روشتة القضاء على الفكر الإخواني.. خطة حصار التطرف يفندها قيادي منشق عن التنظيم

الخميس، 05 نوفمبر 2020 10:51 ص
روشتة القضاء على الفكر الإخواني.. خطة حصار التطرف يفندها قيادي منشق عن التنظيم

أنتج الفكر المتطرف لجماعة الإخوان جماعات إرهابية وأذرع مسلحة، فضلا عن انبثاق العديد من الحركات الإرهابية، ليبقى التساؤل، كيف يمكن القضاء على فكر الإخوان المتطرف؟، وخاصة أن الأيام الحالية يعد التنظيم فى أضعف حالاته عقب ثورة 30 يونيو التى أطاحت بالتنظيم، فضلا عن أدراج الجماعة الإرهابية من قبل الرباعى العربى "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" بقوائم الإرهاب".

وللوصل إلى إجابة على تساؤل كيف يمكن القضاء على الفكر الإخوانى المتطرف تحدثنا مع مجموعة من القيادات السابقة والخبراء فى شئون الحركات الإسلامية، وكانت اجاباتهم عبارة عن تصور يمكن العمل عليه لمدة زمنية يعقبها القضاء على الأفكار المتطرفة، مشيرين إلى أن مواجهة الأفكار المتطرفة تتطلب جهود الدولة والشعب معا.

إبراهيم ربيع القيادى السابق بجماعة الإخوان، أجاب على هذا السؤال، مشددا على ضرورة مشروع قومى تنويرى يستمر عشرات السنوات للقضاء على الأفكار الإخوانية والإرهابية معا.

وقال "ربيع": "للقضاء على فكر الإخوان الأمر يتطلب مشروعا قوميا ثلاثى الأبعاد، الأول - العمل بجدية وفاعلية على تفكيك التنظيم بالمطاردة الأمنية والملاحقة القانونية تشريعا وقضاء والضرب بقسوة على مفاصل التنظيم، وعدم تركهم لحظة هادئة يشتغلونها فى إعادة ترميم التنظيم وتجفيف ومصادرة لكل مسارات التمويل الإجرامى".


وأضاف: "ثانيا القيام بالحصار ثلاثى الأبعاد (اجتماعى وإعلامى وثقافي) وتطهير مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى (نقابات وجمعيات ومؤسسات حقوقية) من خلاياهم المتوغلة، متابعا: "ثالثا لابد من صناعة تيار وطنى تنويرى متعلم يعمل على إعادة إعمار الشخصية المصرية وإزالة آثار العدوان الإخواني".

وتابع :" لابد من العمل كفريق متكامل ومتعاون حكومة وشعب ونخبة ومؤسسات دولة ومجتمع مدني، إذ تقوم مؤسسات الدولة (وزارة الشباب، وزارة الثقافة، وزارة الأوقاف، وزارة التعليم، الجامعات، مجلس النواب، المجلس القومى للبحوث الاجتماعية، الأزهر، كل فيما يخصه) بينما يقوم  المجتمع المدنى (نقابات وجمعيات ومؤسسات حقوقية وأحزاب والمجلس القومى لحقوق الإنسان والمجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للامومة والطفولة) للقضاء على الفكر الإخوانى".

ووضع "ربيع"، خطة كاملة للقضاء على الفكر الإخوانى وجميع التيارات صاحبة الأفكار المتطرف، واصفا جماعة الإخوان بالانتهازية التى تتاجر بالدين، مضيفا :"تركنا تنظيمات الاستغلال والانتهازية والمتاجرة الدينية وفى القلب منها تنظيم الإخوان الإرهابى على مدار ما يقرب من قرن من الزمان يتوغل وينتشر فى كل شبر من أرض الوطن، وقامت هذه التنظيمات الإجرامية باحتلال عقل ووجدان المواطن بعدما قامت بطريقة ممنهجة بالتلاعب بعقله وتزييف وعيه بقناعات دينية باطلة مما أدى لتدمير انتمائه الوطنى وتفتيت ضميره الجمعى وتشتيت الاجماع الوطنى  على الولاء والفداء للوطن تحت شعار نبى هذه التنظيمات سيد قطب (الوطن حفنة من تراب عفن)".

وتابع: "رأينا وتجرعنا نتائجه الكارثية من عام 2011 م وحتى الآن وكانت ظهروها الكبير فى 2013 ومازلنا ندفع ثمنا باهظا مئات المليارات من الجنيهات خسائر اقتصادية متراكمة بل ما هو أغلى مئات من شهدائنا فى الجيش والشرطة وآلاف المصابين"، مضيفًا: "الفريضة الوطنية الآن هى صياغة مشروع قومى لإعادة هندسة الوعى الوطنى وتطعيم الأجيال القادمة بمصل الانتماء والولاء والفداء للوطن،  وهذا واجب علينا جميعا نخبة وشعبا وحكومة ومؤسسات دولة ومؤسسات مجتمع مدنى يجب أن نقف وقفه حاسمة حازمة ونقول مصر فى سنة كذا خالية من فيرس الإخوان وفى يوم كذا مصر ليس بها أى كيان خارج عن قانون الدولة ونجهز الموارد البشرية ونضع الخطط والجداول الزمنية لتحقيق ذلك".

وأضاف: "وعى الأمم والشعوب يتكون من خلال طبقات ثلاثة، ممثلة فى طبقة الوعى الفطرى أو ما يمكن تسميته بالوعى الغريزى أو وعى الجينات وهذه هى قاعدة هرم الوعى والشعب المصرى على وجه العموم نتيجة للعمق الحضارى والتراكم التراثى، يجعله مدركاً للخطر بشكل فطرى وهذا الوعى يتم استدعائه وقت الخطر المهدد للوجود".

وتابع: "أما الطبقة الثانية طبقة الوعى الموجه، أو صناعة الوعى الوطنى الرشيد، وهى المنطقة الوسطى لهرم الوعى وهو وعى الوقاية والتحصين واستشراف الخطر بشكل مبنى على معارف مكتسبة وشارحة ومفسرة لكل ما تتعرض له البلاد من مخاطر وتهديدات وأزمات والإدراك منهجى ومعرفى وليس أسطورى أو خرافى وهذا دور الدولة والنخبة والمؤسسات".. مضيفا: "لكن للأسف هذا الدور تم تغيبه على الساحة، لزمن طويل بسبب غياب الرؤية المعرفية وسيطرة قطعان التخلف والظلام الاخوانية والسلفية على منابر التأثير الدينى والثقافى والسياسى والتعليمى".


وأضاف: "أما الطبقة الثالثة طبقة الوعى المستدام: وهى قمة هرم الوعى اذا وصلنا إلى هذه المرحلة الصلبة والمتقدمة من الوعى فسيكون الحراك والتدافع المجتمعى قادر على افراز وعيه ذاتياً دون توجيه أو إرشاد أو تصنيع وهذا ما تتمتع بها الأمم المتقدمة والفاعلة فى المجتمع الدولي، وحتى نصل إلى تلك المرحلة المتقدمة من الوعى لابد من التأكيد على المرحلتين السابقتين لها".

وقال القيادى السابق بتنظيم الإخوان إن: "صناعة الوعى مشروع قومى وليس مهمة ثانوية ويجب دعمها بتنظيمات سياسية واجتماعية قادرة على التفاعل مع الجماهير والاشتباك معها ثقافيا ومعرفيا، ويجب إعلان النفير العام وتعبئة المجتمع وتفعيل مؤسسات الدولة التنفيذية للمواجه، ويجب على وزارة التعليم أن تكون قاطرة الانقاذ والحماية المستقبلية، بينما وزارة الثقافة لابد من قيامها بدورها فى حماية وتأكيد الهوية المصرية، كما أن وزارة الشباب لابد من القيام بمهمتها فى رعاية الشباب والطلائع فهم الاحتياطى الاستراتيجى للبلاد، وعلى المجلس القومى للأمومة والطفولة والمجلس القومى للمرأة، صناعة الحاضنة الاسرية لأجيال اكثر وعيا وانقى أخلاقا".

وتابع إن وزارة الاوقاف، هى المسؤول الأول عن صناعة الوجدان الدينى والضمير فى البلاد، ويجب الجدية والاسراع فى إعادة بناء وتأهيل الخطباء والدعاة فقهيا وشرعيا ومعرفيا وثقافيا ومهارات خطابة إنهاء سيطرة أى كيانات موازية على المساجد والزوايا كالدعوة السلفية وأنصار السنة والجمعية الشرعية، كما يكون الإعلام المرئى والمقروء والمسموع منابر الوعى والثقافة والامتاع".


وأضاف: "على الأحزاب السياسية صناعة القيادات الجماهيرية والكوادر السياسية، كما تقوم مراكز البحوث القومية تقديم الدراسات والأبحاث الميدانية لظواهر تزييف الوعى وتقديم حلول علمية لها، بينما منظمات المجتمع المدنى تكون حراسة الوعى من الاختطاف والاستقطاب الخاطئ".

هشام النجار الباحث الإسلامى، اتفق مع الرأى السابق، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن الاخوان منتجون فكريًا وتنظيريًا وتنظيميًا للفكر المتطرف والإرهابى وآلياته وتعد جماعتهم رائدة ونموذج ومدرسة معلمة تخرج منها كافة قادة جماعات الإرهاب فى العالم.

وأضاف الباحث الإسلامى أن جماعة الإخوان تجد فى نشاط الجماعات التكفيرية التى انتجتها سندا لها فى مواجهة الدول والمجتمعات ففى الذى تقدم نفسها فيه كطرف سياسى سلمى تناور بأنها مختلفة عن الجماعات المسلحة رغم أنها تعتبرها ذراعها العسكرى وجناحها المسلح لحماية مشروعها.

وتابع هشام النجار: حين تنكشف الجماعة بمشروعها المناهض للتداول وقيم الديمقراطية وتحدث المواجهة الشاملة التى لا مفر منها دفاعا عن الدولة الوطنية تلجأ جماعة الاخوان للتحالف المعلن والمكشوف مع هذه الجماعات للثأر، ومحاولة استعادة السلطة بالقوة، والدلائل على ذلك كثيرة منذ تاريخ نشأة الجماعة إلى اليوم.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة