السكرتيرة فضحت أمره.. تفاصيل جديدة في قضية سفاح الجيزة

الخميس، 19 نوفمبر 2020 05:00 م
 السكرتيرة فضحت أمره.. تفاصيل جديدة في قضية سفاح الجيزة

كشفت التحقيقات أسرار وتفاصيل، في قضية سفاح الجيزة، المتهم بقتل 3 سيدات وصديقه، ودفن جثثهم، والتزوير، وانتحال الصفة، والزواج بأسماء وصفات مزيفة، والسرقة، والتي أثارت جرائمه اهتمام الرأي العام خلال الأيام الماضية، وتأتى تلك الأسرار الجديدة، عبر سكرتيرته التي كانت تتولى إدارة أعماله بمحافظة الإسكندرية، وتمكنت من دق أول مسمار في نعش سقوطه وكشف صفاته المزيفة، التي كان ينتحلها.
 
سكرتيرة سفاح الجيزة "ندى السيد" قالت أنها تعرفت عليه عقب نشره إعلان يطلب خلاله موظفة للعمل سكرتيرة بشركة دعاية وإعلان، فتقدمت للحصول على الوظيفة، وأجرت معه مقابلة "إنترفيو"، واستلمت العمل عقب ذلك، ووجدته شخصا تبدوا عليه علامات البراءة والهدوء، وكان يتعامل معها ومع العاملين بصحبته وقتها، باسم "محمد مصطفى محمد" وفوجئت به يدفع لها راتبها الشهرى مقدما، وطلب منها إدارة كافة أعمال، والأعمال الحسابية فى مشروعاته، حيث أنه كان يدير عدة مشروعات متنوعة بين محل أجهزة كهربائية، ومحل لبيع الأسماك، ومحل آخر للحلاقة، وحضانة أطفال، وشركة دعاية وإعلان.
 
وقالت إنها خلال فترة عملها معه، اكتشفت أنه ينفق أموال طائلة فى أعمال الخير دون حساب، كأنه لم يبذل جهدا فى الحصول عليها، وعندما استلمت عملها، أخبر العاملين معه أنها ستتولى منصب المدير، وادعى وجود صلة قرابة بينهما، حتى يقتنعوا بتوليها المنصب، رغم حداثة عملها معه، وأشارت إلى أنه كان يدعى أنه عقيم لا ينجب، وكان متزوجا من ابنة خاله، وانفصل عنها فى الاونة الأخيرة، واعتاد أن يطلب من العاملين معه الدعاء له بالتعافى من العقم والإنجاب.
 
وذكرت سكرتيرة السفاح أن المتهم عندما علم أنها وخطيبها يبحثان عن شقة للزواج بها، عرض عليها بيع شقة لهم، وتعرف على خطيبها، وحصل منه على مبلغ 350 ألف جنيه، لإعطائه الشقة له، ثم حصل منه على مبلغ 130 ألف جنيه مقابل محل الأجهزة الكهربائية الخاص به، لتحويله إلى محل هواتف محمولة لخطيبها، وحرر له عقد إيجار حتى يتمكن خطيبها من الحصول على بطاقة ضريبية، وسجل تجارى لمحل الهواتف.
 
وقالت إن المتهم كانت لديه غرفة خاصة به داخل شركته، لا يسمح لأى شخص بدخولها، حيث كان يجلس بها بمفرده بعض الوقت، ثم يغلقها، وعقب انتشار فيروس كورونا، أغلق حضانة الأطفال التى يملكها، ونقل إليها محتويات الغرفة الخاصة به، وطلب منها عقب ذلك إحضار سيدة لتنظيف مقر الحضانة، وخلال تواجدها والسيدة القائمة بأعمال النظافة، أخبرها أنه سيتوجه لقضاء بعض أعماله بمنطقة المنشية، وسيعود مرة أخرى، وعقب انصرافه، اكتشفت أنه ترك المفاتيح الخاصة به ، فاحتفظت بها، وبعد مرور عدة ساعات فوجئت بعدم عودته مرة أخرى، واكتشفت غلق هاتفه المحمول.
 
وتابعت سكرتيرة سفاح الجيزة حديثها، قائلة أنها عجزت عن الوصول لأفراد أسرته بعد اختفائه، وإغلاق هاتفه المحمول، لتعمده عدم إخبار أى شخص من العاملين بصحبته بمحل إقامته، فقررت فتح الغرفة الخاصة به، للوصول إلى أى أوراق تساعدها فى التوصل لمحل إقامته، إلا أن المفاجأة كانت بعثورها داخل الغرفة على دولاب يحتوى على مجموعة من الأوراق، بينها بطاقات شخصية يصل عددها إلى 7 بطاقات مزيفة، تحمل صورته، بأسماء ووظائف مختلفة، فتأكدت أنه معتاد النصب والاحتيال، وعثرت أيضا على قسائم زواج مزيفة، ومصوغات ذهبية، والبطاقات والأوراق الأصلية الخاصة بالأشخاص الذين انتحل صفتهم، كما عثرت على جواز سفر زوجته الطبيبة الصيدلانية، وجواز سفر والدها، وفيزا وأوراق ومتعلقات أخرى.
 
وأضافت أنها فوجئت فى اليوم التالى بالمتهم يتصل بها، وأخبرها أنه سافر إلى القاهرة لبيع شقة ملكه، وأنه تورط فى مشاجرة مع آخرين، وتم حجزه إثرها، وإيداعه عقب ذلك بالحجر الصحى للاشتباه بإصابته بفيروس كورونا، وعندما واجهته بالأوراق التى عثرت عليها، شعرت بصدمته، وطلب منها عدم تسليم الأوراق لأى شخص، وعرض عليها مبلغ 250 الف جنيها مقابل إعادة الأوراق المزيفة له، مدعيا أنه سيعود بعد عدة أيام، إلا أنها أكدت له أنها ستسلم الأوراق للنيابة.
 
وقالت سكرتيرة السفاح، أنها تواصلت مع زوجته الطبيبة الصيدلانية، من خلال الأوراق التى عثرت عليها، وعلمت منها أنه محبوس على ذمة قضية سرقة مصوغاتها الذهبية، وأنه تزوجها باسم "رضا"، فأخبرتها أن اسمه الحقيقى "قذافى"، وتواصلت مع المحامى الخاص بالطبيبة، كما تواصلت مع زوجته الثانية "مى" التى تزوجها المتهم منتحلا صفة مهندس يدعى "محمد مصطفى"، وسلموا الأوراق المزيفة للنيابة، وبدأت حقيقة المتهم تنكشف، ليتوصل رجال المباحث إلى ارتكابه 4 جرائم قتل بالجيزة الإسكندرية.
 
 
وفى السطور التالية نرصد الجرائم التى ارتكبها سفاح الجيزة، وكيفية سقوطه فى قبضة رجال المباحث، بعد مرور 5 سنوات على ارتكاب أول جريمة قتل ببولاق الدكرور.
 
"قذافى فراج" سفاح الجيزة، رغم ذكائه، وبراعته فى ارتكاب الجرائم، وعدم ترك أى أدلة خلفه تكشف هويته، إلا أنه سقط بعد سنوات فى قبضة أجهزة الأمن، ونستعرض خلال السطور التالية، كيف تم الكشف عن جرائم السفاح بالصدفة.
 
عام 2015، ارتكب المتهم 3 جرائم قتل، والضحايا هم زوجته التى قتلها بوضع السم بالعصير لها، ونقل جثتها داخل ديب فريزر من شقة الزوجية بالهرم، إلى شقة ببولاق الدكرور ودفنها بها، ثم قتل صديق طفولته المهندس رضا، بوضع السم له فى الطعام، ودفن جثته بجوار جثة زوجته، والجريمة الثالثة تمثلت فى قتل شقيقة إحدى زوجاته، حيث جمعت بينهما علاقة قبل الزواج بشقيقتها، وعندما هددته بفضح أمره استدرجها إلى شقة مجاورة للشقة التى شهدت دفن الجثتين، وقتلها ودفن جثتها بها.
 
غادر المتهم إلى مدينة المنصورة، منتحلا صفة صديقه المجنى عليه المهندس رضا، وتعرف على فتاة، وعقد قرانه عليها، إلا أنه لم يدخل بها، ولم يتمم الزواج، وغادر إلى محافظة الإسكندرية، ليواصل انتحال صفة صديقه المجنى عليه، ويتزوج بطبيبة صيدلانية، وعندما اكتشتفت حقيقته، قررت الانفصال عنه، فاتخذ قرارا بالانتقام منها، وارتدى نقابا للتخفى به، واستولى على مصوغات ذهبية تصل قيمتها إلى ما يقرب من مليون جنيه.
 
واصل المتهم جرائمه، فتعرف على فتاة تعمل بمحل أدوات كهربائية ملكه بالإسكندرية، ووعدها بالزواج، وحصل منها على مبلغ 45 ألف جنيه "قيمة بيع شقة ملكها" ولدى إلحاحها فى استعادة المبلغ أو إتمام الزواج بها، استدرجها إلى مخزن بمنطقة العصافرة بالإسكندرية، بزعم إعطائها بضاعة بقيمة المبلغ وقام بخنقها ودفنها بملابسها داخل المخزن.
 
 
 
عقب ارتكاب المتهم لجريمته، انتحل صفة مهندس كهرباء يدعى محمد مصطفى، وتقدم للزواج بابنة تاجر ثرى، وخلال فترة زواجه منها، قرر بيع المصوغات الذهبية التى سرقها من زوجته الطبيبة الصيدلانية، فتوجه إلى محل جواهرجى، إلا أن القدر شاء أن مالك المحل يرتبط بعلاقة صداقة بوالد الطبيبة، ويعلم بأمر السرقة، فتم إبلاغ رجال المباحث، وتم القبض على المتهم بصفته المهندس رضا التى انتحلها عقب قتل المجنى عليه.
 
 
 
فوجئت زوجة المتهم، ابنة التاجر بفتاة على علاقة عمل بزوجها الذى اختفى فجأة دون أن تعلم بأمر القبض عليه، بإحضار بطاقة شخصية لها خاصة بزوجها، إلا أنها تحمل اسمه الحقيقى "قذافى فراج"، فتأكدت من تعرضها للنصب من جانب زوجها، وتقدمت ببلاغ ضده، وبدأت النيابة المختصة التحقيق معه فى الاتهامات المنسوبة إليه.
 
شهدت جريمة السرقة التى ضبط بها المتهم صدور حكم قضائى بحبسه، لتبدأ الصدفة لعب دورها للكشف عن جرائمه، حيث كانت أسرة المهندس رضا المجنى عليه، كانت ما تزال تبحث عنه منذ اختفائه، رغم مرور 5 سنوات على غيابه فى ظروف غامضة، حتى وصلت معلومة لمحامى الأسرة أن حكما قضائيا صدر ضد شخص يحمل اسم المهندس رضا، وحينها بدأ محامى الأسرة وفى الدين فؤاد، فى التحرك لكشف ملابسات الأمر، واتضح أن الشخص المحبوس باسم المهندس رضا، هو المتهم "قذافى فراج"، وانه ينتحل صفته، فتم إبلاغ رجال المباحث بالإسكندرية، كما تقدم ببلاغ للنائب العام للتحقيق، وتقدم أيضا بتظلم لتفح التحقيق فى بلاغ التغيب الخاص بالمهندس رضا، الذى تم تحريره منذ سنوات، وشهد توجيه تهمة القتل لـ"قذافى".
 
فور التقدم ببلاغ للنائب العام، تم تكليف النيابة المختصة بالجيزة، للتحقيق فى القضية، وتم التنسيق مع مديرية أمن الإسكندرية، وتوجهت قوة أمنية لاستلام المتهم، وترحيله إلى مديرية أمن الجيزة، وتحديدا إلى قسم شرطة الهرم، وبدأ فريق البحث الذى يقوده اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، وبمشاركة المقدم محمد الصغير مفتش مباحث الهرم، والرائدان أحمد عصام ومحمد طارق، فى إجراء التحريات، واستجواب المتهم، وجمع المعلومات، ومواجهته بها، حتى اعترف بقتل المهندس رضا، وقتل زوجته، وشقيقة إحدى زوجاته، والفتاة التى قتلها بالإسكندرية، وأرشد عن مكان دفنه الجثث، لتنكشف جرائم السفاح أمام رجال المباحث والنيابة التى تتولى التحقيق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق