهم من دعوة موسى عليه السلام، وأن الشيطان الذى أوحى للسحرة هو الذى يوحى للإعلاميين الآن، بأن يصورا للشعب بأن الإخوان هم بديل "الحزب الوطني" وهم من سيدمرون البلاد.
 
وقتها حاول البعض التعامل مع هذا التصريح كونه "ذلة لسان"، دون ان يدركوا الحقيقة التي كان يخفيها "بديع" حينها خلف تصريحه الذى كان بمثابة أذن او تصريح لأعضاء الجماعة والمتلونين معهم، لاستهداف الإعلام المصرى، ووضعه في خانة "العدو" الدائم للجماعة.
 
وقتها كانت الجماعة الإرهابية تردك جيداً أن الإعلام المصرة هو الوحيد القادر على فضح جرائمهم، وتعريتهم امام كل المصريين، لذلك تابعنا ورأينا أسوء عام عاشته مصر تحت حكم الفاشية الإخوانية، والتي بات حينها كل صحفى أو إعلامى لا ينتمى للجماعة او تلون بلونها هو "عدو" و"كافر"، وأوصاف أخرى كثيرة كانت تتداول كل لحظة على لسان أعضاء الجماعة في مؤتمراتهم وجلساتهم وحواراتهم، وحتى عبر شاشاتهم التي حولوها إلى منصة لقصف جبهة الإعلام المصرى ليل نهار.
 
وحينما نجح المصريين في 30 يونيو 2013، وخلفهم الوقفة الوطنية التي لا تنسى للقوات المسلحة، في الإطاحة بالفاشية الإخوانية، زاد عداء الجماعة الإرهابية للإعلام المصرى، وبات أحد الجبهات التي تستهدفها الجماعة ومن يقفون خلفهم من مخابرات إقليمية تدير خطط هدفها النهائي إسقاط الدولة المصرية في مستنقع الفوضى.
 
منذ 2013 وحتى اليوم، أصبح الإعلام الوطنى المصرى هو العدو الرئيسى للجماعة الإرهابية، خاصة بعدما فضح وكشف كل مخططاتها وأهدافها، ويزداد هذا الاستهداف يوما وراء الاخر كلما نجحت الصحافة او الفضائيات المصرية في تعرية الجماعة، مثلما حدث مؤخراً مع محاولاتهم المفضوحة لتنفيذ سيناريو الفوضى في مصر مجدداً، بأطلاق دعوات التظاهر الهدامة، فقد وقف الإعلام المصرى في صدارة المشهد مدافعا عن الدولة واستقرارها، وراصداً لكل محاولات الجماعة الإرهابية واتباعها، وناقلاً أيضا للمصريين بعين الراصد، محاور التغيير التي تمر بها مصر حالياً، منذ طرد الجماعة الإرهابية وحتى اليوم، وما سيأتى مستقبلاً، وخطط التنمية التي ما كان لها لتحدث الا بوجود دولة قوية ورئيس قوى يملك الفكر والرؤية والقدرة على التنفيذ.
 
لذلك لم يكن مستغرباً بالنسبة لى ولكل العاملين في الحقل الإعلامى أن نتابع يومياً محاولات الجماعة الإرهابية عبر أبواقها الإعلامية التي تنطلق من الدوحة وانقرة ولندن، شيطنة الإعلام المصرى، فالخصومة والعداء بيننا وبينهم ليس وليدة اليوم، وإنما لها تاريخ واضح، قاعدته الاختلاف الشديد في الرؤية والهدف، ففي حين أن الإخوان ومن معهم يكنون العداء للدولة والشعب المصرى، فإن الإعلام المصرى يعتبر الوطن هو الهدف الأسمى الذى يسعى لحمايته، ودعم استقراره، والوقوف خلف قيادة الدولة التي استطاعت أن تحمى ليس فقط مصر، وإنما المنطقة بأسرها من خطر الفاشية الإخوانية المدمرة.
 
لذلك باتت القاعدة الواضحة لنا أنه كلما تعرض الإعلام المصرى لهجمات مضادة خارجية أو داخلية، فهذا تأكيد على تأثيره، ودوره في فضح الكذابين والأفاقين والمحرضين أيضاً.
 
والمؤكد أن حملة استهداف الإعلام الوطنى المصرى لم ولن تتوقف، فالسهام ستأتيه من كل صوب، وهى كما قلت دليل نجاحه في أداء مهمته، خاصة المهمة التي أراها الأبرز، وهى زيادة وعى المصريين تجاه مخططات الفوضى والتدمير الإخوانية، التي لا يحكمه سوى رغبة هذه الجماعة الإرهابية في إسقاط الدولة المصرية.
 
ستستمر حملات التشوية واستهداف الإعلام المصرى، وربما يشارك بها بقصد أو دون قصد بعض ممن هم يعيشون بيننا، لكن هذا لا يعنى إن الإعلام سيتراجع عن مهمته، بل تزيده قوة.
 
وهنا لابد أن أحيى مبادرة الأستاذ كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بتنظيم لقاء الاثنين الماضى لرؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة وكبار الصحفيين والإعلاميين، لمناقشة آخر المستجدات على الساحة الإعلامية، وبحث مقترحات مواجهة وسائل الإعلام المعادية، التى تبث أكاذيباً وشائعات تتناول الشأن المصرى، وطرق مواجهاتها وإعلاء الحقائق، فى ضوء الشفافية والدفاع عن ثوابت الدولة المصرية.
 
فهذا الاجتماع، فضلاً عن كونه جاء في وقت شديد الأهمية والحساسية، فأنه أيضاً أكد على وحدة الصف الصحفى والإعلامى، وأيضاً الاتفاق على وحدة الموقف والمصير أيضاً في مواجهة السهام المارقة، وهى رسالة وصلت لكل من يهمه الامر ويعنيه، سواء من المهاجمين على الدوام لرسالة الإعلام المصرى الوطنية، أو للواقفين في مربع واحد في مواجهة الإعلام المعادى.
 
رسالة كما سبق وقلت شديدة الأهمية والقوة، كونها انطلقت من مكان يدعمه كل الصحفيين والإعلاميين المصريين، وهو المجلس الإعلى لتنظيم الإعلام، وفى نفس الوقت كانت بمشاركة كل الفاعلين في المشهد الإعلامى.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق