الدكتور هاني نعيم زميل كلية الأطباء الملكية بلندن واستشاري الغدد الصماء والسكر: السكر نوعان مناعى ومقاوم للإنسولين

الأحد، 22 نوفمبر 2020 06:15 م
الدكتور هاني نعيم زميل كلية الأطباء الملكية بلندن واستشاري الغدد الصماء والسكر: السكر نوعان مناعى ومقاوم للإنسولين
الدكتور هاني نعيم استشاري الغدد الصماء والسكر بجامعة القاهرة

 
أكد الدكتور هاني نعيم، زميل كلية الأطباء الملكية بلندن واستشاري الغدد الصماء والسكر، أن هناك نوعان للسكر، الأول سببه مرض مناعي يدمر الخلايا التي تفرز الانسولين في البنكرياس، والثاني سببه مقاومة الإنسولين، فيصبح لا يعمل بالرغم من وجوده، لافتاً إلى وجود اختلاف في علاج النوعين.
 
WhatsApp Image 2020-11-22 at 5.53.11 PM
 
وأشار نعيم في حوار خاص، إلى أن مرض السكر هو مجموعة من الامراض تتميز بارتفاع مستوي السكر، ويصاب الأشخاص ذوي السكر المرتفع بكثير من الامراض، ومن الممكن تقسيم هذه الامراض إلي ٣ مجموعات، منها امراض تصيب الشرايين الكبرى مثل شرايين القلب والمخ والأطراف مما يؤدي الي حدوث الجلطات او القدم السكري.
وإلى نص الحوار..
 
ما الفرق بين السكر من النوع الأول والثاني؟ وما هي العلاجات؟
السكر من النوع الأول سببه مرض مناعي يدمر الخلايا التي تفرز الانسولين في البنكرياس، أما السكر من النوع الثاني سببه مقاومة الإنسولين، فيصبح لا يعمل بالرغم من وجوده. ومع إجهاد البنكرياس لفترات طويلة يفقد البنكرياس قدرته علي افراز الانسولين.
 
الانسولين هو الوسيلة الوحيدة لدخول السكر داخل الخلايا، فبدونه يكون السكر مرتفع للغاية في الدم ومنخفض جداً داخل الخلية، وفي غياب الانسولين التام، تلجأ خلايا الجسم لصنيع وقود من الدهون بدلا من السكر، يكون الناتج هو الوقود من الأحماض الكيتونية (الأسيتون) مما يسبب في حماض الدم الكيتوني او الأستنة.
 
وفى وجود الانسولين بأي كمية بسيطة يوقف الأستنة، و نظراً لأن السكر من النوع الأول سببه النقص التام للإنسولين فعلاجه الوحيد هو تعويض نقص الانسولين بانسولين خارجي.
والفكرة في العلاج بالانسولين في مرضي السكر من النوع الأول هو إعطاء انسولين قاعدي يغطي احتياجات الجسم طوال الوقت وانسولين سريع المفعول يغطي الوجبات، وتوصي جمعيات السكر أن يتم تثقيف المرض كي يقوم بحساب كمية الانسولين التي يحتاجها مع كل وجبة، مع الاخذ في الاعتبار مستوي السكر والمجهود البدني المرتقب، مما يثبت مستوي السكر بالدم.
 
ويكون الأساس في علاج السكر من النوع الثاني هو ضبط الاكل، مع علاج الأسباب التي أدت إلي حدوث ارتفاع السكر ومثل زيادة افراز السكر من الكبد، مقاومة الانسولين في الخلايا، زيادة افراز هرمون الجلوكاجون المقاوم للانسولين. سرعة تفريغ المعدة ومقاومة الانسولين بالمخ وإعادة امتصاص السكر بالكلي و أخيراً نقص افراز الانسولين.
ويتم معالجة السكر من النوع الثاني باستخدام الأقراص التي تتعامل مع الأسباب السالف ذكرها او هرمون  GLP1 الذي هو ليس انسولين ولكن يتم حقنه، وفي حالة عدم كفاية العلاجات السابقة يتم إضافة انسولين قاعدي، و قد نحتاج الي إضافة انسولين سريع المفعول مع الوجبات.
 
ويشار إلى أن الطريقة الوحيدة لضبط السكر هي القياس بالجهاز المنزلي ويتم تقييم الفترة السابق باستخدام قياس السكر التراكمي HbA1c 
 
ما هي اعراض ومضاعفات مرض السكر؟
اعراض السكر التقليدية هي زيادة البول والعطش، الجوع ونقص الوزن، العدوي الجلدية المتكررة والإرهاق. هذه الاعراض لا تحدث الا لنسبة صغيرة من مرضي السكر.
ومرض السكر هو مجموعة من الامراض تتميز بارتفاع مستوي السكر، ويصاب الأشخاص ذوي السكر المرتفع بكثير من الامراض، ومن الممكن تقسيم هذه الامراض إلي ٣ مجموعات، الاولي، امراض تصيب الشرايين الكبرى مثل شرايين القلب والمخ والأطراف مما يؤدي الي حدوث الجلطات او القدم السكري.
 
المجموعة الثانية ناتجة عن اعتلال الشرايين الدقيقة مثل شرايين الكلي وشبكية العين والاعصاب الطرفية، مما يؤدي الفشل الكلوي او الشبكية السكرية التي قد تؤدي لفقدان البصر والتهاب الاعصاب الطرفية.
 
المجموعة الثالثة ناتجة عن عيوب التمثيل الغذائي ومنها العدوي والكبد الدهني السكري والخرف المبكر، ومن الممكن تلافي هذه المضاعفات عن طريق التشخيص المبكر وضبط مستوي السكر والضغط والكوليستيرول، بالإضافة للعلاج الخاص لكل مرض علي حدي مثل قساطر الشرايين وحقن العين.من الممكن تقسيم السيدات الذين يعانون من الحمل السكري إلي ثلاثة فئات وهم، مريضات السكر من النوع الأول (سكر الأطفال)، ومريضات السكر من النوع الثاني (سكر البالغين)، والسيدات الذين لا يعانون من ارتفاع السكر لكنه يرتفع بسبب الحمل (سكر الحمل).
ما هو سكر الحمل؟ وكيفية تجنبه وعلاجه؟
إذا كنت من الفئة الأولي أو الثانية، فهناك بعض المحاذير الواجب إخاذها قبل الحمل حفاظاً علي سلامتك و سلامة طفلك، وتبدأ هذه المحاذير بالتخطيط للحمل، فيجب ضبط مستوي السكر قبل الحمل بفترة ثلاثة أشهر علي الأقل، وفي هذه الشهور الثلاثة يجب أن تقومي بمتابعة دهون الدم والضغط وإذا كان هناك زلال بالبول، ويجب ضبط هذه العناصر جيداً نظراً لأن أدوية الدهون وزلال البول خطرة علي الجنين، لذا يجب إصلاحها قدر المستطاع قبل الحمل كي تحمي شرايينك و كليتيك أثناء الحمل.
 
ويجب أيضاً ضبط السكر كي يكون معدل السكر التراكمي أقل من 7 ويفضل أن يكون أقل من 6.5، كما يجب التأكد من مستوي الغدة الدرقية قبل الحمل حيث أن قياساتها تكون خادعة لمن ليسوا خبراء بها أثناء الحمل، وذلك نظراً لأن هرمونات الحمل تتشابه مع هرمونات الغدة الدرقية وقد تعمل علي تعديل نشاطها أثناء الحمل خاصةً في أول 3 شهور.
وأهم الاحتياطات قبل الحمل تكون بالنسبة للعين، فتغييرات الهرمونات أثناء الحمل قد يدفع بدايات الشبكية السكرية إلي مضاعفات سريعة.
 
ولكل الأسباب السابقة يقوم الطبيب بإبلاغ مريضاته بأن الحمل يجب أن يخطط له ويكون له استعدادات خاصة، أخذاً في الاعتبار أن معظم السيدات الصابة بسكر الحمل ممكن علاجهم بنظام غذائي فقط، ويسمح فقط بنوعين من الأدوية الخافضة للسكر في الحمل وهم مادة ميتفورمين ومادة جليبنكلاميد.
 
وهنا يجب التأكيد على أن كل الإنسولينات آمنة مع الحمل لأن الإنسولين لا يعبر المشيمة، وفي حالة ارتفاع السكر أثناء الحمل يكبر حجم الجنين مما يؤدي إلي مضاعفات مع الولادة، كما أن ارتفاع السكر اثناء الحمل يؤدي إلي زيادة بعض أنواع العدوي في الطفل حديث الولادة وإلي حدوث هبوط في مستوي السكر بعد الولادة، كما أن ارتفاع السكر يؤدي إلي شيخوخة المشيمة المبكرة، لذلك فإن ضبط السكر قبل و أثناء الحمل يؤدي لناتج جيد مع طفل بصحة جيدة.

هل هناك علاقة بين مرض السكر وكورونا؟
 
ارتفاع السكر في العموم يضعف مناعة الجسم مما يجعل الشخص أكثر عرضة لأي عدوي، وقد وجد أنه بالرغم من أن 20% فقط من المصابين بفيروس كورونا مرضي سكر، إلا أن أكثر من 50% من الوفيات كانوا مرضي سكر، ومستوي السكر لديهم غير منضبط قبل العدوي.
 
كما وجد أيضا أن أكثر عامل نتوقع به الوفاة هو ارتفاع السكر لدي المريض قبل اصابته بالعدوى، لذلك يجب مراجعة الطبيب في اقرب وقت لضبط السكر للاحتراز من عدوي كورونا، ويجب علي كل مرضي السكر اخذ تطعيم الانفلونزا الموسمية سنويا و تطعيم pneumovax  كل  5 سنوات.

ما هي العلاجات المختلفة لمرض السكر؟
 
تطورت حديثا العديد من العلاجات لمرض السكر، فقد كان العلاج التقليدي لمرض السكر من النوع الثاني هو الأقراص المحفزة لإفراز الانسولين، وهي تقوم بالضغط علي خلايا البنكرياس ليقوم بإفراز الانسولين أيا كان مستوي السكر مما كان يسبب الهبوط و الإرهاق المبكر للبنكرياس.
 
ثم العلاج الثاني كان مادة ميتفورمين التي تقلل من افراز الكبد للسكر وزيادة استخدامه بواسطة العضلات، ثم كان مجموعة جليتازون التي تقلل من مقاومة الجسم للانسولين، فتعطي تأثير الرياضة في قرص مع فارق انه بدلا من حرق السكر يتم تخزينه فيسبب بعض زيادة الوزن.
 
ثم كانت مجموعة DPP4  التي تساعد خلايا الجسم علي امتصاص السكر و البنكرياس علي الافراز دون ارهاقه، ثم مجموعة GLP1 التي هي هرمون يتم حقنه تحت الجلد فتعمل علي تقليل مادة جلوكاجون المقاومة للانسولين وتبطئ تفريغ المعدة فتقلل مستوي السكر، وتعطي إحساسا بالشبع المستمر.
 
ورغم أن هذه المجموعة قوية جدا الا أنها لا تسبب هبوط السكر وتسبب نزول الوزن بقوة، لدرجة أنه تم اعتماد بعضها لتصبح ادوية للسمنة في من هم ليسوا مرضي سكر.
والجدير بالذكر أن 3 أنواع من هذه الفئة تقي من جلطات القلب و المخ، اما باقي المجموعة فلا تقوم بهذا الدور، و لا يوجد تفسير لهذه الظاهرة.
 
ثم مجموعة SGLT2 و هذه المجموعة تعمل بشكل مختلف فكل عمله هو التخلص من السكر في البول، وكان هناك تخوف من تأثير هذه الادوية علي الكلي علي المدي الطويل، الا أننا وجدنا أنها تقي الكلي من اخطار السكر لدرجة أنه تم اعتماد احد هذه الادوية كعلاج لاعتلال الكلي في من ليسوا مرضي سكري، بالإضافة لهذا، فهذه الادوية أيضا تعالج هبوط القلب و تنقص الوزن بدرجة بسيطة.
 
ثم يأتي الانسولين، وقد تم اختراع عدة انسولينات جديدة في العقد الماضي، وكي نوضح جودة الانسولين يجب تقسيمه إلي قاعدي وسريع المفعول، فكلما طالت مدة عمل الانسولين القاعدي وكلما كان معدل امتصاصه ثابت كلما كان اكثر جودة. 
 
اما سريع المفعول، فهو العكس، إذ كلما كان امتصاه سريعا ومدة عمله اقل كلما كان أكثر جودة، وحاليا لا يتم عمل انسولين جديد يعمل لمدة أسبوع كامل ومن المتوقع نزوله الأسواق بعد عدة سنوات.
 
ويظل الانسولين هو العلاج لمرضي السكر من النوع الأول مع احتمالية إضافة احد أنواع الأقراص (بالإضافة للانسولين) في بعض الحالات.
 
كما يوجد العديد من الادوية المخلوطة مثل نوعين من الانسولين سويا او نوعين من الأقراص سويا، ويتم وضع البرنامج العلاجي لكل مريض علي حسب حالته، فلا يوجد علاج واحد يصلح للجميع فمن لديه اعتلال بالكلي يختلف عن من هو زائد بالوزن عن من لديه مشاكل بالقلب او الاعصاب.
 
ويجب دائماً مراجعة مستوي الضغط والكوليستيرول فعلاجهم لا يقل أي أهمية عن علاج السكر.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق