في كارثة بيئية أصاب فيروس كورونا الملايين من حيوان المنك الموجود بكثرة في أوروبا، الأمر الذي أثار رعباً في المدن والعواصم الأوروبية.
وجاء ذلك بعد اكتشاف السلطات الصحية الدنماركية طفرة جديدة من الفيروس فى 12 شخصاً، تبين بالفحص أنهم تلقوا العدوى من حيوان المنك بعد اكتشاف نفس الطفرة موجودة فى هذا الحيوان.
وهناك 6 دول بدأت فى تسجيل حالات اصابة بكورونا منقولة من حيوان المنك، ومنها إيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة والسويد والدنمارك وهولندا، ولكن تعتبر الدنمارك أكبر الدول التى تعانى من انتشار الفيروس فى حيوان المنك.
وبات الوضع الوبائي في أوروبا خطيراً للغاية، درجة أن العلماء المحليين اكتشفوا حالات إصابة في أكثر من 200 مزرعة من أكثر من 1100 مزرعة منك دنماركية، ولهذا السبب قضت السلطات الصحية على 17 مليون من هذا الحيوان.
وأكد كارى مولباك، عالم الأوبئة في الدنمارك، أن الطفرة الموجودة فى مزارع المنك فى جميع أنحاء البلاد مثيرة للقلق، لأن البروتين الشائك الذى يؤثر عليه هو هدف اللقاحات التى يتم العمل عليها.
ويقدر عالم الأوبئة أن ما حدث هو أن الفيروس انتقل في الأصل إلى المنك عن طريق البشر ثم عاد إليه بسلالة متغيرة، لا يبدو أن الأشخاص الذين أصيبوا بالشكل الجديد من الفيروس يعانون من أعراض أكثر حدة ، وفقًا للسلطات الصحية الدنماركية.
وأبلغت 5 دول أخرى، بما في ذلك هولندا وإسبانيا والسويد وإيطاليا والولايات المتحدة ، وأبلغت عن حالات إصابة بـ SARS-CoV-2 في مزارع المنك لمنظمة الصحة العالمية (WHO).
وقال رئيس الوزراء ميت فريدريكسن إن الفيروس المتحور يشكل "خطرًا على فعالية" لقاح مستقبلي ضد كورونا ، وكشف معهد مصل الدولة الدنماركي ، الذي يتعامل مع الأمراض المعدية ، في تقرير أنه يعاني من اكتشف سلالات فيروسات التاجية مرتبطة بهذه الطفرة في 214 شخصًا منذ يونيو.
يعتبر تحور الفيروس شيئًا عاديًا وغالبًا بدون عواقب ، وفقًا للمجتمع العلمي. ولكن في حالة هذه السلالة ، المسماة "العنقودية 5" ، وفقًا للدراسات الأولى ، فإنها تشير إلى فعالية أقل للأجسام المضادة البشرية ، مما يهدد فعالية اللقاح.
وتقول منظمة الصحة العالمية: "هذا المتغير ، المسمى متغير" المجموعة 5 "، يقدم مجموعة من الطفرات أو التغييرات التي لم تتم ملاحظتها من قبل ، وتؤكد أن" الآثار المترتبة على التغييرات التي تم تحديدها في هذا المتغير لم يتم فهمها جيدًا بعد " . وفقًا لمنظمة الصحة العالمية ، تشير النتائج الأولية إلى أن هذا البديل المعين المرتبط بالمنك لديه "حساسية منخفضة بشكل معتدل لتحييد الأجسام المضادة". تتذكر منظمة الصحة العالمية أنه "على الرغم من الاعتقاد بأن الفيروس مرتبط سلفًا بالخفافيش ، إلا أن أصل الفيروس والناقلات الوسيطة لـ SARS-CoV-2 لم يتم تحديدها بعد".
