أوروبا تكتوي بنار الإرهاب.. داعش يهدد إسبانيا بعمليات مماثلة لباريس وفيينا

الخميس، 19 نوفمبر 2020 10:05 ص
أوروبا تكتوي بنار الإرهاب.. داعش يهدد إسبانيا بعمليات مماثلة لباريس وفيينا
اسبانيا والارهاب

تستمر أوروبا في دفع فاتورة عدم محاربة الإرهاب حول العالم واحتضان جماعات الإسلام السياسي داخل مجتمعاتها وأبرزهم جماعة الإخوان.

أثار تنظيم داعش الإرهابي قلقا كبيرا فى إسبانيا فى الآونة الأخيرة، خاصة بعد التهديدات الاخيرة التى تلقتها الدولة الاوروبية من قبل التنظيم الإرهابي، بشن هجمات مثل التى حدثت فى باريس وفيينا مع عبارة "لما كانت قلوب مسلمى الأندلس الإسبانية بيد الله.. احتفظوا بشرفهم وقوتهم"، وتم نشرها على حسابات مواقع التواصل الاجتماعى.

وقالت صحيفة "لاراثون" الإسبانية، إن السلطات الإسبانية تشن هجمات على الإرهابيين، وتكثف من الجهود فى عمليات ضد الإرهابيين، وخاصة تكثيف الرقابة على الإنترنت الخاصة بشراء الأسلحة فى السوق السوداء، مشيرة إلى أن إسبانيا تعتبر هدف الإرهابيين دائما، ولذلك فإن قوات الأمن تعمل على منع الهجمات التى تسبب العديد من الضحايا الأبرياء.

ولا يزال تنظيم داعش فى مرحلة إعادة بناء قدراته العملياتية بعد الهزيمة الإقليمية التى تعرض لها فى سوريا على يد التحالف الدولى، ومقتل "خليفته الأول" فى عملية عسكرية أمريكية.

وأكدت الصحيفة أن داعش يضع أهداف بدءا من ولايته فى أجزاء مختلفة من العالم، حيث ترتكب هجمات أكثر أكثر فأكثر، لزيادة هيبته، كما أنه يقوم دائما بإثارة الفوضى فى السجون مثل الاعتداءات عليها مثلما حدث فى 20 أكتوبر فى كانجباى، فى الكونغو، حيث أطلق سراح 900 سجين، والهجوم على سجن ننجارهار فى أفغانستان فى أغسطس والذى منه حوالى 300 مسلح من داعش.

وأضافت الصحيفة، فى الأسابيع الأخيرة، حدثت أعمال إجرامية فى النمسا وفرنسا، وتجرى محاكمة شارلى إيبدو فى باريس، كما بدأت جلسة الاستماع للمجزرة التى ارتكبها داعش فى كتالونيا فى عام 2017 فى مدريد وهو عامل يجب آخذه بعين الاعتبار.

وهدد التنظيم الإرهابى اسبانيا بالعديدمن الهجمات هذا العام، منها على كامب نو، وساجرادا فاميليا "كنيسة العائلة المقدسة".

وطالب وزير الدولة للشئون الأمن بوزارة الداخلية، رافائيل بيريز رويز، بردود منسقة ومشتركة، وأشار إلى أن البلاد لا تزال تحتفظ بحالة تأهب لمكافحة الارهاب من الدرجة الرابعة، وشدد على أهمية الاستمرار فى مكافحة الارهاب على الرغم من استمرار الانغماس فى مكافحة وباء كورونا، كما أنه شدد على أنه لا يجب خفض الحذر بشأن ظاهرة ذات أولوية مثل الارهاب.

وأوضح بيريز فى منتدى معهد إلكانو الثامن حول الإرهاب العالمى، أن "الارهاب يشكل ظاهرة معقدة ومتغيرة تؤثر بشكل خطير ومباشر على المجتمع والدولة، وبالتالى فهى تتطلب ردود فعل منسقة ومشتركة من قبل مختلف الجهات الفاعلة.

من ناحية أخرى، وفيما يتعلق بموقع إسبانيا فى منطقة الساحل، المركز البؤري والأكثر إثارة للقلق للتطرف الإسلامى، أكد وزير الدولة للأمن أن الإرهاب الدولى المستوحى من الارهابيين، وقد رسخ نفسه على أنه التهديد الإرهابي الرئيسى للمجتمع الدولى ككل ".

وقالت صحيفة "لاراثون" الإسبانية، إن الذئاب المنفردة الذين استقروا فى إسبانيا للتجنيد والتلقين وارتكاب هجمات يحافظون على اتصالات مع النساء المحتجزات فى مخيم الهول بسوريا، حيث لا يزال آلاف من إرهابي تنظيم داعش الإرهابي.

وقالت مصادر فى مكافحة الارهاب للصحيفة الإسبانية أنه وفقا للأبحاث التى جرت فى الأوقات السابقة والتى تعتبير مزعجة، أكدت أن النساء تلعب دورا كبيرا فى نشر الارهاب، وبعضهن مرتبط بإسبانيا، والموجودين فى مخيم الهول،حيث أنهن يجندن المراهقين والمراهقات.

وقد ثبت أنه بعد الحفاظ على هذه الاتصالات، أظهرت "الذئاب المنفردة" مزيدًا من التطرف، وأكدوا فى منشوراتهم على أهمية المرأة داخل تنظيم داعش، لدرجة انتشار مقاطع فيديو تظهر فيها صور نساء مسلحات ببنادق هجومية فى أوضاع القتال، بالطبع، مغطاة بالنقاب المقابل، وفقا للصحيفة الإسبانية.

وبحسب المصادر فإن العديد من نساء داعش داخل مخيم الهول يساهمن فى نشر أفكار التنظيم الإرهابي. وهم يلعبون دورًا حاسمًا فى نقل الشعارات والأفكار إلى أبنائهم وأقاربهم، إنهم يستجيبون لاستراتيجية عامة للعصابة الارهابية.

وأشارت الصحيفة إلى أن سمة أخرى من سمات الذئاب الفاعلة التى استقرت فى إسبانيا، وفقًا لهذه التحقيقات، هى تنويع اتصالاتها مع المسلحين الآخرين الذين يعيشون فى بلدان بعيدة مثل تركيا.

وقالت الصحيفة نفسها فى تقرير آخر، أن هناك 130 شخصا من المقاتلين الإرهابيين الأجانب من أصل إسباني الذين غادروا للقتال فى سوريا والعراق والذين ربما لا يزالون فى صفوف تنظيم داعش، خاصة وأن هدفهم العودة إلى البلاد لشن هجمات، حيث كشفت العمليات الأخيرة التى نفذت ضد هذا النوع من الارهاب فى إسبانيا أن بعض المعتقلين حافظوا على اتصالاتهم مع المقاتلين الارهابيين الأجانب الموجودين فى دولة أجنبية، أو الذين بقوا فى سوريا للقتال مع داعش فى حرب العصابات التى تدور فى تلك المنطقة.

ويعتبر المقاتلون الإسبان من الإرهابيين خطرين للغاية لأنهم يتمتعون بخبرة واسعة فى استخدام جميع أنواع الأسلحة وفى تصنيع العبوات الناسفة (IED)، بالإضافة إلى ذلك، فهم من الرعايا المتعصبين الذين هم على استعداد لدفع الارهاب إلى أقصى حدوده ويعلنون كراهية كبيرة لإسبانيا لأنها كانت واحدة من الدول التى كانت جزءًا من التحالف الدولى الذى هزم داعش إقليميًا، حسبما قالت الصحيفة الإسبانية.

وفى السياق نفسه، قالت صحيفة "الباييس" الإسبانية فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى أن "النساء أنفسهن الإسبان يتعرضن للتجنيد بشكل واضح، واعتقلت الشرطة الإسبانية شخصين فى مدينة ميليلة الإسبانية وفى موجان بجزر الكنارى الكبرى فى المحيط الأطلسى، بتهمة الانتماء لخلية متخصصة فى تجنيد نساء للزواج من إرهابيين آخرين، وأعلنت الشرطة، اعتقال المشتبهين، ودخلا إلى السجن المؤقت بقرار من المحكمة الوطنية الإسبانية.

وتنسق التحقيقات نيابة المحكمة الوطنية بالتعاون مع الإدارة العامة لمراقبة الأراضى المغربية، والشرطة الأوروبية، يوروبول، وبدأت التحقيقات بعد اكتشاف خبراء الشرطة وجود بنية إرهابية متشعبة فى عدة دول، وكانت المجموعة تبدو موالية لتيار متحالف أيديولوجيًا مع تنظيم القاعدة.

وتعرف المعتقلان بالفعل بالجماعة الإرهابية، وارتبطا باستراتيجية العمل نفسها، والتزما بالقواعد الداخلية المفروضة، وكانت مهمتهما فى الأساس تجنيد النساء الأكثر ضعفًا، واللاتي يسهل التلاعب بهن والتأثير عليهن، وبعد تلقيهن تعليمًا متطرفًا والانضمام للجماعة، يصبحن مشاركات فى الهدف الإرهابى، مجندات جديدات، وأمهات لإرهابى المستقبل.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة