ريمونتادا كورونا

السبت، 12 ديسمبر 2020 07:00 م
ريمونتادا كورونا
أحمد سامي

الموجة الثانية من الفيروس تثير الرعب.. والدولة تواجهها بإجراءات قوية وحجز حصة من اللقاحات العالمية المتوفرة

مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح: فصل الشتاء بيئة خصبة لانتشار الفيروسات التنفسية.. والكمامة هي الحل
 
عاد مرة أخرى منحنى إصابات فيروس كورونا المستجد للارتفاع، مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة والذي يعد بيئة خصبة لانتشار الفيروسات التنفسية. 
 
بدأت الإصابات ترتفع مرة أخرى يوما تلو الآخر، ودخلت مصر الموجة الثانية كما حدث في الكثير من دول العالم والتي شهدت ارتفاع كبير في حالات الإصابة بكوفيد 19. 
 
ينشغل العلماء خلال هذه الفترة بالتوصل للقاح يقضي على الوباء، لكن حتى الآن لا يوجد علاج أفضل من اتباع الإجراءات الاحترازية وتقوية جهاز المناعة، للوقاية من الإصابة بالفيروس القاتل، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، والتعرض للشمس، والنوم فترات كافية، والبعد عن التوتر، وغسل الأيدي باستمرار وتعقيمها بالكحول، وغسل الطعام بشكل جيد قبل تناوله، والابتعاد عن أماكن الازدحام قدر الإمكان.
 
يعول المواطنون علي لقاح فيروس كورونا بعد أن أعلنت شركة فايزر الأمريكية أن فاعلية اللقاح الذي طورته بالتعاون مع "بيونتيك" الألمانية، بلغت 95%، وتقدمت الشركتان بطلب لهيئة الدواء والأغذية الأمريكية للحصول على ترخيص استخدام اللقاح، ومن المتوقع إصداره في الأيام المقبلة، لكن السلطات البريطانية استبقت هيئة الدواء الأمريكية وأعلنت منح ترخيص طارئ لاستخدامه في المملكة المتحدة، حيث أعلنت المملكة المتحدة، حصول أول سيدة بريطانية على لقاح فيروس كورونا بشكل رسمي، وذلك بعد أكثر من عام على ظهور كوفيد 19 وانتشاره في كافة أنحاء العالم، حيث حصد الفيروس حياة أكثر من مليون شخص حول العالم، فضلاً عن إصابة أكثر من 68 مليون شخص حول العالم به، ليدخل العالم مرحلة جديدة من الصراع مع فيروس كورونا.
 
قالت البريطانية مارجريت كينان: «أشعر بامتياز كبير كوني أول شخص يتم تطعيمه ضد فيروس كورونا، إنها أفضل هدية عيد ميلاد مبكرة يمكن أن أتمناها، لأنها تعني أنه يمكنني أخيرًا أن أتطلع إلى قضاء الوقت مع عائلتي وأصدقائي في العام الجديد ونصيحتي لأى شخص عرض اللقاح هو أن يأخذها إذا كان بإمكاني الحصول عليه في عمر 90، فيمكنك الحصول عليه أيضًا».
 
وطورت شركة موديرنا، بالتعاون مع معاهد الصحة الوطنية الأمريكية، لقاحاً يتكون من قطع صغيرة من الحمض النووي الريبي "mRNA" تحفز جسم الإنسان على إنتاج البروتين الموجود على سطح فيروس كورونا المستجد، فمن خلال حقن جزء من شفرة الفيروس الجينية في الجسم، يبدأ اللقاح عندئذ بإنتاج بروتينات فيروسية وليس الفيروس بكامله، ويتعرف عليها الجهاز المناعي بعد ذلك، ليبدأ في إنتاج الأجسام المضادة كما لو كان الشخص مريضا بالفعل.
 
اما اللقاح المطور من استرازينيكا وجامعة أوكسفورد مرشحا واعدا، فهو فعال جدا وآمن وقوي، كما أنه لا يحتاج إلى تبريد مُكلف مثل اللقاحات الأخرى.، وتصل نسبة فاعليته إلي 70 في المائة وهي ذات قيمة متوسطة من دراستين سريريتين مختلفتين وشارك في المجموع في الدراستين 11.636 شخصا، وهو عدد أقل بكثير من عدد المشاركين في دراسات الشركات المنافسة لكن سمعة اللقاح تدهورت بسبب طريقة عرضه ووقوع خلل في الدراسة.
 
وبادرت وزارة الصحة المصرية بحجز 20% من احتياجات البلاد من لقاح شركة فايزر، و30% من لقاح جامعة أكسفورد، وأجرت مصر تجارب المرحلة الثالثة للقاحين صينيين على 3 آلاف متطوع، بالإضافة للتعاقد على لقاح صيني ثالث لإنتاجه في مصر فور التصريح بتداوله، كما تعاقدت إحدى شركات الأدوية الخاصة على 25 مليون جرعة من اللقاح الروسي.
 
الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، كشفت موقف مواجهة فيروس "كورونا"، كما تناولت مستجدات الموقف العالمي للوباء، وأعداد الإصابات في المنطقة، مشيرة إلى أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أثناء كلمته في الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة، حدد أربعة مجالات رئيسية لإنهاء الوباء وبناء عالم ما بعد الوباء، وهي الاستثمار في اللقاحات، والاستثمار في التأهب للوقاية من الجائحة التالية، والاستثمار في الصحة حيث ينفق العالم 7.5 تريليون دولار على الصحة كل عام، وهو ما يقرب من 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، لكن معظم هذا الإنفاق يتم في أغنى البلدان، وهو موجه بشكل غير متناسب لعلاج الأمراض، بدلاً من تعزيز الصحة وحمايتها، والمجال الرابع هو الاستثمار والتعاون مع جميع الجهات لحماية المستقبل.
 
عرضت الوزيرة معدل الإصابات الأسبوعية في محافظات الجمهورية، ومعدل الإصابات في المدارس، كما أشارت إلى نسب الإشغال في مستشفيات العزل، موضحة أن 76% من الأسرّة الداخلية شاغرة، بينما نسبة الـ 24 % الأخرى مشغولة، وبالنسبة لأسرّة الرعاية المركزة، فإن نسبة المشغول منها تبلغ 56%، فيما تبلغ نسبة الأسرّة الشاغرة 44%، وفيما يتعلق بأجهزة التنفس الصناعي، لفتت الوزيرة إلى أن 70 % من الأجهزة شاغرة، و30 % مشغولة.
 
واستعرضت الدكتورة هالة زايد، استعدادات الوزارة لمواجهة الموجة الثانية لفيروس "كورونا"، وذلك من خلال تطوير البنية التحتية لـ 44 من مستشفيات الحميات والصدر، وتوريد 100 خزان أكسجين، وتطوير شبكات الغاز، فضلا عن زيادة الطاقة الاستيعابية بمعدل 7500 سرير، و1500 سرير رعاية مركزة، و325 جهاز تنفس صناعي، وإضافة 17 جهاز أشعة مقطعية، كما عرضت الوزيرة إجراءات الوزارة لزيادة وتوفير الأكسجين الطبي بالمستشفيات.
 
الدكتور أمجد الحداد، مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، قال إن ارتفاع أعداد الاصابات بفيروس كورونا له عدة عوامل أولها  فصل الشتاء لأنه موسم لانتشار الأمراض التنفسية ويعد بيئة خصبة لانتشار فيروس كورونا، كما أن عدم التهوية الجيدة للأماكن المغلقة مثل المنشآت الحكومية والمدارس يؤدي إلي انتشاره بصورة كبيرة، مضيفا أنه من المتوقع زيادة أكبر في الأعداد بسبب تخفيف المواطنين لإجراءاتهم الاحترازية، وعدم حفاظهم علي التباعد وارتداء الكمامات، وهذا حدث  في جميع الدول التي أهمل شعبها لذلك يجب اتخاذ ما حدث معهم عبرة.
 
وأضاف رئيس قسم المناعة بالمصل واللقاح، لـ"صوت الأمة" أن ارتداء الكمامة هو اللقاح الوحيد لفيروس كورونا حتى الآن، لأنها تشكل حائط صد ضد الفيروس حتي لو تم انتقال الفيروس ستكون إصابة من الدرجة البسيطة، وستكون الجرعة الفيروسية التي تدخل الجهاز التنفسي بسيطة، وبالتالي يقوم الجهاز المناعي بالتغلب عليها، مضيفًا أنه يجب الحذر واتخاذ كامل الإجراءات الاحترازية وفى مقدمتها الكمامة. 
 
 أكد رئيس قسم المناعة بالمصل واللقاح، أن الموجة الثانية مثل الموجة الأولى بنفس شدة المرض، لكن الآن يتم التعامل مع الحالات قبل الدخول في مرحلة المضاعفات، لافتاً إلى أن 80% من الإصابات بسيطة، بدليل أن لاعبي الكرة الذين أصيبوا بكورونا لم يعانوا من أعراض مرضية ولكن مسحاتهم جاءت ايجابية وتم التحكم فيها بسهولة، مشيراً إلى أنه من المتوقع حدوث زيادة في إصابات كورونا الأيام المقبلة ولكنها لن تكون الأرقام التي ترهق المنظومة الصحية في مصر.
 
وأوضح الحداد، أن المنظومة الصحية المصرية أصبحت أكثر خبرة في التعامل مع الفيروس عن بداية ظهوره، وأصبحنا متمكنين في كيفية التعامل مع المريض واستخدام بروتوكلات العلاج بحسب وضع المريض، ومستشفيات العزل مستعدة في حالة أي زيادة في الحالات والتي تحتاج رعاية مركزة فكل ذلك موجود ومتوفر، وأنه لا توجد حالات تحتاج للمستشفى والعديد من الحالات تُعالج في المنازل، مؤكدا أنه على مستوى الدولة والمستوى الطبي لم نفقد العزيمة والاستمرارية والمتابعة فلا يوجد قلق في هذا الشأن.
 
وقالت الدكتورة جيهان العسال نائب رئيس اللجنة العلمية لمواجهة فيروس كورونا بوزارة الصحة، إن مفتاح النجاة من كورونا هو الالتزام بالإجراءات الوقائية، في ظل عدم وجود لقاح رسمى له، موضحة أن كل الأعمار معرضة للإصابة بفيروس كورونا،  وأنه لم يثبت على مستوى العالم أن هناك تكرار للإصابة حتى الآن، مشيرة إلى أن 30% من الحالات المصابة بكورونا تأتي نتيجتها سلبية، وأن بروتوكولات العلاجات التي يتلقاها المصابون بكورونا خاص بعلاج الأعراض الخاصة به والمضاعفات التي تظهر على المصابين منه يتم تطويرها باستمرار،و يضم أفضل مجموعة علاجات مؤثرة على أكبر قطاع من المرضى، وتم وضعه بناءً على أسس علمية وتجارب محلية وعالمية، مؤكدة  ثبوت نجاحه وفعاليته حتى الآن وساهم فى الحد من وفيات كورونا بمصر.
 
وأوضحت جيهان العسال، أنه بالنسبة لمصر فإن التجارب الإكلينيكية تجرى على 4 لقاحات حاليا، وإن الدولة المصرية ستعمل على شراء أي مصل يتم اعتماده دوليًا، موضحة أن اللقاحات ضد فيروس كورونا لابد أن تحصل على موافقة جهات دولية محايدة، مؤكدة توافر أدوية علاج فيروس كورونا بكميات آمنة وأن التعامل مع الموجة الثانية لكورونا حول العالم أسهل من الأولى كون حالة الهلع التي صاحبت الفترة الأولى لم تعد متواجدة، فضلا عن أن البرتوكولات العلاجية أصبحت أكثر وضوحا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق