«صوت الأمة» في قلب الهرم الرابع.. مخطط تحويل الأهرامات لأكبر منطقة سياحية بالعالم

الأحد، 22 نوفمبر 2020 08:00 م
«صوت الأمة» في قلب الهرم الرابع.. مخطط تحويل الأهرامات لأكبر منطقة سياحية بالعالم
المتحف الكبير
مصطفى الجمل.. تصوير عمرو مصطفى

- 8 آلاف مصري يجهزون المتحف المصرى الكبير للافتتاح واستقبال زعماء العالم

ممشى سياحي أسطوري يربط المتحف الكبير والأهرامات الثلاثة يضم مولات تجارية وبازارات أثرية ومؤثرت صوتية فرعونيةقطع أثرية تعرض لأول مرة في قاعات العرض الرئيسية.. و5600 قطعة أثرية تحكي قصة توت عنخ آمون بعد قرن من اكتشاف مقبرتهأول مسلة معلقة في التاريخ تستقبل الزوار.. وواجهة المتحف تعبر عن الحضارة المصرية باستخدام جميع مفرداتها.. والملك رمسيس يسلم الزوار لأكبر درج أثري في العالممركز الترميم سيكون الأبرز في منطقة الشرق الأوسط.. عمالة مصرية خالصة.. وقبلة للباحثين من كل دول العالم.

شهور قليلة وتتجه أنظار العالم كله صوب طريق مصر إسكندرية الصحراوي، وبالتحديد على بعد 2 كم فقط من أهرامات مصر الثلاثة، حيث الهرم الرابع، المتحف المصري الكبير، المنتظر افتتاحه خلال النصف الأول من عام 2021.

شهور وتستقبل مصر ملوك ورؤساء العالم المدعوين لحضور أهم فعالية لأكبر تحفة هندسيه ثقافيه في القرن الواحد والعشرين، في احتفالية ستمتد لـ12 يوماً، وفقاً لمصادر بوزارة الدولة للأثار التي أكدت أن المتحف الذى يعد الأكبر من نوعه فى العالم تكلف مليار دولار، وسيضم 100 ألف قطعه أثرية، فضلاً عن أنه سيضع مصر في قائمة «إنسايدر» لأهم 12 وجهة سياحية عليك زيارتها في 2021.

_MG_1181

وأجرت «صوت الأمة» جولة داخل المتحف المصري الكبير، وما بداخله من قاعات ومركز لترميم الآثار، بهدف الوقوف على الاستعدادات النهائية لافتتاح المتحف، بمجرد زوال الآثار المترتبة عن انتشار جائحة كورونا، وتأثيرها السيء على حركة الطيران والسياحة في العالم كله.

المسلة المعقلة

أمام المبنى الرئيسي للمتحف، تعكف الشركة المسئولة عن إنشاءات المتحف والمرممون العاملون به على الانتهاء من اللمسات الأخيرة للمسلة المعلقة، التي تعد الأولى من نوعها في العالم كله، والتي سوف تتيح رؤية خرطوش الملك رمسيس الثاني لأول مرة بكعب المسلة.

منة الله محمد، المستشارة الإعلامية للمشروع، قالت خلال تصريحات على هامش جولتها مع «صوت الأمة» داخل المتحف، إن العمل مستمر وقريباً سيتم تثبيت المسلة على قاعدة مرتفعة أمام المتحف المصري الكبير، في معجزة علمية وهندسية، بعد أن تتم عملية الترميم والتنظيف الكيميائي والميكانيكي للمسلة، ومعالجة الشروخ الموجودة بها، وتقويتها.

«صوت الأمة» علمت أن فكرة المسلة المعلقة، كان قد تم اقتراحها من قبل اللواء عاطف مفتاح، المشرف على مشروع المتحف المصري الكبير نهاية عام 2018، وبعد الموافقة على المقترح، تم وضع التصميمات الهندسية للمسلة والميدان، حتى يستطيع زوار المتحف بعد افتتاحه، رؤية الخرطوش الذي يحمل اسم الملك رمسيس الثاني، والذي سيكون أسفل قاعدة المسلة، بعد أن بقي مختفياً لأكثر من 3500 عام هي عمر المسلة.

_MG_1182

وفقاً لما حصلت عليه «صوت الأمة» من معلومات، سيتم تعليق المسلة على أربعة أعمدة، ويسير تحتها الزائر على أرضية زجاجية، وقبل أن يصل الزائر لقاعدة المسلة، سيرى اسم مصر بكل لغات العالم، والذي سيتم حفرها على الكسوات الخارجية للأعمدة الحاملة للمسلة وعندما يصل الزائر إلى القاعدة وينظر بشكل أفقي لأعلى، سيرى خرطوش الملك رمسيس.

أثريون بالمتحف الكبير، قالوا إن المسلة تم تصميمها بمواصفات خاصة، روعيت فيها الاهتزازات ووزن المسلة، وهي تعود في الأصل إلى الملك رمسيس الثاني، وكانت موجودة بمنطقة صان الحجر في محافظة الشرقية، وطولها 16 متراً، ويبلغ وزنها 110 طن، وسيصل الميدان الذي ستعرض فيه المسلة إلى 28 ألف متر مربع.

رمسيس يستقبل الزوار ويسلمهم للدرج

بعد أن ينتهي الزائر من جولته في حرم المسلة المعلقة، سيرى أمامه الواجهة المهيبة للمتحف، وهي عبارة عن حائط الأهرامات بعرض 600 متر وارتفاع 45 متر، يدلف منها الزائر إلى داخل المبنى الذي يتألف من كتلتين رئيسيتين.

_MG_1219

 
مكونات مبنى المتحف، حسبما قالت منة الله محمد، فإنه يتكون من المدخل الرئيسي بمسطح 7 آلاف متر مربع وبه تمثال الملك رمسيس و5 قطع أثرية ضخمة، والدرج العظيم بمسطح 6 آلاف متر مربع بارتفاع يوازي 6 أدوار ويحوي 87 قطعة أثرية ضخمة، وقاعة الملك توت عنخ آمون بمسطح 7.5 ألف متر مربع، وستضم 5 آلاف قطعة من كنوز الملك مجتمعة لأول مرة، كما يتكون المبنى من قاعات العرض الدائم بمسطح 18 ألف متر مربع تحوي القطع الأثرية الخاصة بالحضارة المصرية القديمة، وقاعات العرض المؤقت بمسطح 3.5 ألف متر مربع وتحوي 4 قاعات للعروض المتغيرة.

ويضم المتحف أنشطة ترفيهية ومتحف للطفل بمسطح 2.5 ألف متر مربع، ويحتوي على وسائط متعددة ونماذج لشرح المحتوى الأثري، وفصول الحرف والفنون بمسطح 880 مترًا مربعًا وتحتوي على 5 فصول للحرف اليدوية، ثم قاعات العرض لذوي القدرات الخاصة بمسطح 650 مترًا مربعًا، بالإضافة إلى مخازن الآثار بمسطح 3.4 ألف متر مربع وتحوي نحو 50 ألف قطعة أثرية مجهزة للدراسة والبحث العلمي، إلى جانب المكتبة الرئيسية بمسطح 1.1 ألف متر مربع، ومكتبة الكتب النادرة بمسطح 250 مترًا مربعًا، ومكتبة المرئيات بمسطح 325 مترًا مربعًا.

ويتألف مركز المؤتمرات من قاعة كبرى متعددة الاستخدامات «مؤتمرات- مسرح» بمسطح 3 آلاف متر مربع وتسع 900 فرد، وقاعة العرض ثلاثي الأبعاد «سينما- مسرح» بمسطح 700 متر مربع، بسعة 500 فرد، واستراحة وحديقة لاستقبال كبار الزوار بالدور العلوي بمسطح 225 مترًا مربعًا، والمركز الثقافي بمسطح 1.4 ألف متر مربع ويحتوي على 10 فصول وقاعتين للمحاضرات وقاعة أخرى للكمبيوتر، بالإضافة إلى مطاعم الوجبات السريعة بمسطح 1.6 ألف متر مربع بعدد 8 مطاعم مجهزة، إلى جانب ساحة الطعام الرئيسية بمسطح 6.3 ألف متر مربع، وممشى تجاري رئيس بمسطح 2.5 ألف متر مربع، ثم المحلات التجارية بمسطح 2.2 ألف متر مربع بعدد 14 محلا تجاريا، وأكشاك تجارية بمنطقة الممشى التجاري وساحة الطعام بعدد 17 كشكًا.

_MG_1265

وبالنسبة إلى الساحة الخارجية حول المتحف، فتضم متحف مركب الشمس بمسطح 1.4 ألف متر مربع، ومطعم الأهرامات بمسطح 2.6 ألف متر مربع بإطلالة مميزة على الأهرامات، ومطعم حديقة المعبد بمسطح 2.3 ألف متر مربع لخدمة زائري المتحف، ومبنى متعدد الاستخدامات بمسطح 17 ألف متر مربع.

عبقرية التصميم وتعبيرها عن الحضارة المصرية

تتميز واجهة المتحف المصري الكبير بأنها تعبر عن الحضارة المصرية باستخدام جميع مفرداتها، وتم استخدام الخامات المصرية في كسوتها، ويعد تصميمها تصميمًا فريدًا ومبتكرًا وذا صلة وارتباط وثيق بحضارتنا العريقة برموزها الأبدية، وتضم الواجهة تكوينات معمارية مثلثة الشكل، ترمز إلى الأهرام تلك الصروح العظيمة التي تتحدى الزمن، كما تضم الواجهة سبعة أهرام؛ فالرقم (7) له دلالات عقدية وتراثية، ذات صلة بحضارتنا وتراثنا المتوارث على مدى قرون من الزمان.

قسمت الواجهة الشرقية للمتحف والتى يبلغ ارتفاعها ٤٦ مترًا، وطولها أكثر من ٨٠٠ متر إلى ثلاثة أجزاء، اثنان منها يحتوي كل جزء منها على ثلاثة أهرام مضيئة، تصل الأرض بالسماء من خلال الضوء، وهو البعد الرابع الذي استخدمه المصري القديم، وتطل هذه الأهرام من داخل المتحف؛ لتظهر جزئيًّا من الواجهة في حركة ديناميكية مستمرة، كما تؤكد على إبراز عبقرية المصرى القديم في بناء الأهرام.

_MG_1358
 

أما واجهة المتحف الشمالية «الجزء الثالث» فهى واجهة زجاجية، ذات الهرم السابع الشفاف؛ للتأكيد على استمرارية دور مصر الريادي، الذي بدأ من قديم الزمان في بث إبداعات الحضارة علومًا وفنونًا وآدابًا إلى ربوع العالم أجمع، ومواصلة هذا الدور الريادي حديثًا، حيث نبعت وبزغت الحضارة من مصر جنوبًا وانتقلت وأثرت فى ثقافات العالم شمالًا.

تم تنفيذ الواجهة بأيادٍ مصرية وخامات محلية الصنع؛ تأكيدًا للعالم أن الأحفاد يسيرون على خطى الأجداد، كما تم كسوة الواجهة بالرخام المصري المستخرج من محاجر سيناء، وهو الذي استخدمه المصري القديم في نحت التماثيل والعناصر المعمارية بالمعابد، كما تشتمل الواجهة علي أجناب المدخل الرئيس، حيث تتشكيل من خراطيش ملوك مصر ترحب بزوارها.

الجدير بالذكر أن التصميم السابق لواجهة المتحف كان عبارة عن حائط معدني، يتم إنشاؤه مستقلًا، و يبعد عن حائط المتحف الخارجي بمسافة 17 مترًا، ويتكون من هيكل معدني، يشبه اللوحات الإعلانية، وعلى شكل مثلث، يصل أقصى ارتفاع له إلى 46 مترًا، وأقل ارتفاع له يصل إلى 12مترًا، وكان مكسوًّا بالرخام الشفاف المستورد، والمتوافر فقط في محاجر بمنطقة ماسادونيا، مما قد يفرض علينا نوعًا من الاحتكار مستقبلًا، بالإضافة إلى التصميم الذي كان يحمل رموزًا مسيئة للحضارة االمصرية، لذا كان لابد من تغيير هذا التصميم، وإلغاء هذا الحائط المعدني، واستبدل به التصميم الحالى للواجهة، وقد بلغ إجمالي تكلفة الواجهة الحالية مبلغ 20 مليون دولار، وكانت التكلفة المبدئية لها تقدر بحوالي 250 مليون دولار، وباستخدام خامات مصرية خالصة، تأكيدًا للعالم أن مصر تستطيع.

ومن مكونات المتحف، نفق الأهرام وهو عبارة عن ممر هرمي الشكل، يتكون هندسيًّا من مجموعة أهرام متشابكة ومتقاطعة، مكسوة بالرخام المصري الذي تم جلبه من محاجر سيناء، وروعي في تنفيذه تحقيق كافة عوامل الأمن والسلامة للزوار، وذلك من خلال تنفيذ هندسة الاستخدام، فرُوْعي أن يكون السُّمْك أقل من سمك مقطع الرخام العادي، مع التدعيم بهيكل معدني خفيف؛ لتقليل الأوزان عند كسوة الحوائط المائلة والمقلوبة.

_MG_1375
 

يحتوي نفق الأهرام علي كابينة لذوي الهمم، ومشايات كهربائية صعودًا وهبوطًا من البهو العظيم وإلى قاعات العرض المتحفي؛ لتوفير زيارة سريعة ومريحة لكافة الزوار .

أول سفيرة للمتحف خارج مصر

كما يضم المتحف مركز للفنون والحرف اليدوية، وشارك في زيارة الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية لأول مرة، لتكون أول منتجات تذكارية نفذت بنفس الطريقة المتبعة عند المصري القديم، من النحاس المطلي بالذهب، ومطعم بالأحجار الكريمة، بمهارة وجودة عالية، تليق بالمتحف، ومدموغة بشعار المتحف المصري الكبير، واختار الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية واحدة من هذه المشغولات اليدوية هدية لزوجته؛ عبارة عن زهرة اللوتس، والتي تعد أولى سفراء المتحف المصري الكبير خارج مصر

ممشى سياحي أسطوري

المهندس عماد فايز، مدير تطوير مشروع المتحف المصري الجديد ومنطقة الأهرامات، قال إن المنطقة بين المتحف المصري الجديد والأهرامات حوالي 2 كيلو و200 متر، مشيرًا إلى أن هذه المنطقة يُعاد تطويرها بالكامل وسيكون بها ممشى سياحي بين الأهرامات والمتحف.

كشف «فايز» تفاصيل الممشى السياحي، قائلاً إنه سيبدأ من بوابة المتحف الكبير، وينتهي عند سفح الأهرامات الثلاثة، وسيتخلله محلات وبازارات أثرية، وسيؤثر على تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف بأكملها، وجاري خلال الفترة الحالية عملية توسيع المنطقة التي سيمر فيها الممر، وسيتم الانتهاء منه خلال الشهور المقبلة، مؤكدا انه سيكون هناك تطوير للطرق المؤدية للمتحف والطرق الكبيرة.

_MG_1366
 

وأضاف فايز في تصريحات خاصة لصوت الأمة قائلاً إن نسبة أعمال البناء المنجزة في المتحف المصري الكبير وصلت إلى 97 بالمائة، موضحاً أن تصميم المتحف مختلف عن تصميمات كل متاحف العالم، نظراً لأنه ليس به حوائط متوازية، ويمكنك وأنت موجود في ثالث أدوار المبنى الرئيس للمتحف ستجد الهرم أمامك، وكأنه قطعة متحفية ضمن المتحف، موضحً أنه تم الانتهاء من تركيب 55 قطعة على الدرج الأكبر، وسوف يضم الدرج ما يقرب من 72 من أهم وأكبر الآثار المصرية لملوك مصر.

أوضح المهندس عماد فايز، أن المتحف العمالة بداخله منذ 8 سنوات عمالة مصرية كاملة بنسبة 100%، موضحاً أن كل العاملين يفتخرون بأنهم يعملون في هذا الصرح، الذي سيكون سبباً لرفع اسم مصر في مختلف أنحاء العالم.

مركز الترميم

يعد مركز الترميم، واحداً من الركائز الرئيسية للمتحف، ويقع على مساحة 32 ألف متر، موجود تحت مستوى سطح الأرض بـ10 أمتار تقريبا، وتم إنشاء نفق ما بين مركز الترميم والمتحف يتم من خلاله نقل الآثار بشكل آمن بطوله 300 متر تقريباً.

يضم المركز الترميم 19 معملاً يتم فيها ترميم مختلف أنواع الآثار وإعادتها لشكلها الطبيعي، منها معمل الخزف والزجاج والمعادن الخاص بترميم الأواني والتماثيل المصنوعة من المواد غير العضوية، معمل الأخشاب الخاص بترميم القطع الأثرية المصنوعة من الأخشاب مثل التوابيت والتماثيل بأنواعها والأثاث الجنائزي والنماذج الخشبية والمراكب والأدوات والنواويس الخشبية "دواليب حفظ الآلهة، معمل الأحجار الخاص بالقطع الأثرية الحجرية الكبيرة لعملية الترميم، معمل الميكروبيولوجي الخاص بتحديد أنواع الكائنات الحية المسببة لتلف الأثر مما يسهل تحضير المواد الكيميائية اللازمة لوقف نمو هذه الكائنات، ومعمل الميكروسكوب الإلكتروني الماسح الخاص بوسائل تجهيز العينات والمكونات الكيميائية قبل إرسالها معمل الميكروبيولوجى، ومعمل المومياوات  الخاص بترميم المومياوات من الطيور خاصة طيور أبومنجل الإله حورس والذي يعد أحد معبودات الفراعنة.

_MG_1564
 

«صوت الأمة» اصطحبت الدكتور حسين كمال مدير مركز الترميم في جولة داخل معمل الآثار غير العضوية بمركز الترميم، حيث تتم داخل أعمال الصيانة الدقيقة للحلى والخزف والزجاج والفخار، بشكل دقيق للغاية، وعلى يد مجموعة من المرممين المتخصصين فى تلك المجالات، والذين يصل عددهم إلى 150 مرمم، منهم 120 خريجي كليات الآثار في الجامعات المصرية، و30 من خريجي كليات العلوم في مصر، وكلهم تم تدريبهم بالداخل والخارج على الترميم بأحدث التقنيات والأساليب الممكنة.

الدكتور حسين كمال، قال إن المعمل مسئول عن ترميم وصيانة مجموعة متنوعة من الآثار غير العضوية، وآثار غير عضوية تعني أنها ليست من أصل نباتى ولا حيوانى، فيوجد المعادن والفخار، والزجاج وغيرها، وكل قطعة ترمم حسب حالتها التى جاءت عليها.

من الأساليب المتبعة داخل معمل ترميم الآثار غير العضوية، توثيق كل القطع عندما استلامها، بالصور الفوتوغرافية، وتقرير مفصل بشكل دقيق، ويتم توزيعها على العالمين كلا حسب تخصصه، بناء على خطة العمل والخطوات الأساسية للعمل فى القطعة.

الدكتور حسين كمال، قال إن مركز الترميم مشارك في تصميم قاعات العرض، لمتابعة حالة القطع في قاعات العرض، ليتم عمل الصيانة الوقائية أولاً بأول بشكل ناجح، مشيراً إلى أن قاعة توت عنخ أمون بها 5600 قطعة أثرية، وتم تقسيمها إلى حقب زمنية، بالإضافة إلى أن أساليب العرض المتحفي نفسها أساليب حديثة جداً.

وأوضح مدير المركز إنه هناك أساليب حديثة سيتم استخدامها في العرض كالعرض السينمائي، والعرض الثلاثي الأبعاد، وهذه الأساليب معتمدة في متاحف عالمية كثيرة، وكل هذا بتنفيذ أيادي مصرية خالصة.

وأكد كمال أن المركز لا يعتبر قسم ترميم في متحف، ولكنه كان معد ليكون مركز إقليمي بمنطقة الشرق الأوسط لترميم الآثار، وتدريب المرممين من مختلف بلدان العالم، وتم إنشاء المركز قبل المتحف نفسه، نافياً أن يكون هناك فقدان لأي قطعة أثرية تدخل المركز، فقطع أوراق البردي الصغيرة جداً يتم ترميمها وتجميعها لحين الوصول إلى باقي أجزاء البردية، كما رأيتم داخل معمل الآثار غير العضوية.

_MG_1386
 

وأشار حسين كمال إلى أن الاتجاه للصيانة الوقائية للآثار حديث، فبدأ في منتصف القرن الماضي، وهناك مستويات مختلفة من مظاهر التلف للآثار، وهذا يتم التعامل معه بشكل آمن داخل مركز الترميم.

الأيزو

حصل مركز ترميم الآثار على شهادة اعتماد المواصفات الدولية القياسية لنظام إدارة السلامة والصحة المهنية الأيزو 2018: 45001ISO ، وتعد هذه الشهادة هي المرة الأولى على مستوى المتاحف المصرية والعالمية، التي يتم فيها منح شهادة أيزو لمتحف لتكون لمدة ٣ سنوات متتالية، وتجدد سنويًّا لمتابعة الأداء وتطبيق معايير السلامة والصحة المهنية . وتعتبر مواصفات الأيزو (ISO45001:2018) من أهم المواصفات العالمية في مجال السلامة والصحة المهنية.

الجدير بالذكر أن شهاده الأيزو (ISO45001:2018) تقتضي متطلبات مثل : منهجية المؤسسة أو المتحف في أسلوب السلامة ، والصحة المهنية ، والتخطيط وتقييم الأداء ، والتحسين المستمر ، وإدارة المخاطر ، علاوة علي أن تطبيق متطلبات المواصفات الدولية لنظام إدارة السلامة والصحة المهنية يسهم في زيادة المرونة التنظيمية ، من خلال منع المخاطر بشكل استباقي ، وتحفيز الابتكار ، والتحسين المستمر لكافة أنشطة مركز ترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير ، كما تعزز من توافق كافة العمليات والأنشطة المختلفة مع التشريعات والقوانين ذات الصلة .

وقد روعي في تصميم مركز ترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير أعلى المعايير لتطبيق إجراءات السلامة والصحة المهنية والبيئية، كما أنه يتوافر العديد من وسائل الوقاية من الحريق والانفجارات في مواقع العمل، مع تدريب جميع العاملين على أسلوب استخدامها ، لذا يتمتع المتحف المصري الكبير بأعلى معايير الأمان والسلامة ؛ مما ينعكس علي تحقيق أمان الزائرين والمتعاملين مع المتحف المصري الكبير .

ويمثل حصول المتحف - مركز ترميم الآثار - على شهادة أيزو السلامة والصحة المهنية ، في ظل الظروف الراهنة التي يعاني منها العالم، وهي أزمة كورونا وما قام به المتحف من التدابير اللازمة والاستباقية ، للحد من انتشار المرض بين العاملين والمتعاملين مع المتحف، ويمثل ذلك كله خير دليل علي تطبيق أعلى معايير السلامة، والتزام العاملين، والرؤية الحكيمة للقيادة، وهو الأمر الذي سيكون له مردود إيجابي على السياحة المصرية، حيث سيطمئن السائح على سلامته وأمنه في المتحف المصري الكبير، الذي يطبق أفضل المعايير الدولية للسلامة، وباحترافية عالية ؛ من أجل الحفاظ علي سلامته وأمنه بكافة السبل الممكنة.

نقل مركب خوفو

يعتبر مشروع نقل مركب الملك خوفو واحدًا من أهم المشروعات التي يقوم بها المتحف المصري الكبير، والتي تهدف إلى الحفاظ على أكبر وأقدم وأهم أثر عضوي في التاريخ.

فكرة نقل مركب خوفو إلى المتحف المصري الكبير، جاءت نتيجة أن مبنى المتحف القديم الخاص بالمركبة- والذي تم إنشاؤه منذ ما يزيد على ربع قرن- قد ساعد في إخفاء الضلع الجنوبي للهرم الأكبر، كما أدى بشكل واضح إلى تشويه بصري للمنطقة الأثرية، بالإضافة إلى وجود المركب في مبنى يفتقر إلى أسلوب العرض المتحفي المتميز، والذي يليق بأهمية ومكانة هذا الأثر الفريد، فضلا عن كون المبنى القديم غير مجهز بوسائل الإتاحة والخدمات التي تسمح باستقبال ذوى القدرات الخاصة، وجاري حاليًّا إنشاء متحف خاص منفصل عن المبنى الرئيس للمتحف المصري الكبير؛ ليعرض بداخله مركب الملك خوفو الأولى والثانية، حيث يتم تجهيز هذا المتحف بأحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية الخاصة بالعرض المتحفي، وكذلك بأحدث تقنيات التحكم في الحرارة والرطوبة والإضاءة داخل المبنى؛ لضمان توفير أقصى حماية ممكنة للمركبين الأثريين من عوامل الجو والحرارة، بالإضافة إلى تقنيات الحماية في حالة الحريق والطوارئ.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق